قبل 5 سنە
ماجد حاتمي
395 قراءة

بومبيو حانق على ظريف لفضحه إرتهان وزارته لـ"فريق باء"

يبدو ان وضع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ، اصبعه على جرح ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، والمتمثل بـ"الفريق باء"، لم يؤلم هذه الادارة فحسب ، بل افقدها التوازن وباتت تتعامل مع إيران بتخبط وبطريقة لا تليق بدولة تدعي زعامتها للعالم عبر اذرعها العسكرية والاستخباراتية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية.

آخر "تجليات" هذا التخبط السياسي الامريكي ازاء ايران ، ظهر واضحا في تصريحات الوزير بومبيو، الذي انتقد فيها "الحرية"! التي يتمتع بها ظريف خلال زيارته لنيويورك ومخاطبته الراي العام الامريكي عبر وسائل الاعلام الامريكية، وكذلك تقليله من دور الوزير ظريف في السياسة الخارجية الايرانية.

قراءة سريعة لهذه التصريحات تؤكد بما لا يقبل الشك ، ان قائلها يعيش حالة من الاحباط مفزعة، فبالرغم من انه كان يقود اكبر جهاز استخباراتي في العالم، نراه يحاول وبطريقة ساذجة ان يُقنع المخاطب، بأن ظريف عندما يذهب الى نيويورك، فانه في الواقع يزور امريكا، وان امريكا تفضلت عليه بزيارتها، بينما الحقيقة ان ظريف يتردد على المنظمة الدولية، التي تقع في الاراضي الامريكية، بحكم عمله الدبلوماسي، ولا علاقة لهذا الامر من قريب او بعيد بالعلاقات بين ايران وامريكا، وشتان بين الامرين.

بات واضحا ، ان ظريف نجح في اقناع الراي العام الامريكي والعالمي بخطر الدور التدميري والعبثي لـ" الفريق باء"، المؤلف من مستشار ترامب للامن القومي جون بولتون ، ورئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، و ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، وولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد، على امن واستقرار العالم وخاصة منطقة الشرق الاوسط، بعد ان اختطف قرار وزارة الخارجية الامريكية بشأن ايران، وهو ما اظهر بومبيو على حقيقته، بوقا لهذا ليس اكثر.

حنق وغضب بومبيو على ظريف، دفعه الى اتخاذ قرار غير مسبوق في تاريخ المنظمة الدولية، وهو قرار جاء ايضا وبتأثير من "الفريق باء" نفسه، حيث حصر بومبيو ، نطاق تحرك ظريف في ثلاث ابنية فقط في مدينة نيويورك!!.

تمكن ظريف وبذكاء دبلوماسي استثنائي ، ان يضرب بومبيو وبولتون بحجر واحد، فهو من خلال فضحه الدور السلبي لبولتون، المتعطش للحروب والصراعات، على السياسة الخارجية الامريكية، وخاصة ازاء ايران، فضح في الوقت نفسه الدور الهامشي للثرثار بومبيو في هذه السياسة، وهو ما دفع الرئيس الامريكي ترامب، كما سربت وسائل اعلام امريكية ومقربون منه ، الى الاعراب في اكثر من مناسبة عن استيائه، من محاولات بولتون المتكررة لدفعه الى اشعال الحروب، وسعيه، الدائم للسيطرة عليه!.

من ارتدادت دبلوماسية ظريف ، منع ترامب، بولتون من مرافقته لدى زيارته الى كوريا الجنوبية مؤخرا، وتفقده للمنطقة الحدودية المنزوعة السلاح بين الكوريتين ولقائه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، الامر الذي لقى ترحيبا من وسائل الاعلام الامريكية، التي اخذت ترى في وجود بولتون في ادارة ترامب عاملا مخربا وسلبيا، كما بدات تتصاعد اصوات داخل النخب السياسية والاعلامية الامريكية، تدعو الى عزله.

غضب بومبيو من لقاءات ظريف مع وسائل اعلام امريكية في نيويورك، لم يكن في محله ، فجميع لقاءات ظريف جاءت بطلب من وسائل الاعلام هذه، كما ان بامكان ظريف ان يلتقي بها في اي مكان في العالم، بل وحتى في طهران.

اما غضب بومبيو من مخاطبة ظريف للراي العام الامريكي، فكان في محله، لان ظريف نجح في فضح عجز بومبيو امام "الفريق باء" الذي يهيمن على السياسة الخارجية الامريكية فيما يخص التعامل مع ايران، وهو تعامل، كما بين ظريف للراي العام ، لا يصب بالمطلق في مصلحة الشعب الامريكي، هذا بالاضافة الى العلاقة المشبوهة التي تقيمها ادارة ترامب مع اكثر الانظمة استبدادية ورجعية في منطقة الشرق الاوسط.

محاولة بومبيو اليائسة، للتقليل من دور ظريف والرئيس روحاني في السياسة الخارجية الايرانية، وحصر هذه السياسة بقائد الثورة الاسلامية وحرس الثورة الاسلامية، كانت عبارة عن هجوم مضاد فاشل، على الهجوم الكاسح والناجح الذي شنه، ومازال يشنه ظريف على السياسة الخارجية الامريكية، التي تتلاعب بها اهواء "فريق الباءات"، وهي اهواء ليس بمقدور بومبيو ، التغطية عليها، بعد ان باتت مكشوفة امام العالم اجمع.

ان الاتفاق النووي الذي وقعته ايران ، بعد سنوات طويلة من المفاوضات الماراثونية، مع القوى الكبرى، والتي قاد ظريف مراحلها الاخيرة بنجاح ، تحت اشراف الرئيس روحاني، ومباركة قائد الثورة الاسلامية ، يعتبر دليلا دامغا على الدور الفاعل والمؤثر للخارجية الايرانية وشخص الوزير ظريف، وكذلك الدور الهام للرئيس روحاني، في رسم السياسة الخارجية الايرانية وبأدق تفاصيلها.

إقرأ أيضاً

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP