لا لترامب ثان..
من الأمور المسلية أن يراهن العرب على الرئيس الأميركي الجديد، إذا ما فشل دونالد ترامب في معركته، وإذا ما فاز منافسه بايدن الذي كان نائباً لأول رئيس أميركي ذي سحنة سمراء باراك أوباما.
في نظر الأميركان والأوروبيين (بمن فيهم الروس)، والصينيون، فإن “الرئيس”، الذي يتبدى للخارج وكأنه “سيد الكون”، هو مجرد منفذ لأغراض رأس المال ومصالحه في العالم.
.. وهو أمر منطقي بل حتمي، فهل يعقل في نظام “دعه يعمل، دعه يمر” أن يفوز مرشح شيوعي، بينما انتقل الإتحاد السوفياتي إلى رحمته تعالى، وتحاول “الصين الجديدة” أن تحتفظ بصور ماوتسي تونغ وشوان لاي.. وأن تنافس، حيث يجب، الشعار:” اربح ثم اربح ولا يهم تحت أي شعار”؟
إننا في كون مختلف عن ذلك الذي استولدته الحرب العالمية الأولى (1914- 1919)، وكذلك عن العالم الذي استولد قيصرياً بعد الحرب العالمية الثانية (1939- 1945).
إننا في عالم جديد: حتى الحرب فيه استثمار محتمل لا يُقدم عليه إلا المقامر المأذوم، بل المجنون..
أسلحة الدمار الشامل في أكثر من مكان.. لكن قلة قليلة، بل محدودة ومعدودة على اصابع يد واحدة، تلك القيادة القادرة والمؤهلة لإطلاق صواريخ وقنابل الإبادة الجماعية.
…واذا ما وجد قائد مجنون، مثل هتلر أو موسوليني، فإنه لن يجد من يبارزه في سباق إبادة العالم.
حياة هذه الأيام مغرية جداً، بأفضال الابتكارات والاختراعات التي لم يعرفها العالم في ماضي الأيام.. ولن تتوفر الفرصة لمجنون، مثل ترامب، أن يدمر العالم من أجل أن يؤكد أنه القائد الأوحد لعالم من المجانين والمرتزقة.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الاشراق وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً