تقدم الجيش السوري يرسم خرائط انتصار جديد في ادلب
بنداء من الجيش السوري، واليد على زناد الاستنفار، وضع جنود الجيش الحجر الأساس لخارطة المنطقة من جديد، وبصلابة المعادلات السياسية الهشة امام خيارات الدولة السورية، انطلقت معارك ريف ادلب، لتعلن ان تنفيذ بنود اتفاق سوتشي، ستكون بالنار.
تأسيسا على هذه الوقائع، وسع الجيش السوري، مجال سيطرته في الريف الشرقي لمعرة النعمان، بعد أن أحكمها على اكثر من 25 قرية، قربته أكثر من الطريق الدولي الواصل بين حماة بحلب، وفق خطة محكمة وواضحة، تقدم خلالها على جبهة واسعة، وبدأ بتركيز هجومه على الجهة الشمالية والجنوبية من بلدة الصرمان التي تقع فيها النقطة التركية، حيث تتجه القوات نحو بلدة جرجناز التي اصبحت على بعد مئات الامتار منها، ومن المرشح دخولها في اي لحظة، والمصنفة من اهم البلدات التي تعتبر خط دفاع رئيسي عن مدينة معرة النعمان الهدف الاستراتيجي للجيش السوري في عملياته.
العمليات تدور في مناطق تتواجد فيها ما يسمى بجبهة النصرة واجناد القوقاز وما يسمى بأنصار التوحيد، بالاضافة الى مجموعات تابعة لما يسمى بالجيش الوطني المرتبط بتركيا، حقق فيها الجيش السوري قفزات سريعة، وتقدم حقق من خلاله نقاط اسناد عسكرية جديدة، مدت نفوذه الى عمق ريف ادلب الجنوبي الشرقي، قرى بالجملة تعود سريعا لسيطرة الجيش، اثر معارك تساقطت فيها تلك المجموعات الارهابية بعد استعادة الجيش زمام المبادرة العسكرية، والانتقال الى الهجمات السريعة المنظمة، وفق ترابط بين اسلحة الاسناد الناري والمجموعات القتالية، ما جعل مسرح العمليات في ريف ادلب يشهد سيطرة للجيش على قرى كثيرة ومنها ام جلال الاستراتيجية والتي تعد خط الدفاع الاول عن مدينة معرة النعمان، وانهارت بعدها قرى كثيرة نذكر منها الصيادي والرفة وتل دم والكتيبة المهجورة وبرنان والمديرسة وأم التينة، وذلك بعد تطهير تل الشيح الحيوي وتلة المحو وقرى ربيعة والخريبة والعجايز والشعرة والربيعة ومزرعة الباسل وأم توينة وفريجة وتل فريجة وسحال والبريصة وأبو جبة، هذا التقدم وضع وحدات الجيش السوري على بعد مئات الامتار من نقطة المراقبة التركية في بلدة الصرمان جنوب شرق معرة النعمان، والتي من المرجح ان يكون مصيرها كمصير النقطة في بلدة مورك بريف حماة بعد سيطرة الجيش السوري على محيطها، في مشهد اقرب الى تساقط احجار الدومينو، امام تقدم الجيش، والعين ترنو الى بلدة جرجناز اهم معاقل جبهة النصرة، وباقي قرى الضفة الرقية للاستراد الدولي مثل تل منس.
السيناريو المتعدد في معارك ريف ادلب يقوم على اساس القفزات السريعة مع هامش كبير في المناورة ما يحرم المسلحين القدرة على تحديد اتجاه الهجوم الأساسي، بالاضافة الى حرمان المسلحين من الاستفادة من خطوط دفاعهم اثر قدرة نارية عالية على تليين هذه الخطوط وتحويلها الى عبء على المسلحين، بالتزامن مع تنفيذ مناورات قتالية هجومية من قبل وحدات مدربة، على الصدمة العسكرية للمجموعات المسلحة، بالحركة السريعة ودقة التنفيذ وبنك الاهداف، ما يفقد المجموعات الارهابية القدرة الادراكية على الدفاع المنظم، ويسقط خياراتها امام تقدم الجيش، وكأننا في مشهد يقول فيه الجيش الامر اليوم لي، ويجعل اجهزة الاستخبارات الداعمة للمجموعات الارهابية تجلس على ( ركبة ونصف) تحاول التوقع، من اين سيهاجم الجيش وعبر اي جبهة سيتخطى خطوط الدفاع وصولا الى معرة النعمان ومنها الى سراقب.
تأتي الاهمية العسكرية لهذه السيطرة ايضا كونها ستمنح وحدات الجيش المنتشرة في منطقة ابو ظهور ومناطق اخرى، مساحة امان واسعة، والبعد عن عمليات الاغارة التي ينفذها المسلحين، التي بدورها سندت ظهر القوات المتقدمة، وجعلتها تعمل بحرية اكبر. ولا ننسى السيطرة على مدينتي معرة النعمان وسراقب وهما الركيزة الاساس للمدن والقرى الواقعة على ضفتي الطريق الدولي الواصل بين حلب ودمشق، ما يمنح وحدات الجيش في المستقبل التقدم الهادئ نحو الزربة وايكاردا والعيس وخان العسل بريف حلب الجنوبي الغربي، للسيطرة على طول الطريق الدولي وتنفيذ قرارات سوتشي.
يجمع المراقبون على ان هذا التقدم العسكري للجيش السوري سيكون له نتائج على المستوى السياسي، توازي الانجاز العسكري، وسيجعل كل التوازنات الاقليمية والدولية، التي تساهم في تعطيل الحل السياسي في سوريا، تتراجع والانطلاق في طريق واحد هو طريق العاصمة السورية، وفق ما ستحدده الدولة السورية بعد تطهير كامل تلك المنطقة من الارهابيين.
ويبدو ان هذه الانتصارات اربكت حسابات اعداء سوريا لذلك شاهدنا خلال الساعات الماضية تدخل الكيان الاسرائيلي السافر في الحرب المفروضة على سوريا عندما اقدم تدخل لصالح العصابات التكفيرية الارهابية في محاولة لتعزيز معنوياتها وخلط الاوراق بعد ان شن عدوانا باطلاقها عدة صواريخ من فوق الأراضي المحتلة والأجواء اللبنانية باتجاه الأراضي السورية لكن الدفاعات الجوية السورية تصدت لها ببسالة واسقطت أحد الأهداف المعادية في منطقة عقربا بريف دمشق.
ومن المعتاد ان يتدخل الكيان الاسرائيلي عندما تتعرض أدواته من الجماعات الارهابية لهزائم وانهيارات أمام الجيش السوري، وهو ما اكدته عشرات التقارير الميدانية والاستخبارية حول مدى الارتباط الوثيق بين الجماعات الارهابية والكيان الاسرائيلي وتنسيقهما المفضوح.