حزب الله .. التوفيق بين أمن لبنان ومصلحة اللبنانيين
رغم ان الخطابين اللذين خرج بهما الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ظل الازمة التي تعصف بلبنان كانا يحملان تحذيرات عميقة لمشهد قاتم باتجاهين احدهما مشهد الفساد والواقع المعيشي الصعب الذي دفع بالآلاف للنزول الى الشارع والمطالبة بمحاسبة الفاسدين واعادة اموال الدولة ومشهد ازمة تدمير الدولة وما بعد الحكومة التي يطالب عدد من الفرقاء باستقالتها وتشكيل حكومة تكنوقراط مكانها، والاصابع الخارجية التي ستعود للعب في مستقبل لبنان.
السيد نصر الله حاول ان يرسل رسائل التقطها البعض بشكل صحيح وفهمها وادرك مغازيها والبعض الاخر لم يفهمها أو فضل عدم الاستماع لها، الرجل يجمع الاعداء والحلفاء والقاضي والداني على نظافة يده وعلى وطنيته، وحقيقة ان حزب الله في موقف حساس فهو من جهة يدرك ان صوت الشارع محق ويمكن القيام بإصلاح، ومن جهة أخرى يدرك ان الايادي الخارجية قد تاخذ الامور الى خراب لبنان الذي بات حقيقية في دائرة الاستهداف في ظل طائفية تحكم تصرفات الكثيرين.
المشكلة في الحراك اليوم انه بدون رأس وبدون قيادة وهذه ازمة كبيرة بالنسبة لاي حراك او ثورة جماهيرية والمصيبة ان يقفز البعض فوق الحراك ويركب الامواج ليغير اتجاهه نحو قضايا سياسية معقدة وان يخرج عن كونه حراكا مطلبيا يبحث عن لقمة العيش والكرامة ويحارب الفساد والمفسدين. وعليه فيمكن لحزب الله بما انه موجود في داخل الحكومة ان يكون هو حامل المطالب وان يكون الضامن لتنفيذها كي يمنع استغلال الحراك في الخراب والدمار .
إن اي اختراق للحراك سيكون الهدف منه تدمير لبنان في ظل ما يشكله هذا البلد كدولة مواجهة متقدمة مع الاحتلال الاسرائيلي واذا كان هناك مستهدف حال انتشرت الفوضى والدمار فالمستهدف هي المقاومة وسلاحها ومن تابع القنوات الخليجية سيدرك انها تحاول ان تدفع بالامور الى اشتباك مع المقاومة تحت مسمى انها تحاول ان تفرض حلولا امنية على الحراك وتحاول استهداف سلاح المقاومة عبر زعم انها تحاول ان (تبلطج ) في الشارع اللبناني، والحقيقة هي ان من يحملون سلاح المقاومة هم أيضا من الشعب اللبناني يعانون كما يعاني البقية من انقطاع الكهرباء والبطالة والواقع المزري .
اذا يمكن لحزب الله من هذه اللحظة ان يكون حاملا للمطالب والضامن لتنفيذ الاصلاح من خلال اقرار القوانين التي تحقق مطالب هذا الحراك وان يفرض حزب الله من خلال قوته السياسية وان يستفيد من الذين يتواجدون في الشوارع بان يكونوا هم الداعمين له في مواجهة اي رفض لتنفيذ الاصلاح من قبل الحكومة ومن فيها سواء الحلفاء او الاعداء وعلى حزب الله ان يقوم بتنفيذ ما جاء في خطاب امينه العام مباشرة وان يتنبه الى اي اختراق امني او ان يكون حاميا لاصحاب المطالب المحقة في معركتهم وان لا يسمح بانحراف الحراك الى زوايا ستؤدي الى تدمير لبنان واشغال المقاومة بوضع داخلي متفجر في وقت كل الانظار تتجه الى جنوب لبنان وشمال فلسطين .