قبل 5 سنە
حسين الموسوي
352 قراءة

مستقبل نتنياهو في مهب الريح

في العام 1999 كانت مفاجأة حين أطاح حزب العمل في كيان الاحتلال الاسرائيلي ببنيامين نتنياهو وتسلم رئاسة الحكومة بشخص ايهود باراك، وبين باراك ونتنياهو جولات وصولات شهدت تقاربا وخلافات، قبل ان يتعرض حزب العمل لنكسات متتالية اوصلته الى واقعه الحالي.

وبعد عشرين عاما اثبت فيها نتنياهو انه الاقوى سياسيا في كيان الاحتلال، يبدو ان كابوس عام تسعة وتسعين عاد ليخيم عليه، مع اعلان ايهود باراك العودة للعمل السياسي عبر تأسيس حزب جديد محددا هدفه الوحيد والأهم..( يجب الاطاحة بنظام نتنياهو) بحسب تعبير باراك.

ولعودة باراك الى الحياة السياسية خلفيات ونتائج..

فهو يريد التخلص من عقدة المسؤولية عما وصل اليه حزب العمل والاتهامات التي وجهت اليه بتدمير الحزب عندما وافق على تولي منصب وزير الحرب في احدى حكومات نتنياهو الممتدة بين عامي الفين وتسعة والفين وثلاثة عشر. وبالتالي يسعى لتعويض جمهور حزب العمل عبر العودة في فترة حساسة يشهدها كيان الاحتلال الاسرائيلي واكتساب صفة المنقذ.

وارتباطا بذلك فقد شكل فشل بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة والذهاب الى انتخابات مبكرة في ايلول سبتمبر المقبل، حافزا لباراك للدخول بقوة وبشعارات واضحة وصارخة كما وصفت وهي الاطاحة بنتنياهو. لكن الملفت الاكثر كان العوامل المساعدة التي اعتمد عليها باراك وهي عديدة:

اولا التوافق الواضح ( وان كان غير كامل) بين احزاب الوسط لاسيما بعد الانتخابات الاخيرة وحصول حزب "ازرق ابيض" على الكتلة الاكبر مثل حزب الليكود. وهو ما حاول باراك استثماره خلال اعلانه العودة للسياسة حيث خاطب من اسماهم "رفاق السلاح" أي بيني غانتس وغابي اشيكنازي وايضا يئير لبيد. وهذا التوافق سيشكل داعما اضافيا لحركة ايهود باراك الهادفة لاعادة لملمة شراذم احزاب اليسار والوسط في الكيان الاسرائيلي.

ثانيا يعتمد باراك على اوراق انتخابية يستطيع استخدامها في مواجهة نتنياهو. اولها الانشقاق الذي قد يحدثه داخل حزب الليكود مع الحديث عن خروج اسماء تاريخية اساسية في الليكود وانضمامها لحزب باراك الجديد ومن هذه الاسماء "بيني بيغن" ابن رئيس وزراء الاحتلال الاسبق مناحم بيغن. وهو من الاسماء الممنوع المساس بها في تاريخ الليكود.

اما ثاني اوراق ايهود باراك فهي ما يوصف بليونته تجاه الاحزاب التي تعتبر مناهضة لخطه السياسي. فهو من صادق على قانون اعفاء "المتدينين من الخدمة في جيش الاحتلال" وهذا قد يفتح له بابا لاستمالة الاحزاب الدينية في ظل تشدد حزب "اسرائيل بيتنا" بزعامة افيغدور ليبرمان حيال هذا الموضوع الذي كان سببا في انهيار حكومة نتنياهو الذهاب لانتخابات مبكرة قبل اشهر. مع الاشارة الى ان الطريق الوحيد ربما امام بقاء نتنياهو هي التحالف مع ليبرمان وحزب نيفتالي بينيت.

ثالثا لا يبدي باراك اي مانع من التحالف مع اي تكتل في الكنيست بما في ذلك القائمة العربية، وقد اشار الى انه لا يمانع التحالف مع كل المكونات السياسية في كيان الاحتلال. وهذا قد يمنحه قوة اضافية للاطاحة بنتنياهو رغم حساسية هذا الامر واحتمال تحوله الى نقمة على باراك في ظل التحشيد الاعلامي لليكود ونتنياهو ضد باراك واتهامه بتقويض قوة "اسرائيل الصهيونية" كما كتبت صحيفة معاريف.

اضافة لكل ذلك تقول تقارير ان عودة باراك للحياة السياسية تصب في خانة رغبة اللوبي الصهيوني (لاسيما في الولايات المتحدة) بالتخلص من نتنياهو الذي بات يشكل عبئا وعقبة امام مشاريع هذا اللوبي، رغم قربه من الرئيس الاميركي دونالد ترامب. وبالتالي فان نجاح حركة ايهود باراك لن تضع فقط نتنياهو مستقبله في مهب الريح بل ايضا المشاريع المرتبطة بوجوده رئيسا لحكومة الاحتلال واهم هذه المشاريع تؤكد التقارير، صفقة ترامب..

إقرأ أيضاً

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP