لماذا مأرب بالذات؟
حشدت الادارة الاميركية السابقة، والحالية بالتعاون مع اسرائيل، والعائلة السعودية والامارات، والسودان، وتركيا، وقيادة القاعدة، وداعش أكثر من ثلاثين الف مسلح وزودتهم بأحدث الأسلحة، وأوكلت لوزير دفاع الهادي، وضباط سعوديين قيادة المعركة للحفاظ على مأرب.
لماذا مأرب بالذات؟
مأرب هامة لموقعها الاستراتيجي، وقربها من خاصرة السعودية، ومأرب هامة جدا كونها مركزا مائيا هاما، ومأرب أساسية كونها مركز النفط، والغاز، ومصدر دخل كبير لليمن، ومأرب هي الشمال اذا اعتبرنا أن عدن هي الجنوب، لذلك نرى واشنطن، ولندن، وباريس وتل ابيب تدفع نحو معركة مأرب آخر ما توصلت اليه أبحاثهم التقنية والالكترونية، وتدفع نحو المعركة بكل جيوش الارهاب التي بنتها واشنطن وتل ابيب، وتستنزف من أموال العرب كميات هائلة لقتل العرب.
وحسم معركة مأرب كان من الممكن أن ينجزه أبطال اليمن الأشاوس قبل فترة من الزمن لكن السيطرة السريعة على مأرب ما كان لها أن تنهي جسديا قادة، وأعضاء المنظمات الارهابية ففي هذه الحالة كان الارهابيون سينتشرون في المحيط، ومحافظات اخرى ليتابعوا حربهم الارهابية على اليمن، أما التمهل الذي طبع خطط الجيش واللجان لتحرير مأرب، فهو الأسلوب والتكتيك الذي جمع ويجمع هؤلاء المرتزقة في بوتقة مأرب، وجعلهم صيدا ثمينا والقضاء عليهم هو لاشك تأمين لحياة اليمنيين في كل أنحاء اليمن، وينطبق القول نفسه على قوات هادي اذ أن محاصرة مأرب، وتكنيسها من هؤلاء سوف تؤدي الى تمرد واضح لهذه القوات وقياداتها:
اذ سيلجأ جزء منهم الى السعودية، ويبقى أجيرا لديها، وجزء سوف يسوي أوضاعه ويعود الى حضن الوطن بعد أن خدع فترة من الوقت، أو أغري بالمال للوقوف، والاصطفاف ضد تحرر البلاد من الغزاة، وعلى صعيد آخر يمكننا رؤية الحكمة في هضم محافظة مأرب تدريجيا لأنها تحول المعركة الى استنزاف للسعودية، وهادي، وأسيادهم في واشنطن ولندن وتل ابيب، وستتزامن السيطرة على مأرب مع الضغوط لفك الحصار عن اليمن، والتوجه للتفاوض حول حل سياسي، ولن يكون وقف اطلاق النار بعد فك الحصار قادرا على الاتيان بحل سياسي، اذ أن هنالك جهات لاترد للحرب أن تتوقف، لكن الشيء الأكيد أن توجه الادارة الاميركية هو توجه لانهاء الحرب، وتحقيق أكثر ما يمكن تحقيقه لعملائها في الرياض وابو ظبي، وشلة هادي، وهذا الميدان هوالأرحب للتصدي لمخططات واشنطن، وتل ابيب، وستفتح معركة محافظات جنوب اليمن، وستبدأ حرب الجزر، وباب المندب، وغيرها من الجزر كالبريم، وسقطرة، لكن الفارق سيكون واضحا اذ أن مأرب المحررة سوف تشكل رافدا هاما للنضال، والكفاح لتحرير كل اليمن، واخراج الغزاة منه.
ان هذا الفهم للتدرج البطيء في حسم معركة مأرب يقودنا الى تقييم العمليات الخاصة التي لجأت اليها خلال الساعات ال48 الأخيرة قوات الجيش، واللجان المشتركة في مأرب، لاشك ان شروع قوات الجيش، واللجان بانتقاء أهداف محددة ذات أهمية، وحساسية عالية لتجمع قوات الغزاة، والمرتزقة، ولضباط هذه القوات، وقيادات المرتزقة هو خط سليم وذكي ويصب مباشرة في اجتثاث جذور التنظيمات الارهابية، وأسيادها الاميركيين والبريطانيين والاسرائيليين، وتركيا، ومحمد بن سلمان.
اطالة المعركة، والكروالفر جعل من مأرب نقطة التجمع للمرتزقة، وقياداتهم والارهابيين وقياداتهم، وبذلك يكون هؤلاء قد وقعوا في الفخ الذي سينهي وجودهم، ولا شك أن هذه القيادات قد تنبهت الى ذكاء، وخطورة تكتيك ثوار اليمن.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الاشراق وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً