قبل 4 اسابیع
شرحبيل الغريب
80 قراءة

الميادين في دائرة الاستهداف..ماذا تريد إسرائيل من وراء ذلك؟

ستبقى الميادين الصوت الصادح بالمقاومة في زمن الخذلان والتآمر الذي يغمض عينيه عن جرائم "إسرائيل" و عنجهيتها، ولن يستطيع أحد إسكاته.

استهداف الطيران الإسرائيلي قناة الميادين في بيروت جريمة حرب جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم "إسرائيل" التي ترتكبها بحق الإعلام العربي الحر والشعب اللبناني.

كانت ولا تزال شبكة الميادين الإعلامية المنبر الشريف والحر والمقاوم إذ جعلت فلسطين عنواناً لانطلاقتها منذ اليوم الأول، وتصدّرت الإعلام العربي المقاوم منذ معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي في نقل صور البطولة والفداء وعمليات المقاومة الفلسطينية النوعية وعمليات الإسناد للمقاومة الإسلامية اللبنانية، وصولاً إلى معركة انخراط حزب الله بشكل مباشر في التصدي للعدوان الإسرائيلي  على لبنان، فشكلت الميادين منبراً وميداناً إعلامياً للمجاهدين في فلسطين ولبنان.

عودة إلى الوراء في دهاليز الذاكرة قليلاً، زرت قناة الميادين الفضائية في بيروت قبل أربعة أعوام، جلست مع رئيس مجلس إدارتها الصديق العزيز الأستاذ غسان بن جدو، تبادلنا الحديث عن الميادين كقناة عربية في بيئة مزدحمة بالإعلام، وتطرقنا إلى نشأتها ودورها ورسالتها وتميزها عن باقي الفضائيات في حمل الرسالة الإعلامية لفلسطين أولاً ولكل شعوب المنطقة المظلومة ثانياً، فقلت للأستاذ بن جدو، ونحن نقف جنباً إلى جنب خلال جولة في أقسام واستديوهات الميادين في بيروت، القنوات الفضائية كثيرة ومتعددة وبعضها لا رسالة سامية له، أما ما يميز الميادين أن لها رمزية وتميزاً معاً، فقد حملت فلسطين كقضية إعلامية سامية وتحمّلت فاتورة نقل هذه الرسالة، رسالة الأحرار والمظلومين في آن واحد، كما هي صوت المقاومة و المقاومين في الوقت ذاته، واحتلت الميادين علامة مميزة بين الإعلام العربي وفي تاريخ الإعلام  المقاوم.

معرفتي بقناة مثل قناة الميادين أن رئيس مجلس إدارتها يعد من كبار الإعلاميين المميزين على مستوى الوطن العربي والعالم، ولها جيش من الإعلاميين والإعلاميات، جيش متميز صاحب انتماء إلى المهنة أكاد أعرف معظمهم وتربطني صداقات بأكثرهم، مستعدون للتضحية من أجل الرسالة الإعلامية السامية التي يحملها كل مراسل أو مذيع أو مقدم برنامج،  بل يصل دورهم إلى الجندي في ميدان المعركة، لا يؤدون وظيفة فحسب بل هم في ساحة جهاد إعلامي يوصلون الرسالة والحقيقة إلى كل العالم من حولهم، وينقلون صوت المقاومة وجهادها وصمودها في الميدان، فقد أثبتوا أنهم الأقدر والأجدر في حمل المسؤولية الإعلامية في ظل الحرب الشعواء والاستهداف المستمر لكل المؤسسات الإعلامية الخاصة. 

ليس مستغرباً على العدو الإسرائيلي أن يستهدف قناة الميادين، فمنذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" بات جلياً أن "إسرائيل" تنزعج كثيراً من الإعلام الذي يفضح جرائمها وإرهابها في فلسطين ولبنان ويكشف خسائر "جيشها"، وإذا تعمقنا أكثر في حرب الإبادة والتطهير العرقي الذي تمارسه "إسرائيل" على مدار أكثر من عام سنجد أن الإعلام الفلسطيني والعربي الحر أخذ نصيباً من إرهاب "إسرائيل" وبطشها، فقد قتلت على مدار العام أكثر من مئتي من الصحفيين الفلسطينيين  ومراسلي الفضائيات العربية والدولية ، ودمرت مقار مئات وسائل الإعلام المختلفة منها فلسطينية كقناتي الأقصى وفلسطين اليوم ومكاتب فضائيات عربية مختلفة، أما عن الميادين فاغتالت خلال معركة "طوفان الأقصى" مراسلتها المميزة فرح عمر، ومعها المصور في الميادين ربيع المعماري وقد قدما روحيهما شهداء الحقيقة على طريق القدس.

استهداف الميادين مجدداً هو دليل واضح على أنها قناة باتت عنصراً أساسياً في المعركة الدائرة حالياً، وأن صورة الميادين وصوتها باتا يزعجان "إسرائيل" أكثر ويؤلمانها كما الصاروخ الذي يطلقه حزب الله على المستوطنات الإسرائيلية والبلدات الفلسطينية المحتلة من جهة، ويفضحانها ويكشفان وجهها الحقيقي في استهداف وقتل الفلسطينيين واللبنانيين المدنيين من جهة أخرى.

لعل الأيام القليلة الماضية، شهدت استهدافاً من نوع آخر قبل القصف، إذ اخترقت جهات مشبوهة تتبع الاحتلال الإسرائيلي منصات قناة الميادين وبثت رسائل مسمومة في محاولة لإسكات صوت المقاومة.

 الميادين التي أخذت على عاتقها مسؤولية إعلامية في معركة "طوفان الأقصى" التي سجل فيها حزب الله منذ اليوم الثاني لها شرف المشاركة والإسناد، لن يؤثر فيها القصف أو الاستهداف، وستبقى أبعد من أوهام "إسرائيل" بإسكات صوتها أو مسح صورتها، وستبقى نبراساً للإعلام العربي المقاوم الحر.

تحية من القلب إلى قناة الميادين قناة المقاومة وصوت الحقيقة، تحية إلى رئيس مجلس إدارتها الصديق غسان بن جدو وكل طاقمها من مراسلين ومراسلات ومذيعين ومذيعات وعاملين في الدوائر والأقسام الأخرى كافة، أنتم جنود مجهولون لكنكم تقومون بأشرف مهنة في زمن انعدم فيه الشرف وانحدر فيه الإعلام العربي إلى مستويات السقوط والتصهين.

ستبقى الميادين الصوت الصادح بالمقاومة في زمن الخذلان والتآمر الذي يغمض عينيه عن جرائم "إسرائيل" و عنجهيتها، ولن يستطيع أحد إسكاته.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الإشراق وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً

إقرأ أيضاً

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP