قبل 4 سنە
فارس الصرفندي
380 قراءة

هكذا سينفجر الصاعق في برميل البارود يوما

على مدار عشرين عاما منذ ان غادرت الاسر نهاية العام ١٩٩٩ وانا احلم بتوثيق روائي لتجربة الأعتقال في سجون الاحتلال لعلها تفي الاسرى الفلسطينيين الذين قضى بعضهم اربعون عاما وراء القضبان بعضا من حقهم وإن كان حقهم اكبر بكثير من مئات الاعمال الادبية والتوثيقية لانهم النخبة لا بل نخبة النخبة في زمن التخاذل والهوان العربي

ان تجربة الأسر التي نتحدث عنها ليست تجربة عادية ففيهامن الالم والعذاب الجسدي والنفسي ما لا يطاق ، ورغم ذلك ففي داخل المعتقلات الاسرائيلية ستجد من الكرامة والعزة ما لن تجده في دوائر صنع القرار في عدد من الدول العربية التي قبلت أن تكون تبعا للهيمنة الصهيوامريكية ، في داخل المعتقلات الاسرائيلية لا تنتهي المقاومة بل تتحول الى مواجهة الند للند فادارة السجون تحاول ان تكسر روح الصمود والمقاومة في نفوس الاسرى وبالمقابل يعزز الاسرى الفلسطنييون من صمودهم عبر وسائل ابتكروها من خلال التجربة والخبرة التراكمية على مدار نصف قرن ، فبينما يعمل الاحتلال ليل نهار على قمع الاسرى من خلال وحدات عسكرية خاصه تم تدريبها على اساليب القمع ، يرد الاسرى الفلسطينيون من خلال تكريس وحدتهم وتفعيل النضال وتعزيز فهمهم للمعركة المستمرهً ، الاحتلال كان يريد من المعتقلات ان تكون مدفنا للاحياء كما وصفها الاديب الفلسطيني وليد الهودلي لكن الاسرى الفلسطينيين حولوها الى مدارس وجامعات تخرج القادة والمفكرين والادباء ، المكتبة الفلسطينية اليوم تزخر بمؤلفات للاسرى الفلسطينيين منها السياسي والفكري والاقتصادي والادبي ورغم ان فكرة التأليف داخل المعتقل هي عبارة عن مخاطرة غير محسوبة النتائج الا ان الاسرى لم يصبهم اليأس يوما في الاستمرار بالعمل الابداعي ، فكم من رواية وكتاب وديوان وصل الاسير لنهايته وعندما جاء موعد الحصاد صادرته ادارة السجون الاسرائيلية ، اليوم والفصائل الفلسطينية تدعوا الى اكبر مشاركة في دعم الاسرى لان الهجمة الاخيرة عليهم وصلت حدا غير مسبوق ، مئات الاسرى الفلسطينيين يعانون من امراض مزمنة لا يتلقون اكثر من حبوب مهدئة تزيد من عذابات المرض ولا تقلصها اما عشرات من هؤلاء المرضى يعانون من مرض السرطان او يعانون من امراض الفشل الكلوي او القلب وبعضهم مبتور الاطراف وهؤلاء يقيمون في مستشفى سجن الرملة والذي يحمل ظلما اسم مستشفى وانما هو عبارة عن غرف متلاصقة فيها يواصل الاسير رحلة المرض حتى يلقى ربه فخلال العام الماضي استشهد اسيرين نتيجة المرض العضال هما بسام السائح وسامي ابو دياك ورفضت ادارة السجًون الاسرائيلية الافراج عنهما في الذقائق الاخيرة ، ان قضيةُ الاسرى وتفاعلها في الشارع الفلسطيني باتت اكبر من قضية عابرة او من قضايا الوضع الدائم وقد يكون المفاوض الفلسطيني والذي اخظأ اكثر من مره ارتكب جرما في قبوله تاجيل قضية الاسرى الى الوضع الدائم لانها لا تتعلق بقطعة ارض جامدة لا تتغير مساحتها او حدودها مع الزمن بل تتعلق بانسان تتغير احواله مع مرور الزمن وله عمر معلوم واجل محتوم ، ان قضية الاسرى شاء من شاء وابى من ابى ستفجر الصاعق لبرميل البارود اجلا ام عاجلا .

إقرأ أيضاً

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP