الاحتلال أزمة انتخابات ام أزمة هوية
في وقت تستمر فيه الأزمة في كيان الاحتلال تظهر فيه أنياب افيغدور ليبرمان الذي يعرف نفسه كقائد جديد حاول أن ينقذ "دولته" من أزمة حكم لم يعهدها الإسرائيليون من قبل،
للمرة الأولى وبعد ٢٥ وعشرين عاما من متابعة الشأن الإسرائيلي بينها عدة أعوام في الأعتقال وكانت فرصة كبيرة لقراءة المشهد الإسرائيلي، من الداخل استطيع ان اقول ان ما يمر به الإسرائيليون بدأ يظهر بأنه اكبر من أزمة حكم وانما نتحدث عن أزمة هوية ضائعة محكومة بعوامل متعددة...
ليبرمان من حيث يدري أو لا يدري وضع يده على الجرح وأخرج من بين اكمامه المشهد الحقيقي لما يحدث في كيان الاحتلال عندما طلب من نتنياهو ام يتخلى عن اليمين الديني وان يأتي إلى ائتلاف حكومي بعيد عن المتدينين وقبل هذا الاقتراح خرج ليبرمان ليقول متهما نتنياهو انه يريد تحويل "إسرائيل" إلى دولة دينية وهو ما لن يقبله مهما حدث وشدد يومها أن "إسرائيل" يجب أن تبقى علمانية والا فان المتدينين سيدمرونها كما قال يومها ، هذه النظرية يعتقد بها أيضا سائر لبيد شريك جانتس في حزب ازرق ابيض فهذا الرجل العلماني الوسطي يرى أن عدائه المتدينين يفوق عدائه للفلسطينيين بل على العكس هو على استعداد ام يجلس إلى الفلسطينيين للتفاوض لكنه لا يمكن أن يجلس إلى المتدينين اليهود ومن هنا تبرز أزمة الهوية ، هل كيان الاحتلال ديني ام علماني الأجيال الجديده في كيان الاحتلال أضاعت الهوية وباتت غير قادرة على تحديد هويتها فمن جهة هناك من يقول لهم ان دولتهم علمانية وان الدين مقره الكنيس وحائط المبكى وان الحاخام لعقد الزواج ومراقبة الذبح والطعام وليعطي شهادة ( كاشير ) اي حلال الأطعمة التي تصنع أو تستورد وفي اتجاه آخر يرى هذا الجيل أن المتدينين هم من يحكم مفاصل الدولة فهم أصحاب القول الفصل في المناهج التي تدرس في المدارس وهم من يقود وزارة الداخلية بشكل شبه دائم وهم أيضا يرون اسواق القدس وتل أبيب تغلق يوم السبت على أيدي المتدينين ولا يجروأ أحد أن يتحدث إليهم يقومون بإغلاق الطرقات وفرض حظر تجول في شوارع القدس بدعوى الالتزام بشعائر السبت ، كل هذا الأمر صنع أزمة هوية لدى الجمهور الإسرائيلي ففي لحظة هو يعلم أن من أقام كيان الاحتلال اقامه على أسس علمانية فهرتسل وحاييم فايتسمان وبن غوريون وغيرهم لم يكونوا متدينيين بل على العكس كانوا يساريين رافضين للدين وفي اتجاه آخر يرون تغلغل الدين في المؤسسة السياسية والاجتماعية وعليه فازمة الاحتلال هي أزمة هوية تجلت في أزمة الحكومة المنتظرة التي يرفض فيها العلمانيين الشراكة مع المتدينين لأنهم يسعون إلى تغيير شكل الدولة كما يقول ليبرمان ولبيد .ومتدينيين لايريدون الشراكه مع كفار اليهود.