لماذا يريد ترامب الاستحواذ على لقاح لفيروس كورونا؟
عندما وجّه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مؤخراً كلامه القاسي إلى الصين، واتهمها بعدم التعاون مع بلاده في تقديم المزيد من المعلومات عن "كوفيد- 19"، يبدو أن كلامه كان يحمل أبعاداً أخرى غير السيطرة على تفشي الفيروس والتعاون بين البلدين، تتمثل بإحراج الصين ومحاولة تأخيرها عن إنتاج لقاح له.
تدل المؤشرات على أن أميركا قررت جعل إيجاد لقاح لفيروس كورونا معركة مع دول العالم، فالدولة التي تتوصل إلى اللقاح أولاً، إنتاجاً أو تطويراً، يعني ذلك بالضرورة مدى تقدمها علمياً وطبياً، وهي، بالتأكيد، ستكون مصدر ثقة لدى شعوب العالم، وبالتالي ستظهر بصورة البطل أو المخلّص من هذه الأزمة التي افتعلها فيروس "كوفيد-19" أو ما يسمى "فيروس كورونا المستجد".
عملت الصين بصمت على تطوير اللقاح، وما إن انتشر الفيروس سريعاً في دول العالم، حتى أخذت شركات الأدوية الممولة من دول مختلفة، من مثل "إسرائيل" والولايات المتحدة وأستراليا ودول أوروبية أخرى، تعلن أنها على وشك التوصل إلى إنتاج أو تطوير لقاح له.
والدول التي تبذل جهوداً حتى الآن للتوصل إلى العلاج هي الصين والولايات المتحدة و"إسرائيل" وأستراليا وبريطانيا واليابان وألمانيا، بعد أن أعلنت هذه الدول أو شركات معتمدة لتصنيع الأدوية فيها عن مباشرتها بالأمر.
منطقياً، يجب احترام جميع هذه الجهود ودعمها لتخليص العالم من هذا الوباء الخطير، لكن بعد أن أعلنت الولايات المتحدة حالة الطوارئ، وكلف الرئيس الأميركي دونالد ترامب -قبلها- نائبه مايك بنس، ليكون مسؤولاً عن ملف محاربة كورونا، بدأ الأمر يدخل في حسابات الربح والخسارة وكمية الأموال التي يمكن أن تجنيها الدولة التي ستتوصل إلى اللقاح من العالم.
بالطبع، يَسيلُ لعابُ ترامب على هذا الأمر، ويبدو أنه راح يسابق الزمن للوصول إلى اللقاح أو الاستحواذ عليه قبل غيره في سبيل السيطرة والاحتكار.
هذا الصراع أصبح مؤكداً، بعد أن أعلنت صحيفة "فيلت أم سونتاغ" الألمانية عن دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مفاوضات مستميتة مع الرئيس التنفيذي لشركة "CureVac" الألمانية، دانييل مينيشيلا، الذي استقال قبل فترة بصورة غامضة، وذلك للاستحواذ على اللقاح مقابل مبلغ كبير يصل إلى مليار دولار أميركي.
وبذلك، بات من الواضح أن أميركا تريد الحصول أولاً على اللقاح، ربما لتكون الدولة الأولى في معالجة شعبها الذي يشتري العلاجات بمالغ طائلة عبر التأمين الصحي، وهي بالتأكيد لن تتبرع به لباقي دول العالم أو تبيعه بسعر معقول، بل إن الخوف يكمن في أن تستخدمه كسلاح جديد ضد خصومها إذا ما استطاعت الاستحواذ عليه.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الاشراق وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً