قبل 6 سنە
حسين مرتضى
505 قراءة

المعادلات السياسية ومعركة ادلب القادمة

المعارك في ادلب وريفها باتت قاب قوسين أو أدنى، مع استكمال الجيش السوري استعداداته لشن عملية عسكرية على معاقل بقايا المسلحين، هذه المعركة والتي ستغير وجه المنطقة، بعدما غير انتصار القصير وحلب ودير الزور والغوطة ودرعا والقنيطرة وجه المعادلات السياسية في كل الاقليم
بعد تطهير الجنوب السوري وقرب انتهاء معركة بادية السويداء ، اصبح قرار معركة ادلب قيد التنفيذ، فالجاهزية العالية في وحدات الجيش السوري تخبرنا ان العد العكسي لتواجد مسلحي النصرة والقاعدة وحلفائهم في ادلب قد بدأ، ولا يلتفت قادة الميدان لتعقيدات الوضع في ادلب من الناحية السياسية، فكل معطيات النصر بين ايدي هؤلاء القادة، وبالفعل انطلق الجيش بعد الانتهاء من الاستعدادات اللوجستية في مناطق سيطرة المسلحين في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وريف حماة الشمالي الغربي وريف إدلب الغربي، ولشن هجوم بري واسع من عدة محاور لتأمين كامل ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف جسر الشغور غربي إدلب ، في الوقت الذي يتوقع فيه الجميع ان المعركة ستكون من عدة محاور، أهمها ينطلق من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي ومن منطقة جورين بأقصى الشمال الغربي لحماة باتجاه مناطق عدة يتواجد فيها المسلحون بسهل الغاب منها قرى قسطون والزيارة والحويز وفورو والتي تعتبر بوابة تقدم للجيش باتجاه جسر الشغور حيث من المتوقع أن يتركز العمل العسكري على فتح طريق حلب اللاذقية

ويعتبر التقدم على الارياف الثلاثة وفتح طريق حلب اللاذقية وانهاء تواجد المسلحين في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي والذي خاصرة لمسلحي ريف ادلب، وانتهاء وجود المسلحين في ريف حماة الشمالي الغربي، سيفرض معادلة ميدانية جديدة تنتج سيطرة للجيش في ادلب ستجعل من استمرار تواجد المسلحين صعباً بل مستحيلاً، واذا نظرنا من نافذة العلم العسكري فأن التقدم الذي حقق في السابق باتجاه مطار ابو الظهور، خلق منه قاعدة انطلاق واقعية للعملية العسكرية ما سيسمح للجيش السوري بتشكيل سيناريوهات عديدة في المعركة القادمة، ما سيشكل قدرة على هندسة المعركة بطريقة لن يتوقعها الارهابيون داخل تجمعاتهم في القرى والبلدات بريف ادلب

وعلى عتبة محافظة ادلب تبقى القاعدة الوحيدة التي يتعامل معها الجيش السوري، هي ان تحرير كل شبر من اراض ادلب هو الهدف الواضح، بالرغم من جميع المؤشرات التي تدلل على تكرار سيناريو الغوطة الشرقية ودرعا، بغض النظر عن الاختلاف بطبيعة المنطقة بين الجنوب والشمال السوري، من جهة توزع المجموعات المسلحة وارتباطها، ان كان بتنظيم القاعدة او داعش او حتى بالجانب التركي، فداخل التجمعات الكبرى للمسلحين في ريف ادلب، هناك المرتبط بتنظيم القاعدة بشكل مباشر، ومنها تنظيم حراس الدين الارهابي، وارهابين انتقلوا من معظم المناطق السورية، وهذا الامر يشكل تعقيدا مختلفا في المعركة القادمة نظرا لما يشكله الارهاب المرتبط بالقاعدة وداعش من انتشار داخل المحافظة، والتعقيدات السياسية الاقليمية المرتبطة والدولية المترقبة له، ما سيفرض معادلة جديدة باتجاه التسوية السياسية، بالذات بعد محاولات عديدة من قبل الجانب التركي لتأخير عملية ادلب، في محاولة منها لايجاد صيغة مختلفة للمجموعات المسلحة، وتحديداً بعد نجاح الجانب التركي في جمع العدد الاكبر من تلك المجموعات، ضمن تشكيل جديد اطلق عليه اسم " الهيئة الوطنية للتحرير"، دون ان يضم جبهة النصرة وجميع المجموعات المرتبطة بالقاعدة، في محاولة من التركي للرهان على هذا التشكيل ليوحي للجميع انه ثمة محاولة لاخراج ادلب من خارطة العمل العسكري، سيناريو يذكرنا بما قام به التركي في شمال حلب وتحديدا في تشكيل درع الفرات، ومع كل تلك التفصيلات الميدانية الا ان المفاوضات ما زالت مستمرة بحثاً عن حلٍّ نهائي لادلب، بعد فتح الدولة السورية بالتعاون مع الجانب الروسي معبر للمدنيين الذين تدفقوا للخروج من مناطق سيطرة المسلحين حيث تجاوزت أعدادهم 5000 خرجوا إلى المناطق التي عادت للسيطرة الدولة السورية، عبر أبو الضهور

اذا بالتزامن مع استمرار الجهد السياسي تبقى العمليات العسكرية قادمة في ادلب شاء من شاء وابى من ابى، ما لم برضخ الارهابيون لارادة الدولة السورية لتفادي الالة العسكرية للجيش السوري والتصميم على استعادة ادلب وريفها بشكل كامل

 

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP