قبل 5 سنە
فارس الصرفندي
315 قراءة

نتنياهو وصعود 'اسرائيل' الى الهاوية

حتى العام ٢٠٠٦ كان التنافس داخل الاحزاب الاسرائيلية التقليدية بين اسماء تملك تاريخا سياسيا وعسكريا عريضا، في الليكود ، ارئيل شارون ، ديفيد ليفي ، اسحق شامير ، مناحيم بيغن ، حتى دان ميردور وبيني بيغن وفي حزب العمل كان الصراع الابرز حتى العام ١٩٩٦ بين الجنرال اسحق رابين والسياسي الداهي شيمعون بيرز.

لكن نتائج الانتخابات في حزب الليكود الاخيرة اكدت ان زمن الملوك انتهى في تل ابيب وان اعضاء حزب الليكود لم يجدوا سوى الفاسد نتنياهو كخيار لشعورهم ان اختيار غيره يعني سقوط حزبهم وتراجعه كما حدث مع المنافس التاريخي حزب العمل الذي اصبح لا يملك سوى بضع مقاعد في الكنيست ، لماذا اختار اعضاء مركز حزب الليكود نتنياهو ؟

لانهم لا يرون غيره من المنافسين يصلح لمواجهة حزب ازرق ابيض رغم ملفات الفساد التي تدينه والتي قد تمنعه من الاستمرار في التنافس على رئاسة الحكومة في الاشهر المقبلة.

وهذا بحد ذاته يشكل ازمة داخل الليكود سيدفع الحزب ثمنها لاحقا لان الشارع الاسرائيلي ليس الذين صوتوا لنتنياهو ، لكن وبما ان نتنياهو استطاع ان يحافظ على نفسه في داخل حزب الليكود وان يكون مرشحه لرئاسة الحكومة في المرحلة المقبلة فما الذي يريده الرجل الان ، الرجل سيلعب في الاسابيع المقبلة على اعادة رص صفوف اليمين عله يستطيع ان يشكل منهم حكومة ضيقه بعد الانتخابات المقبلة تمنحه حصانة تبقيه في رئاسة الحكومة لاربع سنوات مقبلة ودون شك هذه فرصة جديدة لنتنياهو .

الحصانة التي يريدها نتنياهو هي عبارة عن مشروع في الكنيست يحتاج الى النصف زائد واحد لتمريره وهو يمنع محاكمة رئيس الحكومة اثناء ولايته، وللوصول الى هذه الغاية فنتنياهو سيعمل في الاسابيع المقبلة على بربوغندا بداها مبكرا. اولا سيعمل ما بوسعه لاقناع الاسرائيليين انه حال بقاءه في الحكومة فانه سيضم الضفة الغربية او على الاقل المناطق ج والاغوار ، ثانيا ستعمل آلته الاعلامية على تهويل الخطر الايراني -على حد تعبيره - وعلى الحلف المشترك مع امريكا وبعض دول الخليج الفارسي لمواجهته ،ثالثا كذلك ستشتهد الايام المقبلة تحريضا من نتنياهو على الفلسطينيين داخل المناطق المحتلة عام ١٩٤٨ لانه يدرك انهم ان ظلوا محافظين على كتلتهم النيابية او ازدادت فان احلامه بكنيست يمينية قادرة على تمرير مشروعه ستكون مستحيلة ، لكن بعد كل هذا ماذا اذا جاءت النتائج مقاربة او مطابقة لنتائج الانتخابات الماضية ماذا سيحل بدولة الاحتلال، الاجابة بسيطة جدا قد يضطر الاسرائيلييون الى التوجه نحو انتخابات رابعة وهذا ليس مستعبدا وهذا يعني بان الخلل في نظام الحكم وصل الذروة ويؤكد ان الازمة اكبر مما يتخيلها البعض ، الغريب في المعادلة الاسرائيلية الحالية اسقاط نتنياهو لمبادىء الديمقراطية والعرف الذي كان سائدا على مدار سبعين عاما واسقاط الرجل لمقولة الاختلاف مع المحيط التي كان الاسرائيلييون يتحدثون عنها ، فهم يعيشون في محيط ديكتاتوري فيه سلطة الفرد هي صاحبة القرار بينما هم الديمقراطييون الذين لا يعرفون المصالح الضيقة ، نتنياهو الفاسد يحمل كيانه معه الان نحو الهاوية التي وصل لها العرب قبل عقود .

إقرأ أيضاً

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP