كيف تعاملت الحكومة العراقية مع استهداف مقر اللواء (46) من قبل الاميركان ؟
لم تكن الحكومة العراقية موفقة في التعامل مع الاعتداء الذي تم على اللواء (46) حشد شعبي مساء يوم الخميس الفائت ،حيث بدت وكأن الامر لايهمها وغير معنية به ،وان الذين طالهم الاستهداف من شعب اخر وليس من ابناء العراق .
لم يصدر عن وزارة الدفاع ولا غرفة العمليات اي بيان او تصريح عن الاعتداء الاّ بعد ان اعلن البنتاغون ووزير الدفاع الاميركي ان العملية تمت وفق معلومات حصلوا عليها من الجانب العراقي ،وجاء ردا مقتضبا لاسقاط فرض بعد ان ضج الاعلام بتحميل الحكومة العراقية مسؤولية الاستهداف وعلى لسان يحيى رسول بنفي (الادعاء الاميركي ) وان لم يتجرؤوا على استخدام حتى مفردة (الادعاء) !
المعلوم ان وزارة الدفاع لديها خارطة كاملة عن تواجد قواتها بمختلف صنوفهم ،وبالعدد والمهمة ونوع السلاح ،وحين تتعرض قطعة عسكرية او اي موقع امني تسارع الوزارة الاتصال وفقا للتراتبية العسكرية ،واعطاء كشف سريع واولي ،عن الاعتداء والضحايا والعدو المفترض .
الغريب ان هذا لم يحدث وبقيت وزارة الدفاع العراقية دون تعريف بموقع الاعتداء مع ان الاميركان في بيانهم اكدوا ان الهدف ضد فصائل المقاومة ردا على (قصف القاعدة الاميركية )في اربيل ،وان الاوامر صدرت عن اعلى سلطة في الولايات المتحدة وهو الرئيس (بايدن) وانهم حصلوا على المعلومات من الجانب العراقي !
الاغرب قائد كتلة سياسية (الحاج هادي العامري ) طالب بارسال (لجنة تقصي) لتحديد موقع الاعتداء ،وفعلا ذهبت لجنة من وزارة الدفاع ،ووصلوا الى المكان وثبت بالدليل ان مقر اللواء (46) حشد شعبي داخل الاراضي العراقية ،وكانهم يبحثون عن موقع اثري مندثر وليس عن موقع عسكري ،من المفروض انه مثبت لديهم على الخريطة !
الاكثر غرابة ان وزارة الدفاع العراقية اكتفت بتصوير مشاهد زيارة (لجنة التقصي) وكيف اعلنوا من هناك ان الهدف كان داخل الاراضي العراقية ،دون ان تصدر بيانا ترد فيه على (الادعاء الاميركي ) وفي عدة نقاط اولها ،ان تعلن ان تواجد القوات الاميركية غير شرعي وفقا لقرار مجلس النواب العراقي ،وثانيها ان الاعتداء يمثل انتهاكا لسيادة البلد وكرامة شعبه ،وثالثها ان تؤكد ان القوات الامنية العراقية لايمكن ان تكون يوما عونا للاعداء بايصال معلومة وغيرها لتكون سببا باراقة دماء العراقيين ،ورابعها ان تحمل الولايات المتحدة مسؤولية الاعتداء والتأكيد اذا ماحدث تجاوز على موقع عسكري اميركي سواء في اربيل او غيره ،فالحكومة العراقية هي من تتكفل باتخاذ الاجراءات ولايحق لاي كان ان يتخذ اجراء فيه تجاوز على سيادة بلد اخر بحجة او باخرى ،وخامسها ان ترفع مذكرة الى مجلس الامن الدولي تبين فيه نوع الاعتداء الاميركي وعدم شرعية القوات المعتدية ،وتدعو مجلس الامن الى جلسة لغرض اتخاذ الاجراء اللازم .
هذه الامور لم تحدث قط ،ونسال ؛- ماجدوى وجود مليون وربع مليون منتسب بالقوات الامنية العراقية وهم لاحول ولاقوة لهم بالدفاع عن انفسهم وعن وطنهم ؟
اذا ترك الامر هكذا بين استهداف لتواجد القوات الاجنبية وبين ردها العلني باختيار الاهداف كيف تشاء فمثلا يحدث الاستهداف باربيل ويكون الرد على الحدود السورية العراقية ،ترى اين هي الدولة والسيادة ؟
خاصة وان الولايات المتحدة باتت هي من تفترض (العدو) وهي من تفترض الهدف المنتخب ،والحكومة في واد والاحداث في واد اخر ) ولا نعرف من جاءنا بها وكيف لنا ان نتحمل وزر عبثها بمصير ابنائنا ونحن نودع يوميا شهيدا تلو شهيد ؟
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الاشراق وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً