دروس المعركة البرية في شمال غزة وملامحها
الاشراق | متابعة.
لعل أهم ما يميز المواجهة العسكرية الجارية حالياً بين فصائل المقاومة الفلسطينية و"الجيش" الإسرائيلي هو دخول هذه المواجهة -التي دخلت شهرها الثاني- مرحلة "المواجهة التلاحمية المباشرة على الأرض"، عوضاً عن التراشق الجوي والمدفعي الذي كان سمة أساسية في المواجهات السابقة كافة.
لذا، من هذا المنطلق يمكن استخلاص عدة ملامح ميدانية من تعامل فصائل المقاومة مع القوات المعادية، وكذلك بعض النقاط التي أظهرها تكتيك وأداء الوحدات الإسرائيلية -وخصوصاً الوحدات المدرعة- التي وجدت نفسها في مواجهة التهديد الميداني نفسه الذي واجهته دبابات "سنتوريون" و"باتون" الإسرائيلية في جبهتي سيناء والجولان في تشرين الأول/أكتوبر 1973.
الخلاصة الأولى فيما يتعلق بالمواجهة البرية شمال قطاع غزة ترتبط بتأكيد فصائل المقاومة تحولها إلى استخدام تكتيك ميداني يعتمد على عمليات "الأسلحة المشتركة"، وهو تكتيك بدأت ملامحه في الظهور بشكل أولي خلال معركة "سيف القدس" عام 2021.
وبمقتضى هذا التكتيك، أصبحت التهديدات التي تمثلها أنشطة المقاومة على مواقع "الجيش" الإسرائيلي وأرتاله تشمل كل الساحات "البحرية -البرية -الجوية"، بعدما كانت تتركز بشكل أساسي على استخدام القوة الصاروخية.
معركة "أسلحة المقاومة المشتركة"
على المستوى البحري، لم تكن أنشطة الضفادع البشرية التابعة للمقاومة الفلسطينية وعمليات الاقتحام البحرية باستخدام الزوارق الخفيفة التي واكبت عملية السابع من تشرين الأول/أكتوبر جديدة أو مستحدثة، لكن كان دخول تسليح المقاومة مرحلة "المسيرات البحرية" من النقاط اللافتة جداً في المواجهة الحالية، وذلك عبر الإنتاج المحلي للطوربيد الموجه "العاصف" الذي تمّ استخدامه للمرة الأولى خلال المواجهة الحالية لاستهداف بعض القطع البحرية الإسرائيلية التي كانت حتى وقت قريب في مأمن من محاولات الاستهداف من الساحل.
يمكن تصنيف هذا الطوربيد ضمن فئة المركبات المسيرة شبه الغاطسة "UUV"، وهو يتألف من رأس حربي متفجر يتم تفعيله عن طريق فتيل تفجير تصادمي، مع توجيه هذا الطوربيد عن بعد. وقد تمت تجربته سابقاً خلال عملية "سيف القدس"، إلا أن تفعيله بشكل عملياتي تم خلال المواجهة الحالية، وهو ما فرض على الوحدات البحرية الإسرائيلية اتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة هذا التهديد المستحدث.
على المستوى الجوي، وعلى الرغم من أن وجود الطائرات من دون طيار والذخائر الجوالة -المعروفة إعلامياً بالطائرات الانتحارية من دون طيار- ضمن تسليح فصائل المقاومة كان مثبتاً منذ سنوات، وأن المواجهة الحالية شهدت استخدام الذخائر الجوالة "الزواري" ضد بعض الأهداف الثابتة والمتحركة، فإنَّ الاستخدام الفعال للذخائر الجوالة والاعتماد بشكل أكبر على الطائرات التجارية من دون طيار التي تم تعديلها لحمل قنابل يدوية أو رؤوس حربية خاصة بقواذف "أر بي جي"، كان من النقاط الميدانية اللافتة، بالنظر إلى أن استخدام هذه الطائرات المعدلة سمح لفصائل المقاومة بالحفاظ على مخزونها من الطائرات من دون طيار، وفي الوقت نفسه تشكيل تهديد حقيقي للأهداف المدرعة ووحدات المشاة الإسرائيلية، وهو تكتيك -للمفارقة- مستقى من فعاليات القتال في الميدان الأوكراني، وخصوصاً أن اعتماد عناصر المقاومة على عمليات الاستطلاع التي تنفذها الطائرات التجارية من دون طيار سمح لهم -في ظل تلاحمهم بشكل مباشر مع الوحدات المدرعة الإسرائيلية- بتحديد المواضع الدقيقة لهذه الوحدات، بما يسمح بتنفيذ هجمات خاطفة وسريعة.
والجدير بالذكر هنا أن العمليات الجوية الإسرائيلية باتت تضع في اعتبارها تزايد نوعية وقدرات أسلحة الدفاع الجوي التي تمتلكها فصائل المقاومة، إذ لم تعد تقتصر على الرشاشات المتوسطة والثقيلة وبعض القواذف الكتفية المضادة للطائرات من نوع "سام-7"، بل دخلت إلى هذه المعادلة منظومة "متير" الصاروخية التي تمت تجربتها عدة مرات خلال المواجهة الحالية لاستهداف المروحيات والطائرات الإسرائيلية من دون طيار.
على المستوى البري، كان عناصر المقاومة الفلسطينية على وعي كامل بقدرات الكتائب المدرعة الإسرائيلية على المستوى العملياتي واللوجستي، وكان من المتوقع أن يدفع "الجيش" الإسرائيلي بأهم وأحدث التشكيلات المدرعة العاملة في الخدمة إلى مسرح العمليات البرية شمال غزة، وهو ما حدث بالفعل عبر الدفع بالفرقة 162 المدرعة -المعروفة أيضاً باسم تشكيل الصلب- والتي تعتبر أهم فرقة مدرعة في القيادة الجنوبية، إلى جانب الفرقة 36 المدرعة التي تعتبر أكبر التشكيلات العسكرية الإسرائيلية، والتي تتبع للقيادة الشمالية.
تتسلح الألوية المدرعة في كلا الفرقتين بالنماذج الأحدث من دبابات "ميركافا-4"، وهي النموذج "باراك" والنموذج "4M"، اللذان يتسمان بأجهزة استشعار متقدمة ودروع محسنة، إلى جانب تزويدهما بأنظمة القتل الصعب "تروفي" التي توفر للدبابات من هاتين الفئتين حماية ضد مخاطر الصواريخ المضادة للدروع عن طريق مجموعة من المستشعرات التي تقوم في حالة رصد اقتراب مقذوف مضاد للدبابات بإطلاق شحنة متفجرة مضادة لتدميره قبل وصوله إلى الهدف.
التحدي الذي تمثله هذه الفئة من الدبابات المتقدمة -سواء على مستوى الحروب التقليدية أو حروب المدن- يبقى كبيراً، وخصوصاً إذا تمت مواجهتها بقوات غير مدربة أو ذات تجهيزات قتالية غير مخصصة للتعامل مع أهداف مدرعة ذات تدريع كبير وقوة نارية متفوقة، لكن أوضحت المجريات الميدانية أن فصائل المقاومة الفلسطينية استعدت لهذا التحدي عبر الرهان على نقطتين أساسيتين؛ الأولى هي الاستخدام الأمثل والرشيد لما يتوفر من وسائط مضادة للدروع، والأخرى هي استغلال البيئة القتالية في شمال غزة للتقليل من فعالية القوات الإسرائيلية المدرعة.
أوراق القوة في يد عناصر المقاومة ضد الدروع الإسرائيلية
فيما يتعلق بالنقطة الأولى، تمتلك فصائل المقاومة الفلسطينية تشكيلة كبيرة من الوسائط المضادة للدروع، بما في ذلك منصات "كونكورس" و"فاجوت" و"كورنيت" الموجهة الروسية الأصل، والقواذف الكتفية "أر بي جي-29" و"آر بي جي-7"، إلى جانب أحد الوسائط اللافتة الذي تم استخدامه أيضاً -للمفارقة- في حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، هو الصاروخ الروسي الموجه بالسلك "مالوتيكا"، الذي ألحق خسائر كبيرة بالدبابات الإسرائيلية على الجبهة المصرية.
كان واضحاً حرص فصائل المقاومة الفلسطينية على تفادي استنزاف ما لديها من صواريخ موجهة مضادة للدروع، والاعتماد بشكل أساسي على القواذف الكتفية. وقد كان مبعث هذا الحرص لوجستياً، وأيضاً عملياتياً، وكانت له نتائج جيدة للغاية على المستوى الميداني.
لقد اتخذت الوحدات الإسرائيلية العاملة في شمال غزة، في تحركاتها على الأرض، تكتيكات ميدانية سبق أن نفذتها بحذافيرها خلال مواجهات خاضتها في جبهات أخرى، مثل عملية اجتياح الأراضي اللبنانية عام 1982.
هذا الأمر فرضه عليها في الأساس أسلوب تعامل عناصر المقاومة مع القوات المعادية على الأرض، وكذلك طبيعة ميدان القتال الحضري، الذي، وإن حاولت القوات الجوية والمدفعية الإسرائيلية بشتى الطرق التدميرية تحويله إلى أرض منبسطة يسهل على الوحدات المدرعة القتال فيها، إلا أنها لم تنجح في هذا المسعى بالشكل المطلوب، ما حول المناطق الشمالية الشرقية والشمالية الغربية في القطاع إلى مواقع يمكن لعناصر المقاومة تطبيق أساليب حرب المدن فيها بشكل مثالي.
اعتماداً على نتائج القصف الجوي، كانت الوحدات المدرعة الإسرائيلية تتقدم من محاور تحركها شمال غرب وشمال شرق وجنوب المحافظة الشمالية في قطاع غزة، لكن يلاحظ هنا أن أولوية التقدم على الأرض كانت للجرافات الثقيلة من نوع "D-9"، التي تم استخدامها بنسق مشابه لنسق استخدام كاسحات الألغام، إذ تقوم بتمهيد الأرض أمام الدبابات وناقلات الجند المدرعة، إلى جانب جرف فتحات الأنفاق التي يتم اكتشافها، علماً أنَّ العمليات البرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة شهدت استخداما لافتاً للعربات الهندسية المتخصصة "PUMA"، إذ تم تزويد هذه العربات براجمات "CARPET"، وهي منظومة لفتح الثغرات في حقول الألغام، يتم استخدامها أيضاً كوسيلة لتدمير المباني والعوائق الخرسانية. كذلك، تم الاعتماد على المنظومات المجرورة لفتح حقول الألغام "Tsefa".
وقد ظهر الحرص الإسرائيلي على الدفع بأكبر عدد ممكن من الآليات المدرعة المزودة بمنظومات الحماية من الصواريخ المضادة للدروع، وهي منظومة "تروفي" للقتل الصعب التي تتزود بها دبابات "ميركافا-4"، وبعض دبابات "ميركافا-3"، ومنظومة "ألوكس" للقتل السهل التي تتزود بها بعض ناقلات الجند المدرعة من نوع "نمر"، وكذلك جرافات "D-9".
كانت الاستراتيجية الإسرائيلية في هذا الصدد تقتضي أن الوسائط المدرعة ستوفر الحماية لنفسها ولوحدات المشاة، عن طريق دروعها ومنظومات القتل الصعب والسهل الملحقة بها، ليقين القيادة العسكرية الإسرائيلية بأن القتال المباشر ضد الأسلحة المضادة للدبابات بشكل عام في المناطق الحضرية يعد من أصعب أنواع القتال على الوحدات المدرعة، نظراً إلى أن كثافة المباني والأنقاض تسمح للعناصر الحاملة للأسلحة المضادة للدبابات بالاشتباك مع الدبابات والمدرعات من مواقع يصعب اكتشافها واستهدافها.
ما حدث ميدانياً كان مغايراً للتقديرات الإسرائيلية، إذ اتبعت عناصر المقاومة تكتيكاً مضاداً ارتكز على استخدام قاذف "ياسين" من عيار 105 ملم، والذي يعد تطويراً محلياً للقاذف السوفياتي الترادفي "PG-7 V" بنسخه المتعددة المخصصة للتعامل مع الدروع التفاعلية عبر آلية تفجير مزدوجة.
هذا القاذف ظهر للمرة الأولى -بنسخته الأولية ذات الرأس الحربي الأحادي- في تسليح المقاومة الفلسطينية منذ منتصف عام 2004، ومن ثم تم تطوير هذا القاذف ليصبح ترادفياً، ويبلغ مداه المؤثر 150 متراً، وتبلغ الزنة الإجمالية للمتفجرات الخاصة برأسه الحربي المزدوج 1.4 كيلوغرام.
يتكون هذا الرأس من جزأين؛ الجزء الأول من عيار 64 ملم، والآخر من عيار 105 ملم، وهما يعطيان مجتمعين لهذا القاذف القدرة على تجاوز الدروع التفاعلية، ومن ثم اختراق ما يصل إلى 600 ملم في الدروع المتجانسة الخاصة بالدبابات.
استخدم عناصر المقاومة هذا القاذف بشكل فعال في قتال "متلاحم" مع الدبابات الإسرائيلية. لم تكن النقطة الفاصلة في نجاح هذا القاذف ترتبط بخصائصه التدميرية بقدر ما ترتبط بما أوضحته التجربة الميدانية من وعي كامل لدى عناصر المقاومة بنقاط القوة والضعف الخاصة بكل نوع من أنواع الدبابات والمدرعات التي تم إدخالها في الميدان، إذ حددت هذه الفصائل نقاط الضعف الأساسية في بدن دبابات "ميركافا-3" و"ميركافا-4"، مثل باب الهروب الخلفي، ونقطة إلتقاء برج الدبابة ببدنها، ومنطقة تلقيم الذخائر أسفل مدفع الدبابة، ومخزن القذائف الموجود في القسم الخلفي من الدبابة.
كذلك، حددت الفصائل بشكل مسبق نقاط الضعف الأساسية في كل ناقلات الجند وعربات القتال المدرعة العاملة في "الجيش" الإسرائيلي، وهو ما ظهر بشكل واضح من خلال عملية تدمير ناقلة الجند المدرعة "نامير" في بداية العمليات البرية في غزة، والتي أسفرت عن مقتل 11 جندياً إسرائيلياً، إذ استهدف عناصر المقاومة خلال هذه العملية أحد أهم نقاط الضعف في هذا النوع من المدرعات، ألا وهو الباب الخلفي، ما أدى إلى تدمير ناجح لهذه المدرعة، رغم أنّ "إسرائيل" ادعت أن الصاروخ الفلسطيني أصاب قاذفاً مضاداً للدبابات من نوع "ماتادور" كان على متن المدرعة، ما أدى إلى انفجار أكبر في داخلها.
يضاف إلى ذلك الفهم الواضح من جانب عناصر المقاومة الفلسطينية لآلية عمل منظومات القتل الصعب والسهل التي تتزود بها الوحدات المدرعة الإسرائيلية، والتي يتم من خلالها توفير الحماية للآليات المدرعة من مخاطر المقذوفات المضادة للدبابات، وهو ما يفسر عدم تمكن النسخ الأحدث من دبابات "ميركافا-4" من تفعيل منظومة القتل الصعب "تروفي" الموجودة على متنها، فقد أثبتت التجربة الميدانية أن كفاءة هذه المنظومة تتأثر بشكل كبير في حالة القتال بين العوائق الخرسانية، ناهيك بعدم تمكنها من التصدي للمقذوفات التي يتم إطلاقها من مسافات تقل عن 60 متراً.
هذا الوعي بنقاط ضعف الدبابات الإسرائيلية كان عاملاً حاسماً في وضع الدبابات الإسرائيلية في موقف مطابق تماماً لما واجهته على الجبهتين المصرية والسورية عام 1973، والذي كان من أهم نتائجه توديع المرحلة التي كان فيها التفوق المدرع عامل ترجيح ميداني، وهو ما يمكن أن نعتبر المواجهة الحالية في شمال غزة مثالاً آخر عليه.
يضاف إليه عامل آخر يتعلق بطبيعة البيئة القتالية الحالية في هذا النطاق، والذي لا يوفر للوحدات المدرعة هامش مناورة كبيراً، ناهيك بالمخاطر الكبيرة التي قد تتعرض لها هذه الوحدات خلال عمليات تزويدها بالوقود والمؤن في أرض المعركة، وهو ما ظهر من خلال عمليات القصف بالهاون التي نفذها عناصر المقاومة في ضوء عمليات الاستطلاع باستخدام الطائرات المسيرة.
يضاف إلى ذلك ما أظهرته التسجيلات المصورة من استغلال ممتاز لهذه البيئة القتالية من جانب عناصر المقاومة الذين نفذوا هجماتهم على الدبابات الإسرائيلية من مسافات محدودة جداً، وبشكل مباغت، تم فيها استغلال ما سبق من نقاط ضعف في الوحدات المدرعة المختلفة، وكذلك تعذر رصد طواقم المدرعات لعناصر المقاومة الموجودين مباشرة بجانب الدبابات، وهو ما وفر لهذه العناصر القدرة على شن هجمات مباغتة، ومن ثم العودة إلى مواضع انطلاقهم بشكل يوفر لهم هامشاً من الأمان والتمويه يكفل نجاح مهمتهم، وهو ما يمكن قراءته إجمالاً على أنه نجاح كبير -بالنظر إلى التفوق التكنولوجي الإسرائيلي في العتاد والأنظمة القتالية- بالنظر إلى عدة مؤشرات، أهمها لجوء القيادة العسكرية الإسرائيلية إلى تشكيل كتيبة دبابات جديدة من قوات الاحتياط تتسلح بالنماذج القديمة من دبابات "ميركافا-3"، التي كان من المفترض إخراجها من الخدمة وبيعها لدول أخرى منها قبرص.
رغم أهمية العوامل السابقة، فإن حرص فصائل المقاومة على إدامة العمليات الصاروخية ضد مستوطنات غلاف غزة والمدن الأخرى في فلسطين المحتلة كان من النقاط المهمة في المواجهة الحالية، وخصوصاً أن هذه العمليات اتسمت بحرص واضح على عدم استنزاف مخزون المقاومة من الصواريخ بعيدة ومتوسطة المدى، نظراً إلى احتمال استمرار العمليات القتالية لفترة طويلة، والاعتماد بشكل شبه كامل على الصواريخ قصيرة المدى، مع استخدام بعض الصواريخ النوعية من حين إلى آخر، مثل صواريخ "أر-160" وصاروخ "عياش-250" وصواريخ "بدر-3"، وهو ما يمكن أن نصفه بـ"معركة الأسلحة المشتركة" التي سوف تشهد بالتأكيد ظهور دروس وملامح أخرى، في حالة استمرار العمليات البرية في شمال القطاع، وهي عمليات تبدو حاسمة في تحديد مسار القضية الفلسطينية بشكل عام، وتشكيل وجود ومستقبل المقاومة الفلسطينية في غزة في المدى المنظور.