قبل 4 سنە
حسين الموسوي
388 قراءة

قصف قاعدة عين الاسد.. رد استراتيجي لهذه الاسباب

في نفس الساعة التي اغتيل فيها الفريق قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما، كان الرد الايراني على الجريمة. رد ليس بالنهائي بل هو الافتتاحية التي ستليها ردود استراتيجية ولاسباب عديدة. 

بداية من قاعدة عين الاسد، مفخرة الاميركيين والقاعدة التي تبجح بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب وطالب العراق بدفع مبالغ باهظة اذا ما اراد اخراج الاميركيين منها. وعليه فان قصف القاعدة بصواريخ لم تستطع الرادارات الاميركية واجهرة الرصد التقاطها هو البعد الاستراتيجي الاول في الرد الايراني.

الى جانب ذلك، يؤكد حرس الثورة الايرانية انه استهدف 35 هدفا في القاعدة. وبالتحليل المنطقي البسيط كيف يمكن ان يسقط اكثر من دزينة من الصواريخ المتطورة في مكان ولا يجرح احدا على اقل تقدير؟ كما ان التاكيدات التي اطلقها ترامب حول عدم اصابة اي من جنوده في القصف ليست محل ثقة بكل بساطة بسبب سجل الرئيس الاميركي الحافل بالكذب والاخبار المضللة التي يطلقها في كل الاتجاهات. والقادم من الايام سيكشف بدون ادنى شك حجم الاضرار والقتلى او الجرحى الذين سقطوا في الرد الايراني في صفوف القوات الاميركية.

البعد الاستراتيجي الاخر، يتمثل فيما كشفته تقارير اميركية وغير اميركية بان الايرانيين تعمدوا عدم ايقاع عدد كبير من الضحايا في القصف، في رسالة مفادها انهم قادرون على اصابة اي هدف اميركي يريدونه في العراق وغير العراق. وهو ما يحمل معان كثيرة ورسائل قوية يبدو ان الاميركي فهمها جيدا.

البعد المهم الاخر في الرد الايراني، يتعلق باستمرار هذا الرد وان على مستوى مختلف بطبيعته وحجمه وتاثيره. وهنا لا بد من ربط المسالة بما قاله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بانه على محور المقاومة ان يرد بغض النظر عن الرد الايراني الخاص بايران كدولة لها سيادتها التي انتهكت من خلال اغتيال الشهيد قاسم سليماني. ورد محور المقاومة هو الذي يمثل البعد الاستراتيجي للرد العام على الجريمة.

وللتفصيل اكثر في هذا الموضوع تجدر الاشارة الى ان الاشهر العشرة المقبلة ستكون مليئة بالمفاجآت للقوات الاميركية في المنطقة والعراق خاصة. فضمن الثأر الايراني على الجريمة يندرج ثأر عراقي خاص لاستشهاد القائد ابو مهدي المهندس. ثار سيتولى اخذه الحشد الشعبي. وليس بعيدا ابدا ان نشاهد مجددا سيناريو الكمائن التي ارقت الاميركي بعد الحرب على العراق عام 2003. اضافة للكمائن قد تشهد الاشهر القادمة عمليات نوعية ضد القوات الاميركية وبتواتر مدروس بحيث سيكون وجود القوات الاميركية واخراجها من المنطقة الموضوع الاساسي في اي مناظرات او حملات انتخابية بين ترامب ومنافسه على الانتخابات الرئاسية.

وبالتالي فان ترامب قد يظن انه حقق مكسبا سيضمن له ولاية ثانية من خلال اغتيال الفريق قاسم سليماني. لكن طبيعة المرحلة الثانية من الرد على الجريمة (بعد استهداف قاعدة عين الاسد) هو الذي سيحدد مصيره الانتخابي. ويبدو ان ترامب يخاف من هذا الرد. لاسيما وان خطابه ليل امس والتوتر الذي بدا واضحا عليه والتناقضات الفاضحة التي وضع فيها (ترامب قال ان داعش عدو طبيعي لايران وان طهران عليها التعاون مع واشنطن لمحاربة داعش، بينما في المقابل يغتال العقل المدبر والقائد الاهم في القضاء على داعش) هذه التناقضات تشير الى ارتباك نابع من عدم قدرة ترامب وادراته على تمرير التبريرات التي ساقها لجريمته داخل الولايات المتحدة. اضافة الى ادراكه بان الجريمة كانت عملا متهورا قد يفقده ولاية ثانية ويؤدي الى خروج الولايات المتحدة من المنطقة، وهو ما حاول اخفاءه بالقول ان بلاده لا تحتاج للشرق الاوسط وان الخيارات كلها متاحة في المنطقة، ما قد يعني في جزء كبير منه طرح موضوع اخراج القوات الاميركية من المنطقة على طاولة البحث جديا.

اما ما يحكى من وسائل اعلام ومنصات تواصل اجتماعي تديرها وتحركها دول اقليمية بان الرد الايراني ليس مهما وما شاكل ذلك فهو دليل على ان الرد كان قويا كفاية بحيث ان هذه الدول علقت رحلات وغيرت مسار رحلات وسارعت للدعوة الى التهدئة. وبحيث ان ايران سجلت في تاريخ المنطقة والعالم انها الدولة الوحيدة التي استهدفت قاعدة عسكرية اميركية واعترفت رسميا بذلك منذ هجوم بيرل هاربور ابان الحرب العالمية الثانية. بينما السؤال الذي يطرح هو اي من دول المنطقة تجرأت ليس على ضرب القوات الاميريكة بل على رفض طلب لترامب مهما كان تافها؟

إقرأ أيضاً

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP