قرر السيد الثمن وفي تل ابيب يستعدون لدفعه
لا أحد في الاراضي الفلسطينية غادر بين الساعة الرابعة والسابعة تلفازه سواء أكان إسرائيليا او فلسطينيا ، اما الفلسطينييون فمتابعتهم لخطاب السيد حسن نصر الله فكان من مبدأ "ويشف صدور قوم مؤمنين" واما الإسرائيلييون فانتظارهم للخطاب من مبدأ "هذا ما جناه علينا نتنياهو"..
السيد نصر الله كان حازما حاسما فيما قاله سواء في إستعداد رجاله للرد على استشهاد أبناءه في سوريا او من خلال تأكيده ان التعامل مع الطائرات المسيرة سيعامل كعدوان على لبنان وان اي عدوان سيقابل بالرد مانحا منتقديه في لبنان فرصة للتحرك نحو الولايات المتحدة لتلجم كيان الاحتلال.
وكالعادة وضع الرجل امام الناخب الإسرائيلي حقيقة حكومته التي تقامر بدمائه وبأمنه.
في تل ابيب يعتبرون السيد نصر الله العدو الاول لكيان الإحتلال لكن يقرون من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ان الرجل في تاريخ صراعه معهم منذ ان اصبح أمينا عاما لحزب الله مطلع التسعينيات وحتى اليوم لم يكذب ولم يكن سياسيا عربيا بالمعنى التقليدي يقول ما لا يفعل.
ما ان انتهى السيد نصر الله من خطابه حتى انبرى المحللون والسياسييون على القنوات الاسرائيلية لاعادة قراءة الخطاب كلمة كلمة وجملة جملة حتى لغة الجسد كانت محلا للقراءة.
المراقبون الإسرائيلييون أجمعوا على ان مغامرة نتنياهو غير محسوبة وان الرجل على استعداد ان يدخلهم في حرب مدمرة مقابل بقائه على الكرسي ووصل الحد الى اتهامه بانه مقامر فاسد.
السؤال الأهم كان من ضيوف القنوات ووسائل الاعلام الاسرائيلية هل حقا كان هناك خطر وهل باتت لعبة الانتخابات على حساب الدم الاسرائيلي الذي لا يراه نتنياهو مقابل ان يبقى رئيسا للحكومة؟.
هذا المشهد جعل خصوم نتنياهو حتى في اقصى اليمين والذين من المفترض ان يشكل معهم حكومته المقبلة ان حصد اصواتا اكثر من التي حصدها في المرة السابقة يوجهون له انتقادات شديدة.
في داخل كيان الاحتلال الاسرائيلي يدركون الان انهم سيدفعون ثمن المغامرة التي اقحمهم بها نتنياهو لكنهم يتوقعون الزمان والمكان وهم يظنون ان حزب الله بعد ثلاثة عشر عاما على اخر حرب خاضها معهم وبعد حربه على الارهاب التي خاضها في سوريا اصبح اكثر تمرسا وقدرة على خوض حرب طويلة الامد ان اجبر عليها في وقت هم يدركون انهم غير قادرين على خوض مثل هذه الحرب وان جبهتهم الداخلية غير محصنة لاي معركة حتى مع المقاومة في قطاع غزة.