قبل 5 سنە
حسين الموسوي
333 قراءة

لبنان والحكومة.. من يريد ماذا؟ ومن يتربص بمن؟

تنفس كثير من اللبنانيين الصعداء بعد اعلان رئيس الجمهورية ميشال عون تسمية وزير التربية والتعليم الاسبق حسان دياب لتشكيل الحكومة الجديدة. لكن الجميع يعرف ان المشكلة لم تجد حلا لها وان اقصى ما يمكن توقع به هو بداية للحل لن تكون سهلة، وذلك لاسباب عديدة.

جاءت تسمية دياب بعد اسابيع من الفراغ الناتج عن مواقف لاطراف داخلية ومساع لتدخلات اجنبية. ومن خلال نظرة على ما شهده لبنان في الاسابيع الاخيرة يمكن تصور ما حصل بالفعل.

اولا

اعلن رئيس الحكومة حينها سعد الحريري استقالته بما يشبه المسعى لاظهار نفسه وكأنه خضع لمطالب الشارع لكن ما اعقب ذلك كشف محاولة لاحراج الاطراف الاخرى في السلطة.

ثانيا

بدأت عملية حرق الأسماء (السنية) المطروحة لترؤس الحكومة بما يخدم رؤية الحريري وشروطه للعودة الى السراي بحكومة (تكنوقراط) كما اعلن هو.

ثالثا

بدأت التدخلات الخارجية تطفو على سطح الأحداث في لبنان وصولا الى زيارة ديفيد هيل مساعد وزير الخارجية الأميركي إلى بيروت تزامنا مع الإستشارات النيابية الملزمة التي سمت دياب.

وعليه يمكن استنتاج الاتي من هذه الأحداث..

ما قام به الحريري لإظهار نفسه في نفس الخندق مع المتظاهرين لم ينجح بسبب ربط الحريري خطواته لاحقا بدار الإفتاء ونظرية الغطاء الطائفي له وهو ما يتعارض مع مطالب الشارع الداعية للمجيء بسلطة بعيدة عن الأطر الطائفية. وما قضى على استراتيجية الحريري تمنعه عن تسمية شخص لترؤس الحكومة ما كشف الموقف الذي يتبناه من الأزمة وهو (أنا أو لا أحد) وهو ما يعتبر غير مقبول لدى القوى السياسية اللبنانية (مع وجود شخصيات وأسماء وقوى سنية غير تيار المستقبل).

الى جانب ذلك، كان واضحا المسعى الأميركي لتوجيه الأزمة لصالح مشروع واشنطن. حيث تكشف التقارير ان ديفد هيل وصل بيروت للترويج للسفير اللبناني في الأمم المتحدة نواف سلام كرئيس للحكومة. وهو ما سيعتبر استفزازا واستهدافا لحزب الله وحلفائه بسبب مواقف سلام المعروفة من الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي. وهنا يبرز السؤال التالي.. هل كانت استقالة الحريري ورفضه ترؤس الحكومة لاحقا خطوة معدة مسبقا لعدم إحراجه داخليا من جهة الخطة الأميركية ولإفساح المجال لوصول نواف سلام بما يحمله من أجندة مرتبطة بواشنطن؟

الأمر المهم الآخر يتمثل بردة فعل الشارع المحسوب على الحريري بعد تسمية دياب. ردة فعل وجهت ضربة شبه قاضية للحراك حيث برز تمسك بعض هذا الشارع بالإطار الطائفي لاختيار رئيس الحكومة عكس ما يريده معظم اللبنانيين ومن كل الطوائف. وعليه أتت دعوة الحريري الوجدانية لشارعه بالعودة الى المنازل تجنبا لما قد يضعه في خانة التخندق المذهبي وهو ما لا يريده لنفسه و لتاريخه وتاريخ والده السياسي، في ظل وجود قوى اخرى تحاول استغلال الحراك لتمرير اجندتها.

في المقابل تبدو القوى السياسية مصرة على إنجاح مهمة حسان دياب رغم إعلان الحزب التقدمي الإشتراكي بزعامة وليد جنبلاط عدم المشاركة في الحكومة لا لموقف عام متماه مع الحراك بل لغاية في نفس يعقوب تتمثل بالخصومة العميقة مع رئيس الجمهورية وفريقه.

وعليه يمكن القول ان البلاد اصبحت امام مسارين. مسار يريد إخراج المشهد من الفراغ والسعي لتحقيق ما يريده الشارع ومسار يريد إحراج الطرف الآخر ووضعه في مواجهة مع الشارع كما يحصل في اليومين الأخيرين من استهداف للجيش والقوى الامنية بما ينذر بنتائج غير محمودة.

إقرأ أيضاً

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP