التصنيف الأميركي لحرس الثورة .. آخر الهدايا لانقاذ نتنياهو قبل الإنتخابات
لا يختلف اثنان على ان الانتخابات التشريعية في كيان الاحتلال الاسرائيلي تعد الاكثر اهمية ومصيرية في الاراضي المحتلة وكذلك بالنسبة للمحيط الفلسطيني والعربي والدولي. واهمية ومحورية هذه الانتخابات بشكل خاص تتعلق بمصير رئيس الوزراء في كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو.
عوامل كثيرة حددت مسار المرحلة المقبلة بالنسبة لنتنياهو. فهو يواجه قضايا فساد تهدد مستقبله السياسي، كما يواجه منافسة قوية من بني غانتس والوسط في كيان الاحتلال، وعليه لا بد من استحضار الاوراق والهدايا التي يمكن ان تمنحه الامان في صناديق الاقتراع.
وبطبيعة الحال كانت الهدايا القادمة من الولايات المتحدة هي الابرز. من الاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال ونقل السفارة الاميركية لدى الاحتلال اليها، الى الاعتراف بسيادة الكيان الاسرائيلي على الجولان السوري المحتل، وما بينهما تسليم رفات الجندي في جيش الاحتلال زخريا بومل الى الكيان الاسرائيلي برعاية روسية.
هذه الهدايا منحت نتنياهو القدرة على اظهار نفسه الراعي الاول والاقدر لمصالح المستوطنين. خاصة المصالح المرتبطة بالامن وحماية المستوطنين من الاعداء وهو ما يجيد نتنياهو اللعب عليه اي الورقة الامنية التي ساهمت في منحه رئاسة حكومة الاحتلال طوال السنوات الماضية.
واخر هذه الهدايا كان قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب تصنيف حرس الثورة الاسلامية في ايران منظمة ارهابية اجنبية. وهو ما يمكن اعتباره الهدية الاكبر لنتنياهو عشية الانتخابات في كيان الاحتلال.
فتصنيف حرس الثورة الاسلامية منظمة ارهابية يقدم لنتنياهو خدمات عديدة
اولا
اصبح بامكان نتنياهو التبجح امام الناخبين في كيان الاحتلال بان لعلاقاته القوية مع ترامب الدور الابرز في دفع الاخير الى اتخاذ القرار ضد حرس الثورة الاسلامية، وبالتالي بامكانه اظهار نفسه اللاعب الاهم في استهداف ايران والصاق تهمة الارهاب بها.
ثانيا
يفتح تصنيف حرس الثورة الاسلامية الباب امام انتهاكات واعتداءات تستهدفه، حيث سيستغل نتنياهو او اي حكومة جديدة في كيان الاحتلال هذا التصنيف لاستهداف القوات الايرانية في سوريا تحت ذريعة انها منظمة ارهابية (بحسب التصنيف الاميركي فقط) بغض النظر عن المواقف الدولية وبغض النظر عن عدم شرعية التصنيف الاميركي. وايضا بغض النظر عن الرد الايراني الذي سيكون على اية اعتداءات اسرائيلية او اميركية
ثالثا
تنظر الادارة الاميركية لقرار تصنيف حرس الثورة الاسلامية على انه ورقة ضغط على طهران وهو ما اكده بيان البيت الابيض حول القرار، وبالتالي يرى الاميركيون ان ذلك سيجعل الحكومة الايرانية تنشغل بمواجهة القرار والتقليل من اثاره على كافة المستويات، عن المشاريع التي تريد واشنطن تمريرها في المنطقة هي وحلفاؤها الاقليميون والعرب واهمها صفقة ترامب.
فالصفقة من المقرر اعلانها في الاشهر القليلة المقبلة، وبالتالي وبنظر الاميركي ستكون ايران تحت ضغط كبير يشغلها عن مساعي تمرير الصفقة هذه، في وقت ستكون فيه بعض الدول العربية منشغلة بالترويج للتطبيع مع الاحتلال بذريعة انه امر واقع. فيما ستستفيد الحكومة الجديدة في كيان الاحتلال الاسرائيلي من كل ما يجري لتثبيت نفوذها ورؤيتها التي من الواضح انها ستكون اكثر تطرفا من اية حكومة سابقة في الكيان.
وفي ظل الرؤية الاميركية المبنية على محاولة اخضاع ايران لاقسى انواع الحظر والضغط الاقتصادي بغض النظر عن الاثار الكبيرة لذلك على المجتمع الايراني (وهو ما يخالف القوانين الدولية)، فان المواجهة باتت بين طرف يريد فرض رؤيته بقوة الضغط الاقتصادي والعسكري وطرف يريد الحفاظ على حقوقه التي تكفلها القوانين الدولية ولا تعارض سوى الولايات المتحدة والاحتلال الاسرائيلي ومن يغرد في سربهما من دول عربية.