سوريا مركز ثقل التآمر مرة اخرى.
أثبتت التطورات الميدانية منذ اتفاقات سوشي أن تركيا اردوغان تسير في مخططها ” الجشع ” والطامع بشمال سوريا ، أو على الأقل بثرواته الغازية ، والنفطية ، وأثبتت التطورات أن اتفاقات ، أو تفاهمات موسكو مع نتنياهو حول محدودية الضربات الجوية الاسرائيلية لا مكان لها من الاعراب ، أو التنفيذ ، وأن نتنياهو يرصد أي تطور لتقوية الجيش العربي السوري ليسارع لتوجيه ضربات صاروخية له بعد أن ضمن أن روسيا لن تزود الجيش العربي السوري بسلاح دفاعي يتفوق على أسلحة اسرائيل الهجومية ( وذلك التزاما باتفاقية الشرق والغرب منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي ) .
وجاءت ادارة بايدن لتتصرف كما سبق أن حللنا ، وقدرنا تتكلم دبلوماسيا ، وتمارس ارهابيا على الأرض ، والجديد هو تجديد دعم السعودية ، ودول الخليج للارهابيين الذين يطلقون عليهم لقب معارضة ، كما تفعل واشنطن واسرائيل ، ويستغل اردوغان أموال قطر للتجنيد الآلاف من فقراء النازحين ، والمقيمين بمعسكرات اعتقال في تركيا تتحكم بهم المخابرات التركية كما تريد ، وتزج بهم في معارك في ليبيا ، واذربيجان وغيرها ، شكلت تركيا اردوغان فرقة من المرتزقة على نسق ما كانت فرنسا قد شكلت أثناء الخمسينيات والستينيات أي فرقة ، وكما فعلت وكالة المخابرات المركزية الاميركية في أكثر من مكان في العالم ودول الخليج تدعم الارهابيين أكثر الآن لأن السعودية تريد من اردوغان ارسال المرتزقة ليحاربوا في اليمن ، وأغرته بشراء عشرة آلاف طائرة مسيرة من صناعة تركيا ، وأمنت له سبل الاتصال مع السيسي ليحسن العلاقات مع مصر ، ويدخل منتدى الغاز ومجموعة شرق البحر المتوسط ، لافروف الذي حاول اقناع الدول الخليجية والسعودية بايجاد حل سياسي لسوريا خرج بخفي حنين ، فقد أيد الجميع الحل السياسي لكنهم جميعا تذرعوا بعقبة قانون قيصر ، أي أحالوا الموضوع السوري لبايدن ، والنتيجة كانت أن ارتدت روسيا لتضغط على سوريا حول الوجود الايراني ، وضرورة تخفيفه ، والتعامل بسلاسة أكثر مع ” المعارضة ” ، وقسد .
لا شك أن لا حل في سوريا الا الحل السياسي ، والاتفاق على دستور يضمن المسار الديمقراطي ، وحقوق الانسان ، وحرية التعبير ، والمساواة أمام القانون ، لكن الوصول الى هذا لايمكن أن يتم قبل فرض أمر واقع يؤكد هيبة الدولة ، والجيش العربي السوري ، وأجهزة الأمن ، وضمان أمن الشعب ، ووضع حد لعبث الارهابيين وجرائمهم ، وهذا يتطلب قرارا من سوريا ، وحلفائها ، والعملية يجب أن تتم بهجوم ساحق بكل الاتجاهات تحت علم الجيش العربي السوري ، وبزخم أسلحته وأسلحة حلفائه وامكانياتهم ، وذلك لاعادة سيطرة الدولة على ثروات الشعب السوري ، وفك أسر مخيمات الاعتقال في الهول وغيرها ، وسحق الارهاب وتحرير ادلب ، لقد ثبت بشكل قاطع تخابر جماعات ارهابية مع المخابرات الاسرائيلية ، والاوروبية والاميركية ، وبالتأكيد التركية ، ويجب القضاء عليها وعلى أتباعها لأنهم بذرة تآمر وتخابر ولاؤها خارج سوريا وللأعداء ، وليس لسوريا ، خلق أمر واقع ، ودفع عجلة انهاء الدستور سوف تخلق وضعا جديدا ستضطر معه كافة القوى لاعادة حساباتها ، فالرئيس بايدن لايريد أن يكرر مخطط اوباما في سوريا ، وهذه عقدة تحكم تصرفاته منذ دخوله البيت الأبيض حينما قيل أن بايدن هو ظل اوباما ، بايدن يريد ضمان مصالح اميركا ، وأن يتفرغ لايران ، ولا شك أن اخراج الايرانيين من سوريا ، هو ثمن يمكن أن يقبل به بايدن ، وهنا ترمى الكرة في ملعب السوريين والايرانيين ، فايران مهمة جدا كحليف لسوريا لايتردد في تزويدها ان أمكن بأسلحة دفاعية قوية ، وللايرانيين في ظل العلم السوري وسائلهم للدعم دون أن يكون علمهم ظاهرا والحرب خدعة ، فالولايات المتحدة تدعي أنها تحمي العراق من داعش ، وهي التي تهرب عناصر داعش ، وقياداتها من سجون ” فنادق ” ، قسد الى العراق مما جعل الجيش العراقي يغرق مرة اخرى في حرب بحثا عن الدواعش الذين تدعمهم المخابرات المركزية الاميركية .
الاتفاقات التي وقعتها سوريا مع ايران سارية المفعول ، وهي تشكل ضمانات لسوريا لابد من المحافظة عليها بغض النظر عن الشكل العلني ، والشكل بمضمونه متروك للعقول النيرة والمخططين الأذكياء ، سوريا قادرة على التصدي ، والانتصار عبر خطة عمل للمقاومة الشعبية ، والعشائرية ، والجيش العربي السوري ، وكتائب متخصصة مفروزة للأعمال والعمليات الخاصة لمنطقة التنف ، والحسكة ، ودير الزور ، وحقول النفط والغاز هذه المواقع هي الشريان الحيوي الذي سيجلب الجميع لطاولة المفاوضات لايجاد حل سياسي.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر عن رأي الاشراق وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً