القمة الرباعية في تركيا بين الواقع الحقيقي وسياسة المراوغة
على بعد مئات الكيلومترات من دمشق، قمة رباعية في تركيا التي يخالف فيها صاحب الارض كل المعايير والقوانيين ويحتل ارضا سورية، بحضور روسية وألمانية وفرنسا، ولم يشترك فيها اهل القضية، ولا الحلفاء الايرانيين، في حين يتخذ الأميركيون صفة المراقبين عن بعد، والمتابع اللصيق للمباحثات، في ظل استبعاد السعودية الغارقة في بركة دماء الخاشقجي
هذه القمة انهت اعمالها، بالتأكيد على الالتزام بوحدة سورية وسيادتها واستقلالها، وأنه لا بديل عن الحل السياسي للأزمة، وعلى دعم اتفاق سوتشي حول إدلب، وشدد البيان الختامي للقمة على أهمية وقف دائم لإطلاق النار مع التشديد على مواصلة المعركة ضد الإرهاب، وأشاد البيان بالتقدم الذي تحقق بشأن إقامة المنطقة المنزوعة السلاح وانسحاب المجموعات الارهابية منها استنادا إلى اتفاق إدلب في 17 أيلول الماضي. ولو ناقشنا
لو تطلعنا الى ما تم طرحه بعمق، لادركنا ان كل البنود المطروحة هي من اهم القضايا التي تطرحها الدولة السورية منذ بداية الحرب، من وحدة الاراضي ومحاربة الارهاب والحل السياسي، والملفت في البيان الختامي ما تم الحديث عنه ان تلك الدول تؤكد على وقف اطلاق النار في كل المناطق السورية، عن اي مناطق يتحدثون واي المناطق فيها معارك حتى نتحدث عن وقف اطلاق نار، يبدو ان بعض الدول لديها ضعف في النظر، او لم تسمع ان الدولة السورية بجيشها وشعبها وقيادتها قد حررت كل المناطق، او حد اقل اغلبها ولم يتبق الا ادلب وجزء من المناطق الشرقية والتي لها بحث اخر.
اطراف الطاولة الاربعة التي جلس خلفها قادة الدول، والتي لم تنتج الا تصريحات تصلح لاي اجتماع او لقاء قمة بين رؤساء دول حول الازمة السورية، وبالرغم من اهمية اي مبادرة او اجتماع او لقاء ربما يساهم او يساعد في انهاء الحرب السورية ، الا انه لم يتم وضع الية واضحة فعلا للمساعدة في حل على الساحة السورية.
وما يثير الانتباه في هذا الاجتماع، هو حضور دول هي اليد المنفذة للسياسة الامريكية في سورية، والتي تشكل جزء من اضلع محور الشر العالمي، على قاعدة ان المصالح المشتركة للدول الاوربية التي تبحث عن اي شكل من اشكال التدخل في سورية، تكمن بالتعاون مع قوة لها التأثير على ارض الواقع مثل روسيا، بالاضافة الى علاقتها بالامريكي الذي وافق على حضور هذه الدول لهذه القمة، حتى يكون على مقربة من دوائر الاجتماعات والقرارات التي ستتخذ فيه، كون الامريكي فقد ثقته بالتركي الذي اصبح غير منضبط بالنسبة للسياسة الامريكية، ومن جانب اخر فإن الفرنسي والالماني، يسيرون سياسيا بحسب الخطة المرسومة امريكياً، وتتطابق الرؤية السياسية الاستراتيجية للبلدين، مع السياسة الامريكية، بالاضافة الى التمايز الفرنسي الالماني فيما يخص الهجرة المعاكسة للارهابيين الى الداخل الاوربي.
هذا التداخل العجيب بين المصالح والتناقض السياسي بين الدول المجتمعة، يفقد هذه الدول التي ساهمت بالحرب على سورية اي مصداقية، ضمن عجز واضح عن تنفيذ حتى بنود الاجتماع التي تبدو مكررة، باعتبار ان تلك الدول غير قادرة على تحقيق اي خرق، ان كان في سياسة اردوغان التوسعية، او استمرار الاحتلال الامريكي، وتبقى التطورات الميدانية، هي التي تشكل الخرق الوحيد في سياسات تلك الدول فيما يخص التوصل الى حل منطقي للازمة في سورية، والرهان فقط على الثوابت التي اعلنتها الدولة السورية في كل مناسبة وعلى كل منبر
N.M