قبل 5 سنە
ماجد حاتمي
359 قراءة

منطق نتنياهو .. كل من يعادينا هو "إيراني"

     
يرى العراقيون ان الكيان الاسرائيلي اعلن الحرب ضدهم ، عبر قصفه لمعسكرات الحشد الشعبي الذي يمثل صمام أمانهم، بعد التضحيات الجسام التي قدمها خلال تصديه للغزو الداعشي الصدامي الذي استهدفهم كوجود.

قبل ان يعترف رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا بدور كيانه في العدوان على الشعب العراقي، كانت قيادة الحشد الشعبي قد كشفت تفاصيل العدوان الاسرائيلي على معسكرات الحشد بالتواطؤ مع القوات الامريكية المتواجدة في العراق.

ما يتعرض له الشعب العراقي من هجمات هو عدوان امريكي اسرائيلي مزدوج، مع دور ثانوي للرجعية العربية ، التي كشفت التقارير الاستخبارية الغربية عن شرائها طائرات "اسرائيلية" بهدف التجسس على ايران ومحور المقاومة في المنطقة.

امريكا متورطة من راسها وحتى اخمص قدميها في العدوان "الاسرائيلي" على الشعب العراقي، فهي بحكم اتفاقية الاطار الاستراتيجي الذي وقعته مع العراق، مسؤولة عن حماية العراق من اي عدوان، الا انها اتخذت موقف المتفرج بينما العراق يتعرض خلال اقل من شهرين لاربع هجمات، مجهولة المصدر!.

امريكا تنصلت عمليا من اتفاقية الاطار الاستراتيجي، فهي لم تلتزم بها فحسب، بل ساعدت "اسرائيل" على ان ارتكاب عدوانها، بعد ان رفضت تزويد العراق بانظمة دفاع جوي متطورة، ومنعته من شرائها من مصادر اخرى، وتركت اجواء العراق مفتوحة امام عربدة الطائرات "الاسرائيلية".

من الواضح ان هناك مؤامرة امريكية "اسرائيلية" تحاك ضد الحشد الشعبي، الذي افشل مخططات الثلاثي الامريكي الصهيوني العربي الرجعي ضد العراق، فالذي يحدث الان ليس كما يصوره البعض محاولة لجر العراق ليكون ساحة للحرب بين ايران من جانب وامريكا و"اسرائيل" من جانب اخر، فالعراق هو نفسه مستهدف، وما يتعرض له الحشد الشعبي ، القوة الضاربة العراقية، من عدوان هدفه دفع العراق للاستسلام للارادة الامريكية "الاسرائيلية"، كما يستهدف هذا الثنائي عناصر القوة في لبنان واليمن وسوريا، بهدف اضاعفها وتقسيمها وشرذمة شعوبها.

على الحكومة والجيش والحشد الشعبي في العراق، عدم السماح ل"اسرائيل" ومن ورائها امريكا من ان تستبيح سماء العراق دون رادع، ولابد من فرض معادلة على العدو تحول دول مواصلة عربدته، كما فرضها من قبل حزب الله في لبنان، وكما يفرضها اليوم انصار الله في اليمن.

امام العراقيين خيارات واسعة لردع العربدة الامريكية الاسرائيلية، منها الخروج من اتفاق الاطار الاستراتيجي مع امريكا بعد ان انتهكته وبشكل صارخ ، والبحث عن مصادر اسلحة متطورة يمكن ان تحمي سماء وارض العراق، كشراء منظومات الدفاع المتطورة من ايران او روسيا او من اي مصدر اخر، كما يمكن للبرلمان ان يعمل على اخراج القوات الامريكية من العراق بعد ان تواطأت وبشكل سافر في العدوان "الاسرائيلي" على العراق، هذا بالاضافة الى حق العراقيين بالرد على العدوان الامريكي "الاسرائيلي" بكل ما يملكون من قوة.

اخيرا، لابد ان نقف قليلا امام تصريحات رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بينيامين نتنياهو، التي ادلى بها تعليقا على تعرض معسكرات الحشد الشعبي في العراق لهجمات ، حيث اعترف وبشكل واضح بدور كيانه في الحروب العدوانية التي تُشن على اليمن وسوريا ولبنان والعراق، بعد ان اعلن جهارا نهارا انه سيواصل قصف "القواعد الايرانية" في العراق واليمن وسوريا ولبنان، في منطق مفاده ان كل من يعادي "اسرائيل" في المنطقة هو "ايراني"، وكل من يطبع مع كيانه وينبطح امامه فهو "عربي قح"!.

نتنياهو يعتقد ان بامكانه بهذه المنطق الغريب ، ان يذر الرماد في عيون الراي العام العربي والاسلامي، فحصر الصراع مع "اسرائيل" بالايرانيين، واخراج العرب من دائرة هذا الصراع، عبر اعتبار كل حركة او فصيل او حزب عربي يعادي كيانه بانه "ايراني"، يؤكد حالة الاحباط التي يعيشها الرجل، الذي كان يتبجح يوما ما انه سيقضي على حزب الله وترسانته الصاروخية، فاذا به يغرق في كابوس الصواريخ، على امتداد جغرافيا المنطقة، وهي ، من سوء حظه، في قبضة رجال عرب اقحاح اشداء ، تربطهم بايران، رابطة العداء للهيمنة الامريكية، وللعربدة "الاسرائيلية".

إقرأ أيضاً

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP