أمريكا ما بعد ترامب
للوهلة الاولى، قد يشعر القارئ أن عنوان هذا المقال يعتبر سابقا لاوانه. فدونالد ترامب ما زال رئيسا للولايات المتحدة الامريكية.
ولكن تسارع الاحداث، لا سيما ما يرتبط منها بتصاعد حدة الانتقادات الموجهة لترامب من أقرب المقربين له وممن يعملون معه بشكل مباشر يحتّم على المراقبين والمحللين التفكير بجدية بوضعية الولايات المتحدة، اذا ما تم عزل ترامب، أو تنحيه عن منصبه طوعا، رغم ضآلة الاحتمال الاخير.
وفي الوقت الذي لا يستطيع فيه أحد أن يجزم بشكل قاطع بأن مصير ترامب هو العزل من منصب الرئاسة، اّلا أن المؤشرات على هذا الاحتمال تتنامى يوما بعد يوم. فالمقالة الفاضحة التي نشرتها صحيفة نيويورك تايمز في الخامس من أيلول لمسؤول كبير مجهول الهوية في ادارة ترامب، والانتقادات اللاذعة لترامب التي وردت في كتاب “الخوف” لبوب وودوارد، والتي وجهت من قبل الكثيرين ممن يتفاعلون معه بشكل يومي ومنتظم، تضعف من امكانية حدوث أي احتمال آخر، سوى اللجوء الى عملية العزل. كل هذا يحدث ولم يصدر بعد تقرير المحقق الخاص، روبرت مولر بشبهات ترامب والتهم الموجهة له. واعتمادا على تفاصيل ما أحاط برئاسة ترامب حتى الآن من هزات وفضائح أخلاقية وسياسية ومالية، فان الملاذ القانوني الذي يكاد يكون الاوحد أمامه هو صدور تبرئة غير قابلة للجدل من قبل مولر بعد اتمام تحقيقاته. ورغم استمرار مولر باحاطة عمله بسرية مهنية منقطعة النظير، اّلا أن هذا الاحتمال لا يتمتع بأية درجة من الامكانية، على ما يبدو، رغم أن عالم السياسة دائما ما ينطوي على بعض المفاجآت.
ولكن واقع الامر يبين أن عملية عزل ترامب لا يمكن اتمامها، فعليا، ما دام الحزب الجمهوري يتمتع بأغلبية في الكونغرس الامريكي، اّلا اذا ما ارتأى الجمهوريون أن ترامب يلحق بحزبهم بالغ الضرر في أوساط الناخبين، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية النصفية في السادس من شهر تشرين الثاني القادم. وقد يكون هذا هو الجدل الداخلي المحتدم بين أركان الحزب الجمهوري في هذه الآونة. ولكن يبدو أن الغلبة في الرأي تذهب باتجاه التيار الذي يقوده ويمثّله ترامب داخل الحزب الجمهوري، والذي يطرح أن التخلي عن ترامب سوف يحطّم فرص الفوز للمرشحين الجمهوريين في الانتخابات القادمة، وسوف يضعف الحزب ويضعضع مؤسساته، ومن ثم، سوف يجعل من الجمهوريين أقلية في مجلسي الشيوخ والنواب، بينما يتمتعون الآن بأغلبية 236 عضوا في مجلس النواب من بين 435، و51 عضوا في مجلس الشيوخ من بين 100.
واضح أن ترامب غير العقائدي قد نجح في ربط مصير الحزب الجمهوري بمصيره هو شخصيا، على أقل تقدير في المرحلة الراهنة، بحيث قطع الطريق على هذا الحزب للتخلي عنه. ولذلك، تجد ترامب منكبا على أخذ دور الريادة في الحملات الانتخابية لصالح الحزب الجمهوري في مختلف الولايات، رغم معرفته أن الناخب لن يقترع في الانتخابات النصفية لصالحه هو شخصيا، أو ضده.
ولكن هذه الاستماتة من قبل ترامب في استقطاب الناخب الامريكي لصالح الحزب الجمهوري لها ما يفسّرها من أهداف واعتبارات شخصية محضة لدى ترامب، نفسه. فبالتأكيد، ان هذا الاندفاع من قبل ترامب لا ينطلق من دوافع أيديولوجية، أو بسبب الحرص على الصالح العام للحزب. فحتى لو كان في ذلك بعض المبالغة في القول، فانّ الهواء الذي يستنشقه ترامب يجب، بالضرورة، أن يعود عليه بالفائدة شخصيا، واّلا لعزف عن استنشاقه.
انّ الامر بالنسبة لترامب لا يعدو كونه مسألة حياة أو موت، بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. فهو يدرك أن أيامه في الرئاسة تتضاءل يوما بعد يوم، حتى لدرجة أنه بدأ في أحاديثه ومقابلاته يشير الى امكانية عزله وما قد يترتب عليها من مخاطر. ولذلك، يعتقد ترامب أن ضالته تكمن في الابقاء على الحزب الجمهوري مسيطرا، بأغلبية ملحوظة، على الكونغرس، حتى لا تتوفر الاغلبية اللازمة للحزب الديمقراطي لاجراء عملية العزل. وكما يبدو، فان أقطاب الحزب الجمهوري أيضا قد قرروا أن يستغلوا هذه الحاجة الملحة عند ترامب بهدف الاستفادة من رحلاته وتنقلاته دعما لحزبهم قبيل الانتخابات النصفية القادمة. فهم يبنون على نتائج الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي بيّنت أن لدى ترامب أنصارا ومؤيدين كثيرين لا يمكن الاستهانة بهم. وهم يعوّلون على أن هؤلاء الناخبين سوف يعاودون التصويت لصالح المرشحين الجمهوريين في ولاياتهم، ان لم يكن تأييدا مباشرا لهؤلاء المرشحين، فدعما مباشرا لترامب، نفسه. فترامب كان مباشرا في بعض جولاته الانتخابية حين حاول اثارة مشاعر الخوف في نفوس مناصريه عندما حمّلهم المسؤولية الشخصية المباشرة اذا لم يفز مرشحوهم الجمهوريون، ومن ثم، اذا ما تم عزله.
وفي هذا السياق، يتضح أن ترامب يعدّ لمنازلة حقيقية في الشارع الامريكي اذا ما تمكن الحزب الديمقراطي من حصد أغلبية تشريعية في الكونغرس. ففي تصريحات له، كان من المفترض أن تبقى سرية لولا أنه تم تسجيلها خفية، ومن ثم تسريبها، في لقاء عشاء عقده مع قرابة مائة شخصية من مسؤولي المسيحيين الانجيليين في البيت الابيض، في السابع والعشرين من شهر آب الماضي، حذّر ترامب من استَضافَهم بأن الحزب الديمقراطي، اذا ما فاز في الانتخابات التشريعية النصفية، سوف يقدم على نسف كافة ما أسماه انجازاته، وبطريقة عنيفة للغاية. وكرّر ترامب أنه في حال فوز الديمقراطيين، فانه سوف يكون هناك عنف حقيقي، لانهم يريدون قلب كل شيء رأسا على عقب بسرعة فائقة.
ومن يتتبّع جيدا مثل هذه التصريحات الخطيرة، لا شك يدرك أن من يستقرئ العنف، في الحقيقة يدعو اليه، وينّبه أنصاره من أجل الاستعداد له. فاذا ما كان الديمقراطيون ينوون اللجوء الى العنف، فان لسان حال ترامب يقول، من الاجدى أن يستعد أنصاره ومؤيدوه لملاقاة العنف بالعنف، حتى ولو كان العنف الذي يستقرئه ترامب افتراضيا. بمعنى آخر، ان ترامب يطلب من داعميه أن يلجأوا الى الشارع واستخدام العنف في حال فوز الديمقراطيين، واّلا كانوا هم الخاسرين.
وبالاضافة الى اتخاذ خطوات استباقية لحشد الشارع وتعبئته في حال أن مني حزبه بهزيمة في الانتخابات التشريعية، فان ما يسعى ترامب أيضا لعمله هو وضع السلطة التشريعية في قبضته وتحت سيطرته. فاذا ما نجحت جهوده هذه واستطاع الحزب الجمهوري أن يحافظ على أغلبيته في الكونغرس أو أن يعززها، فان ترامب سوف يعمل جاهدا لكي تكون له كلمة الفصل في سياسات وتركيبة الحزب الجمهوري، مستثمرا نجاحاته بالتمهيد للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2020. وفي حال حدوث ذلك، بالفعل، فان أقطاب الحزب الجمهوري سوف يجدون أنفسهم مهزوزين، ضعافا نسبيا أمام نزعة ترامب المتسلطة والسلطوية. ورغم أن هذا الاحتمال يبدو ضعيفا، الى حد كبير، اّلا أنه لا يمكن استبعاده من الحسابات عند محاولة قراءة ما قد تتمخض عنه الانتخابات النصفية القادمة من نتائج.
وفي ذات الوقت، أقدم ترامب على محاولة توفير طوق نجاة اضافيا لشخصه في حال فوز الحزب الديمقراطي بأغلبية في الانتخابات التشريعية القادمة، بحيث رشّح بريت كفانو كقاضٍ لمحكمة العدل العليا الامريكية. فلاتمام فصول ما يبدو أشبه بواحدة من أساطير الاغريق والرومان القدامى، تضافرت الظروف لتستمر في مساعدة ترامب بعد فوزه بالرئاسة، لشغر مقعد في محكمة العدل العليا، نتيجة لقيام القاضي أنتوني كنيدي باتخاذ قرار بالتقاعد من عمله، الامر الذي وفّر فرصة ذهبية لترامب لترشيح قاضٍ محافظ، يعتقد أنه سيناصره في حال وصلت التحقيقات بقضاياه للمحكمة العليا. فبترشيح كفانو، وتقريبا بضمان المصادقة عليه، كون الجمهوريين يتمتعون بالاغلبية في الكونغرس، يرى ترامب أنه قد وفّر لنفسه صمام أمان اضافيا في السلطة القضائية.
فبتأمين السلطة التشريعية والسلطة القضائية لصالحه، اذا ما استمرت الرياح بالجريان كما تشتهي سفنه، فان ترامب لا يرى دافعا للانحناء أمام العواصف التي تنهش بالبيت الابيض ومؤسسات الحكم برمتها. فهو لا ينفك يتصدى كل يوم لما يحيط به من شبهات وفضائح جديدة. ولا يتوانى في الاستمرار بالتشكيك بشرعية التحقيقات التي يجريها مولر بخصوصه، واصفا اياها دائما بالخرافات والشعوذات.
انّ ترامب يدرك أن منصبه كرئيس مهلهل جدا. وهو يعرف أنه يقف على منعطف خطير، حيث سيتم انتخاب جميع أعضاء مجلس النواب ال435، و35 عضوا في مجلس الشيوخ، أي أكثر من ثلث الاعضاء. هذا عدا عن انتخاب 36 حاكما من حكام الولايات وأعداد كبيرة من المرشحين للحكومات المحلية.
ولذلك، فهو يحاول تجييش أنصاره من خلال نشر الرعب في صفوفهم اذا لم يهبّوا لمساندة الحزب الجمهوري. وفي ذات الوقت، هو يحاول أن يحكم سيطرته على السلطتين التشريعية والقضائية، من أجل ضمان بقائه على رأس السلطة التنفيذية. وتعبيرا عن عميق القلق ازاء ما قد تفضي عنه التحقيقات في شبهاته من نتائج، فانه يعمل بشكل منتظم على استباق النتائج وتشويه صورة المحقق وما يقوم به من تتبع لخيوط الحقيقة.
وعليه، فانه يتوقع أن يستبد ترامب بكافة مؤسسات الحكم اذا ما تمكن من الصمود، في حال محافظة الجمهوريين على أغلبيتهم في الكونغرس، أو تعزيزها. فعندها، منتشيا بالنصر، لن يقف أمام ترامب رادع أو عائق. بل سيغالي في عنجهيته وغطرسته، تحضيرا للانتخابات الرئاسية عام 2020.
ولكن في حال خسارة ترامب والحزب الجمهوري في الانتخابات التشريعية، فان ما يتصدر جدول أعمال الحزب الديمقراطي سوف يكون البدء مباشرة باجراءات عزل ترامب من الرئاسة. وأمام احتمال عدم قبول ترامب أو تقبله لنتائج الانتخابات ان لم تكن لصالحه، ومن ثم، عدم الانصياع لعملية العزل، فان العنف في الولايات المتحدة قد يصبح حقيقة واقعة لا مجال لتفاديها. فالعالم كله يتذكر كيف قام بعض أنصار ترامب من البيض العنصريين المتظاهرين في مدينة شارلتسفيلد بولاية فرجينيا، في صيف عام 2017 بدهس وقتل احدى السيدات التي كانت تشارك في تظاهرة احتجاج على سياسات ترامب، وكيف قام ترامب باطلاق تصريحات داعمة للعنصريين، وتساوي بين القاتل والضحية. فحالة الاحتقان في الولايات المتحدة، خاصة في أوساط الداعمين لترامب، بسبب ما يتعرضون له من تعبئة عنيفة منتظمة، لا يمكن اغفالها. وترامب يعتقد أنه قد يكون في اراقة الدماء مخرج له من مآزقه. ولا أحد يستطيع أن يجزم بامكانية تغليب العقل والمنطق والاعراف الديمقراطية التقليدية في حال أصبحت مسألة عزل ترامب محتومة. فهل، أمام حالات واسعة الانتشار من عدم الاستقرار وتصاعد العنف، قد يلجأ الرئيس، قبل أن تتم تنحيته، الى استخدام الاحكام العرفية، بحجة المحافظة على الامن الداخلي؟ أم يمكن للرئيس أن يلجأ الى محكمة العدل العليا، التي يكون قد عيّن أحد قضاتها مؤخرا، للبت في نزاع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية؟
من غير المستبعد أن يحكّم ترامب عقله ويقبل بنتائج الانتخابات التشريعية وتبعاتها، اّلا اذا ما خدمته شخصيا. فمن اليوم الاول لترشحه للرئاسة، ومن بعد، لتسلمه اياها، وهو ينتقل من عراك الى آخر، ومن حلبة الى اخرى، دونما كلل أو ملل، ودونما اعارة أي انتباه لما يقتضيه الصالح العام. فالانقسام الافقي والعمودي في الولايات المتحدة هو أحد مسبباته الرئيسية وأعراضه، في ذات الوقت. بل، انّه يغذيه، معتقدا أنه بذلك يستطيع تسليط الاضواء عليه شخصيا.
وأما في حال كانت نتائج الانتخابات التشريعية غير حاسمة لصالح طرف ضد طرف آخر، فان الواقع الامريكي لن يتغير كثيرا، من الناحية الاستراتيجية. فعلى الصعيد الداخلي، سوف يتعمق الانقسام المجتمعي والسياسي والحزبي، أيا كانت نتائج الانتخابات التشريعية المقبلة. وهذا سوف يقود الى حدوث المزيد من الترهل في مؤسسات الحكم بمختلف أفرعها. ونتيجة لذلك، فان ما تعرفه الولايات المتحدة من حيوية في العمل والانتاج والادارة، سوف يتراجع بشكل ملحوظ. وستخيّم على الولايات المتحدة أجواء من الجدل السياسي العقيم، بحيث يغرق كل طرف فيه بتوجيه الملامة للطرف الآخر، دون اجراء تقييمات حزبية داخلية بهدف ايجاد السبل اللازمة للخروج من المأزق. ومع الوقت، سوف يجد الحزبان الرئيسيان، الجمهوري والديمقراطي، نفسيهما في حالة تآكل مستمر في عضويتهما، حيث الاجيال الصاعدة قد بدأت تفقد ثقتها بالتركيبة السياسية الرسمية، أصلا.
وعلى الصعيد الخارجي، فان مصداقية الولايات المتحدة والثقة في الاعتماد عليها من قبل حلفائها وأصدقائها التقليديين، اّلا ما ندر ممن لا يُخضعون سياساتهم اّلا لحسابات آنية، سوف تهبط الى الحضيض. فبدلا من اعتبار العلاقة مع الولايات المتحدة ذخرا استراتيجيا، سوف ينظر لها على أنها همّ وعبء يجب التخلص منه. ولذلك، فان أنماطا جديدة من العلاقات بين الدول سوف تأخذ في التشكل. ومن المستبعد للولايات المتحدة أن تكون أحد أقطاب هذه الانماط البارزين. فامتلاك الولايات المتحدة لقوة تدميرية هائلة لم يعد يوفّر لها الحماية، عن طريق الردع، كما كان الحال عندما كانت أمريكا تحتكر أدوات الردع غير التقليدية صبيحة الحرب الباردة. وما المناورات العسكرية الروسية الاوسع والاضخم منذ انتهاء الحرب الباردة، مؤخرا، باشراك الصين، اّلا دليل ساطع قاطع على التحدي للهيمنة الامريكية على العالم.
فمن عالم ثنائي القطبية قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، الى نظام عالمي جديد كانت هي قطبه الاوحد، تقريبا، الى تململ أقطاب جدد ليزاحموها في رسخ خارطة وادارة هذا العالم، تدخل الولايات المتحدة في عهد ترامب، ونتيجة له، ومن بعده، في نظام دولي جديد ليس مرحبا بها فيه. فالكثيرون ممن ساندوها وشكّلوا الروافع لها لم يعودوا يطيقون مجرد التعامل معها. فللصبر على الصلف والعنجهية والطعن في الظهر حدود.
وهذه الصورة القاتمة للولايات المتحدة تبدو ملاصقة لها، وان تفاوتت النسب، بغض النظر عن دقة التوقيت الذي يتم فيه ابعاد ترامب عن مؤسسة الرئاسة الامريكية. وحالة العزلة الدولية التي سوف تحيط بالولايات المتحدة لا يمكن تجنبها. فأمريكا قد قررت الانسحاب من عدد من المنظمات والمعاهدات الدولية، كالاتفاق النووي الدولي مع ايران، ومجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة. وقد قررت ايقاف الدعم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الاونروا. وراحت تطلق التهديدات ضد محكمة الجنايات الدولية التي رفضت أصلا الانضمام الى عضويتها بسبب خوفها من مقاضاة مجرمي حروبها. وقامت باتخاذ قرار بالانسحاب من منظمة اليونسكو، الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ العالمي، وغيرها. ومن المرجّح أن الولايات المتحدة سوف تتعرض للمزيد من التهميش على المسرح الدولي مع الوقت، خاصة اذا ما وضعت تهديداتها بالانسحاب من منظمة التجارة العالمية، واتفاقية الشراكة لدول المحيط الهادي، وربما الامم المتحدة، نفسها موضع التنفيذ.
فاذا ما كان القرن العشرين هو عصر القوة الامريكية العملاقة، فان القرن الحادي والعشرين قد يؤرّخ لتراجع الامبراطورية الامريكية وعزلتها وأفولها. وما صعود ترامب الى منصب الرئاسة سوى تسريع في عملية الهبوط التي تجتاح مكانة الولايات المتحدة، داخليا وخارجيا.