دونالد ترامب.. العوامل التي تهدد رئاسته الثانية
عوامل كثيرة تقف في وجه الرئيس الاميركي دونالد ترامب لتحقيق حلمه بولاية رئاسية ثانية، وهي عوامل داخلية واخرى خارجية.
اضافة الى العامل الاول المتمثل بالعداء للديمقراطيين والعامل الثاني المتمثل بالوضع الاقتصادي..
ثالثا..العنصرية
كثيرا ما حاول فريق ترامب تغطية تصريحاته وتغريداته العنصرية واعطاءها تفسيرات لم تمر على الاميركيين. من مدحه لجماعات اليمين المتطرف بعد احداث "تشارلوتسفيل" ووصفه اياها بالأناس الجيدين، الى مواقفه من قضية المهاجرين والجدار الذي يريد بناءه على الحدود مع المكسيك، وصولا الى الازمة الاخيرة التي اشعلها ضد اربعة من اعضاء مجلس النواب من الحزب الديمقراطي لاسيما النائب ذات الاصول الفلسطينية رشيدة طليب والنائب ذات الاصول الصومالية الهان عمر.
هذه المواقف العنصرية والتي تترافق مع احداث متفرقة هنا وهناك تكشف حجم الخطر الذي اوجدته سياسات ترامب على المجتمع الاميركي القائم اصلا على التنوع والذي تدين له الولايات المتحدة في كافة جوانب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
رابعا..الملفات الخارجية
منذ بداية رئاسته تعامل ترامب وكما ذكر سابقا على قاعدة (ربح كل شيء او خسارة كل شيء). وعلى هذا الاساس تعامل مع ملفات خارجية عديدة خاصة مع بدايات ولايته.
فمع روسيا تحولت العلاقة من مدح للرئيس فلاديمير بوتين الى انسحاب من معاهدة الحد من الصواريخ متوسطة المدى، اضافة لفرض عقوبات على موسكو. بينما كانت الولايات المتحدة تخسر ملفات وتنسحب من ساحات مواجهة مع الروس في اكثر من مكان
..مع اوروبا لا يختلف اثنان على ان ترامب ساهم بشكل كبير في خسارة واشنطن لحلفائها الاوروبين لاسيما المانيا وفرنسا، وذلك من خلال قضايا عدة اهمها الناتو والموقف من ايران. ليصل الامر بالادارة الاميركية الى الركض وراء كسب دعم بريطانيا اعتمادا على التحريض ضد برلين وباريس على خلفية قضية بريكست، لاسيما مع وصول بوريس جونسون الى رئاسة الحكومة في لندن.
مع المنطقة حاول ترامب اظهار نفسه الملك على العالم وبالتالي التحكم في مسارات السياسة والاقتصاد في الشرق الاوسط، لكنه ومنذ البداية كشف موقفه سواء مع منطقة الخليج الفارسي ودعمه للعدوان السعودي على اليمن وتحريضه الرياض ضد ايران لابتزاز الاولى والحصول على مئات المليارات، على اساس التهويل بما يسمى زعما الخطر الايراني على السعودية والامارات والبحرين.
كما ان تنصل ترامب من الاتفاق النووي مع ايران لعب دورا كبيرا في جعل الصورة الاميركية في العالم اكثر سلبية، حيث انفض من حول ترامب كل حلفائه لاسيما الاوروبيين، ولم يبق معه الا بعض الدول التي لا تثمر ولا تغني من جوع وتعيش على معونات واشنطن وحلفائها العرب. وبالتالي فان الملف الايراني بات ورقة مهمة في السياسة الخارجية التي تحدد مسارات الانتخابات في العام المقبل.
اما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقد وجد ترامب نفسه وحيدا في موقفه من عملية التسوية بعد اعترافه بالقدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي ونقله سفارته لدى الاحتلال الى القدس المحتلة، وتماهيه مع مصالح الاحتلال ودعمه لعمليات الاستيطان غير الشرعية، كل ذلك لم يلق قبولا الا من كيان الاحتلال نفسه وبعض دول اميركا اللاتينية واوروبا الشمالية وبعض الدول العربية التي باتت غارقة في التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي.
كل هذا وامور اخرى من قبيل الفضائح التي تلاحق ترامب والحقائق التي تتكشف عن علاقاته وشبكة معارفه المشبوهة، يمكن ان يلعب دورا في تحديد مصيره السياسي، بغض النظر عن الدعم الذي يتلقاه من شركات الاسلحة والدواء والشركات العابرة للقارات..