قبل 4 سنە
حسام زيدان
283 قراءة

هدنة ادلب بمهب الريح والجيش يتحضر لمعركة ريف حلب


خروقات جمة للارهابيين ورعاتهم الاتراك والاميركيين في ريف ادلب، جعلت الهدنة المتفق عليها في مهب الريح، ريح حملت دخان العدوان الذي شنته الجماعات الارهابية، كاشفا مدى التآمر والخداع الممارس من جبهة النصرة وأتباعها وداعميها في الاقليم والعالم 

لم تستمر الهدنة المعلنة منذ الحادي عشر من الشهر الحالي، الا ساعات، الهدنة التي جاءت باتفاق بين الرئيس الروسي بوتين والتركي اردوغان، تعرضت لخروقات بشكل يومي من قبل ما تسمى الجبهة الوطنية للتحرير المتحالفة مع جبهة النصرة، هذه الخروقات توحي بشكل واضح ان الهدنة فقدت معناها، وبالذات بعد الهجوم الاخير الذي شنته تلك المجموعات باتجاه نقاط الجيش في محاور جرجناز والتح وأبو دفنة، وقبلها في محور تل مصطيف وتل خطرة وأبو جريف في ريف ادلب، وبالرغم من استخدام مايسمى بـ"الحزب التركستاني" والارهابيين من "انصار التوحيد المبايع لتنظيم القاعدة" للعربات المفخخة والانغماسيين في الهجوم، إلا أن الجيش السوري تصدى لتلك الهجمات، محافظا على خارطة سيطرته التي رسمها بانتصاراته في تلك المنطقة.

في الجهة الاخرى من الجغرافية، والتي لا ترتبط بالهدنة المعلنة، لكنها ترتبط مع ريف ادلب بالجغرافيا، يبقى الهدوء الحذر هو سيد الميدان، هناك في خطوط التماس غرب وجنوب غرب حلب، الجيش لا ينتظر في الرد على خروقات المجموعات المسلحة واستهداف الاهالي في الاحياء الامنة، ويكثف بشكل مدروس استهداف البنية التحتية للمجموعات الارهابية التي تتمركز في ريف حلب، عبر وسائط نارية متعددة تحقق اهداف مباشرة، بالتزامن مع استمرار الحديث عن قرب موعد انطلاق العملية العسكرية لتحرير تلك الجغرافيا من الارهابيين، التي تحمل في طياتها ورقة جغرافية وسياسية بالغة الاهمية، كون الريف الغربي والجنوبي الغربي في حلب، يشكل منطلق الهدمات على احياء المدينة، ما يعني تهديدا دائما للاهالي، بالاضافة الى ان قربه من المناطق الصناعية في الليرمون والشقيف وايضا مناطق الشيخ نجار والتي تتعرض بشكل دائم لقذائف الارهابيين، ولا ننسى مطار حلب الدولي الذي سقطت بقربه منذ فترة قذائف صاروخية في تهديد واضح من الارهابين لحركة الملاحة فيه، اما في القراءة الاستراتيجية لاهمية هذا الريف، فهي تشكل المنطقة الحاضنة للاستراد الدولي الواصل بين حلب وحماة ومنها الى دمشق، والذي تم التوصل لاتفاق انسحاب المسلحين منه في سوتشي منتصف ايلول 2018، ومن ايامها والحكومة التركية تماطل بتنفيذ بنود الاتفاق.

وفي ظل كل هذا التصعيد العسكري، تبقى هدنة ادلب بعيدة عن التطبيق الفعلي على الارض، بعد خروقات المجموعات الارهابية المتكرر، وهذا برأي المراقبين في دمشق لا يعني ان نعلن نعي هذه الهدنة، بل ان عدم التزام الجانب التركي والمجموعات الارهابية في ادلب، بهذا التفاهم، يضع كل خيارات السياسة والميدان في الدولة السورية في خانة الاستنفار، مع مراعاة قدرة الجانب الروسي على تدجين الموقف التركي ودفعه نحو تقديم تنازلات ضمنية وعلنية، فيما يخص تواجد المجموعات الارهابية في ادلب، وهذا يرتبط بالانجازات العسكرية التي حققها الجيش السوري وميزان القوى على الارض، الذي لا تستطيع تركيا في الظروف الحالية ان تناور سياسياً، والقبول بالعنوان الوحيد الذي تطرحه الدولة السورية في ظل تعنت المجموعات الارهابية، وهو الحل العسكري، ما يعني ان التركي المتأزم الى الرضوخ لارادة القوى التي يملكها الجيش السوري، الذي سيخوض معركة التحرير في ادلب وريف حلب دون تعقيدات سياسية كبيرة تعيق تقدمه، وسيعيد ربط المحافظات حلب وحماة واللاذقية، عبر ريف ادلب، ويطبق تفاهمات استانا واتفاقية سوتشي بالنار .

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP