قبل 6 سنە
بسام ابو شريف
617 قراءة

ترامب وتسديد فواتير البيت الابيض

 

ترامب يسدد فواتير دخول البيت الأبيض وعلى القوى القومية والثورية المقاومة أن تضطره لدفع فواتير الخروج منه

أسقط دونالد ترامب ماتبقى من مصداقية للولايات المتحدة ، وكشف الأمور على حقيقتها فباتت الولايات المتحدة كمجموعة دول لاتحترم الدستور الذي جمعها ، ولاتلتزم بتعهد قطعته على نفسها تقودها مجموعة من اللصوص أو رجال العصابات الذين ينهبون الشعب الأميركي وشعوب الأرض ، ويوظفون جزء من المال المنهوب من البشر لتطوير أدوات القهر والدمار والابتزاز لحلفائهم قبل أعدائهم .
أظهر ترامب أن ” البلاد الجديدة ” ، والحلم الأميركي ليست سوى أرض أباد اللصوص الاوروبيون تحت علم الاستعمار القديم أهل الأرض وأصحابها ، وأقاموا تحالف النهب وشراء العقول واقامة المؤسسات للتحكم بالأسواق ، وصكوا كذبة الدولار الأميركي ليتحكموا بالعالم أكثر .
وتحولت عصابات المافيات منذ الحرب العالمية الأولى الى احتكارات تستغل الحليف وغير الحليف على السواء . وقامت الاحتكارات ببناء ترسانات القوة لتفرض استعمارها الجديد على العالم جنبا الى جنب مع الاستعمار القديم .
وبعد الحرب العالمية الثانية رسمت الاحتكارات خططها للهيمنة على العالم في ظل شعارات براقة مثل الحرية والديمقراطية ، وأبرزت سياسيا الوجوه التي تريدها لخددمة مصالحها الاحتكارية ، ووجدت الصهيونية في هذه الغابة فرصتها للتغلغل والسيطرة .
وطمس الصهاينة ما كان ينبه منه الرئيس فرانكلين من خطر الصهاينة الذين يعملون للسيطرة على الولايات المتحدة الأميركية ، وقاموا باكراه الحكومة على ازالة تماثيل مريم العذراء والمسيح من كل ساحات المدن والبلدات الأميركية ، وراح الصهاينة يتغلغلون باكنائس ويخترعون مدارس دينية جديدة لتحويل الكنيسة وأتباعها الى جيش جديد للصهاينة .
وتتحكم الصهيونية الآن بالمؤسسة الكنسية الناشطة سياسيا ( جيري فولويل وغيره ) ، ومع بداية القرن الواحد والعشرين أنضجت الصهيونية من خلال سيطرتها على نادي المال ” الذي يديره روتشيلد ” ، الظروف للسيطرة المباشرة على القرار الأميركي ، وفتحت أبواب البيت الأبيض لعميلها وأحد نشطائها دونالد ترامب .
الأغلبية تظن أن دونالد ترامب ملياردير نتيجة لنجاحه في العمل العقاري ، لكن الحقيقة هي غير ذلك ، فتاريخ ترامب يدل دلالة واضحة على عكس ذلك ، دونالد ترامب قاد شركة أبيه العقارية نحو الافلاس وفشل في كل مشروع دخله أو قاده ، والمشروع الوحيد الذي ربما نال نجاحا هو ذلك الذي تعامل فيه مع النساء الجميلات ، وذلك لانتخاب ملكة جمال الولايات المتحدة ، وبرز اسمه كشاب مغامر في نيويورك ، واتصل به ” قادة ” شمال نيويورك ، وعرف لدى أهالي المدينة أن كلمة شمال نيويورك تعني أغنياء اليهود النيويوركيين ، والذين يسيطرون على السوق العقارية اجمالا.
ان الايام ستثبت أنه الأكثر ولاء ووفاء لاسرائيل ” ، وبدأ ولاءه بالتعامل مع كامل أرض فلسطين على أنها اسرائيل  ، وألغى تعبير الأراضي المحتلة ، وأعلن منح القدس لاسرائيل لتكون عاصمتها ، وألغى حق العودة بالعمل على تدمير الاونروا ، وأغلق مكتب م.ت .ف ، وشطب حدود 1967 ملغيا بذلك كل القرارات الدولية التي ترتبط بحدود 1967 ، وراح يبحث عن حلول في صحراء مصر لأهل غزة وللتوطين القسري للاجئين في الدول العربية المحيطة ، وبدأ فورا في العمل على تنفيذ الوعد الأكبر ، وهو تمكين اسرائيل من الهيمنة والسيطرة على الشرق الأوسط وثرواته وعلى ممراته المائية وتحويل البلدان العربية عبر حكامها الى أسواق مغلقة لاسرائيل ومزارع أبقار وغنم لها ، ومد اسرائيل بكل مايلزمها للتغلغل ، وممارسة الارهاب لاخضاع دول المغرب العربي للهيمنةالاسرائيلية ، وأول دول المغرب الراضخة تحت الاذلال الاسرائيلي هي المغرب التي يشكل شعبها جمهورا قوميا داعما ومشاركا للشعب الفلسطيني في معركته لتحرير فلسطين ، ونرى الجزائر تختار الابتعاد حتى لاتغضب الولايات المتحدة واسرائيل ، ونرى ليبيا وقد غطست في معاركها ، ونرى مصر العظيمة بشعبها وجيشها تركع عبر حكامها لمشيئة الصهيوني ترامب وشريكه محمد بن سلمان وشريكه الآخر نتنياهو .
ويهيء ترامب الآن المسرح لحرب ضد ايران لأنها مازالت تشكل القوة التحررية التي تدعم الشعوب المظلومة ، وتعمل لحماية مقدسات المسلمين خاصة أولى القبلتين ” القدس الشريف ” ، مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ، ومهد المسيح عليه السلام ، يريد ترامب ضرب ايران لأن اسرائيل تريد ذلك ، وليس لأن مصلحة الولايات المتحدة تقتضي ذلك ، يريد ضرب ايران لارضاء محمد بن سلمان الذي يدفع له المال .
لكن السؤال يبقى هل تكمن مصلحة الولايات المتحدة في الابتعاد عن الموقف الاوروبي ، واوروبا هي الحلبف الأوثق للولايات المتحدة ” ارضاء لاسرائيل ولمحمد بن سلمان ” ؟؟؟؟
يريد ترامب أن يضرب عصفورين بحجر واحد ، فقد اتفق مع ماكرون على الصيغة فترمب يعلن انسحابه من الاتفاق ، ويعطي اوروبا فرصة ستة أشهر لجلب ايران لطاولة المفاوضات ، واتفق ترامب مع ماكرون أن تعلن الدول الحليفة الثلاث انجلترا والمانيا وفرنسا التزامها بالاتفاق شريطة أن يرتبط بذلك التفاوض على اتفاق أشمل يتضمن الاتفاق النووي الحالي ، ويضاف له أو يوضع في اطار اتفاق أوسع يشمل أولا وقبل كل شيء ( وقف الدعم للفلسطينيين والارهاب ، وعدم معاداة اسرائيل ) .
وتعتبر اوروبا هذا الآن مقبولا رغم اعلانها أكثرمن مرة أنها متمسكة بحل الدولتين ، لكن مصالحها سوف تسهل عليها قبول هذا الأمر في ظل تهديد ترامب بمعاقبة الشركات الاوروبية التي تتعامل مع ايران .
أما العامل الذي لايخضع الا لقراراسرائيل فهو شن الحرب أو المعارك ضد أي وجود ايراني على الأرض السورية ، فنتنياهو يعتبر الانسحاب الأميركي فرصة لاسرائيل لاستخدام أقوى أسلحة لديها لضرب المواقع التي يتمركز فيها ايرانيون على الأرض السورية ، وهذا سيعني أيضا تدمير مايمكن تدميره من مواقع الجيش العربي السوري والمقاومة .
انها فرصة نتنياهو لينهي المقاومة ، هكذا يظن ويخطط بنيامين نتنياهو ، وسيتوجه لموسكو لبحث هذا الأمر مع روسيا لتحييد روسيا وخداعها ، لكن هذا الأمر لن ينطلي على روسيا .
والايرانيون ليسوا في غفلة من الأمر ، والمقاومة تعلم ما يخطط له نتنياهو ، ولذلك فان مغامرة نتنياهو تشكل فرصة لرد الصاع صاعين ، والحاق الهزيمة باسرائيل ، وهزيمة اسرائيل سوف تعني تلقائيا انهيار كل مخطط ترامب الصهيوني وشريكه محمد بن سلمان وكل من سار في الفلك .
لقد بلغ السيل الزبى ، ولم يعد الكلام يسمع بمصداقية ، فالشعب والجيش والمقاومة يريدون أن يروا طعانا وليس صوتا .
مرة أخرى ، نقول ان أضعف الجهات هي جبهة اسرائيل الداخلية وسلاحها القوي ليصبح بلا فائدة عندما نقاتل على الأرض المحتلة وليس خارجها .

إقرأ أيضاً

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP