أميركا وحكاية ناقلة النفط التي إختفت!
منذ يوم السبت وكل القواعد العسكرية والاساطيل والاقمار الاصطناعية والرادارات والجيوش الاميركية والبريطانية والغربية المنتشرة في المنطقة، تبحث عن ناقلة نفط اماراتية عملاقة، اختفت فجأة في الخليج الفارسي، دون ان تترك وراءها اثرا.
بعض وسائل الاعلام والصحافة الاميركية ادلت بدلوها حول مصير الناقلة العملاقة التي اختفت، كوكالة "أسوشيتد برس" الاميركية، التي ذكرت ان الناقلة كانت في طريقها إلى ميناء الفجيرة في الساحل الشرقي للإمارات عندما انجرفت نحو المياه الإيرانية واختفت عند الساعة الحادية عشرة من مساء السبت.
قناة "سي ان ان" الأميركية، كان لها راي آخر، حيث ذكرت ان الولايات المتحدة حصلت على تقارير من مصادر إماراتية، تفيد بأن ناقلة النفط التي اختفت في الخليج الفارسي تعرضت لعطل وسُحبت نحو إيران لإصلاحها.
أما مصادر وزارة الدفاع الاميركية، لم يكن لديها اي جديد لتضيفه الى حكاية الاختفاء المفاجىء للناقلة والاسباب التي تقف وراءها، واكتفت بالقول انها اما ان تكون قد تعطلت أو تم سحبها للمساعدة.
مصادر استخباراتية اميركية، كما تم النقل عنها في وسائل اعلام اميركية، ذكرت ان مسؤولين استخباراتيين أميركيين يدرسون "احتمالية" أن تكون الناقلة قد تعرضت للتوقيف من قبل حرس الثورة الاسلامية، لانهم سجلوا جنوحا مفاجئا للناقلة إلى داخل المياه الإقليمية الإيرانية، قبل اختفائها من على شاشات الرادارات!.
الملفت ان الامارات، التي ادعت اميركا ملكيتها للناقلة المختفية في مضيق هرمز، تبرأت منها واعلنت انها غير مملوكة لها، ولم يتم تشغيلها من قبل الإمارات، ولا تحمل على متنها أي طاقم إماراتي.
ايران بدورها وضعت النقاط على حروف "ناقلة النفط" التي تبحث عنها اميركا، عندما اعلنت يوم الثلاثاء ، ان البحرية الايرانية تلقت نداء استغاثة من ناقلة نفط تعرضت لعطل فني، فتعاملت مع تلك الاستغاثة وفقا للقوانين الدولية، وقامت بسحب الناقلة الى المياه الاقليمية الايرانية من أجل إصلاح عطلها.
يبدو واضحا عنصر الاثارة في الرواية الاميركية المتمثل ب"الاختفاء المفاجىء والغامض" لناقلة النفط الاماراتية "ريا" او "رياح"، في مضيق هرمز، وهو عنصر تفتقر اليه الرواية الايرانية، التي جاءت خالية من الغموض والاحتمالات والتكهنات.
اميركا حاولت كعادتها، من خلال الترويج لحكاية الناقلة "المختفية"! في الخليج الفارسي، بث حالة من الهلع في المنطقة، لتبرير تواجدها المثير للقلاقل والفتن، وايجاد اسواق لاسلحتها، و وأد كل محاولة يمكن ان تقرب بين دولها، الا انها وفي غمرة اندفاعتها نسيت، ان ما روجت له عن اختفاء ناقلة نفط عملاقة، تعود لحليف مقرب منها، في منطقة ضيقة كمضيق هرمز، تعج بالاميركيين والغربيين الذين يستنزفون خزائن دول المنطقة بذريعة حمايتها، يثير العديد من علامات الاستفهام، حول دور اميركا الحقيقي في المنطقة، وقدرتها على الحفاظ على امنها وامن خطوط الملاحة فيها.
ان عجز اميركا عن معرفة مصير ناقلة نفط عملاقة تختفي فجأة حسب زعمها، من دون ان تعرف شيئا عن مصيرها، بالاضافة الى الحوادث الاخرى التي شهدتها المنطقة، تؤكد على حقيقة واحدة ، وهي ان امن المنطقة هو من مسؤولية دولها حصرا، وكل تواجد خارجي فيها، وخاصة التواجد الاميركي، لا يصب في صالحها، فاميركا ووفقا للتجربة التاريخية، تتحرك على ضوء المصلحة "الاسرائيلية" فقط.