المخرز الامريكي والكف الفلسطينية ايهما سينتصر؟
منذ ان وصلت ادارة ترامب للبيت الابيض وهي تعلن العداء للفلسطينيين بشكل يختلف تماما عن عداء باقي الادارات الامريكية.
فبينما كانت تبرز الادارات السابقه انحيازا للكيان الاسرائيلي في التصرفات العملية الا انها في العلن كانت تحاول ان تظهر نفسها بمظهر الوسيط الساعي لخلق تسوية في الشرق الاوسط على اسس الشرعية الدولية.
ورغم اعلان كافة رؤوساء الولايات المتحدة في الدعاية الانتخابية نيتهم نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس الا ان هذه الوعود كانت تذهب ادراج الرياح في النهاية، الا ان ادارة ترامب ذهبت الى ابعد من الوعود الاعتيادية ولم تقم بنقل السفارة الى القدس فحسب وانما اعلنت القدس عاصمة الاحتلال الابدية ومنحت الاحتلال الحق في هضبة الجولان السوري المحتل.
لكن الصدمة التي لم يتوقعها حلفاء واشنطن ان تصل الجرأة بادارة ترامب ان تخالف كافة القوانين والمواثيق الدولية التي ترفض الاستيطان في الضفة الغربية وتعتبره غير شرعي وتعلن ان الاستيطان في الضفة والقدس لا يتعارض مع الشرعية الدولية رغم عشرات القرارات التي صدرت عن الامم المتحدة والتي اعتبرت الاستيطان غير شرعي.
التصريح الامريكي في طياته يمنح الاحتلال ضوء اخضر كي يضم الضفة الغربية او على الاقل المناطق المصنفة (ج)، ثم انه يعتبر الفلسطينيين طارئين في الضفة الغربية وان منازلهم واراضيهم التي سرقت وسلبت بقوانين الضم والتوسع العنصرية هي ملك للاحتلال وله الحق بالاستيلاء عليها في اي وقت.
الفلسطينييون اليوم يدركون خطورة المشهد الجديد ورفعوا للمرة الاولى كفهم بوجه المخرز الامريكي ورفضوا الالتقاء بمبعوثي ترامب ورفضوا المشاركة في ورشة المنامه ورغم كل الضغوط الاقتصادية والسياسية الا انهم لم يتراجعوا عن شعارهم الذي رفعوه بان الادارة الامريكية الحالية لا تقل عداء لهم عن الاحتلال الاسرائيلي.
لكن كما يبدو فان السلطة الفلسطينية اقتنعت بضرورة استخدام الشارع في مواجهة ادارة ترامب عبر دعوات للفلسطينيين للتظاهر في كافة مدن الضفة الغربية رفضا للسياسات الامريكية اتجاه الفلسطينيين ومواجهة المشروع الاسرائيلي الجديد الساعي الى انهاء القضية الفلسطينية من جانب واحد عبر فرض الحقائق على الارض، الفلسطينييون اليوم امام صراع بقاء حقيقي فاما ان يواجهوا المخرز ويهزموه واما ان يجدوا انفسهم في لحظة هنودا حمر في ارضهم.