قبل 5 سنە
منيب السائح
417 قراءة

'العملاق الإيراني العراقي' لن يعود الى القُمقم

من اكبر اهداف بريطانيا بالامس وامريكا اليوم، هو دق اسفين بين ايران والعراق، واستخدام كل الامكانيات المتوفرة لديهما، للحيلولة دون حدوث ادنى تقارب، حتى في حدوده الدنيا بين الشعبين الايراني والعراقي.

منذ نهاية الحرب العالمية الاولى وحتى اليوم دأبت بريطانيا وامريكا، على اقامت انظمة قومية متطرفة في العراق وايران، تتبنى خطابا شوفينيا عنصريا، ضد العرب في ايران وضد الايرانيين في العراق، فحاولت زرع الاحقاد بين العراقيين والايرانيين، في خدمة واضحة فاضحة للمستعمر ، حتى وصل الامر الى ان شن الطاغية صدام حربا عبثية مدمرة ضد ايران، بتحريض امريكي "اسرائيلي" وسعودي واضح، وهو ما اعترف به الطاغية فيما بعد.

محاولات امريكا المستميتة لمنع اي تقارب بين ايران والعراق، تنبع من خشيتها من القوة الكامنة في هذين البلدين في حال وجدت الارضية المناسبة للظهور، فالبلدان غنيان بالثروات الطبعية وفي مقدمتها النفط ، وتربطهما حدود مشتركة طويلة، وعلاقات تاريخية ضاربة في اعماق التاريخ، والاهم من كل هذا وذاك الاواصر الدينية المستحكمة التي تربط الايرانيين بالعراقيين، بالاضافة الى العتبات المقدسة في البلدين والحوزات العلمية ومراجع الدين والشعائر الحسينية وفي مقدمتها زيارة الاربعين، كلها عناصر قوة يمكن في حال توظيفها ان تحول ايران والعراق الى "عملاق" يفرض نفسه كرقم صعب في الاقليم والعالم، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وحتى عسكريا.

انتصار الثورة الاسلامية في ايران، وسقوط طاغية بغداد، ساهما في توفير الارضية لنهوض "العملاق الايراني العراقي"، بعد ان ازاح الشعبان الايراني والعراقي كل العقبات التي كانت تحول دون تقاربهما والانتقال بعناصر القوة الموجودة في العلاقة بينهما من القوة الى الفعل، وبانت مفاعيل هذا الانتقال في وقوف ايران بالمال والرجال والسلاح الى جانب الشعب العراقي عندما تعرض لغزو جحافل الظلام الوهابية المدعومة من ايتام النظام الصدامي، وبإشراف امريكي "اسرائيلي" سعودي واضح.

لا يحتاج المرء ان يكون خبيرا بالسياسية وضليعا في التحليلات الاستراتيجية، ليدرك اهداف اللعبة التي تجري في العراق حاليا، والمتمثلة بركوب الثلاثي الامريكي "الاسرائيلي" السعودي موجة الاحتجاجات الشعبية، عبر تجنيد مرتزقة السفارات والبعثية والدواعش وبعض المغرر بهم، لرفع ذات الشعارات البعثية الداعشية العنصرية والطائفية المقززة، والقيام بسلوكيات اجرامية، تجاوزت كل الخطوط الحمراء للشعب العراقي ، مثل الاساءة الى الاسلام والشعائر الحسينية والى مراجع الدين والاعتداء على المتظاهرين وقتل ابطال الحشد الشعبي واضرام النار في الاضرحة والقنصليات الايرانية، فهدف اللعبة واضح، وهو دق اسفين بين الشعبين الايراني والعراقي، ومنع اي تقارب بينهما، خدمة لمصالح الثلاثي المشؤوم.

التحالف الثلاثي البائس، ما اسرع ما فضح نفسه ومخططه ، عندما دس مرتزقته بين المتظاهرين السلميين، ورفعهم شعار "ايران بره بره"!، في محاولة للايحاء انه شعار "عراقي"، الامر الذي كذّبه تصدي الايرانيين والعراقيين المشترك لعصابات "داعش" الوهابية والعصابات البعثية ومرتزقة السفارات، كما كذبّته في زيارة الاربعين، عندما استقبل العراقيون نحو 5 ملايين زائر ايراني على مدى 20 يوما، فباتوا في بيوتهم واكلوا من على موائدهم، ولم ير الايرانيون من العراقيين الا كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، لم تسجل اي حادثة خلال زيارة الاربعين رغم توافد نحو 20 مليون زائر عراقي وايراني ومن جنسيات اخرى الى كربلاء المقدسة. تُرى من اين جاء شعار "ايران بره بره" اذا؟، انه شعار مرتزقة التحالف الامريكي "الاسرائيلي" السعودي البائس.

رغم كل الحاقدين من "دواعش" وبعثيين ومرتزقة السفارات، فإن "العملاق الايراني العراقي" لن يعود الى قُمقم الانظمة الشوفينية والعنصرية الحاقدة مطايا الغرب وامريكا مرة اخرى، وسيقبر كل احلامهم، واعادة الزمن الى الوراء، فالحسين وكربلاء ربطا الايرانيين والعراقيين بوشائج اقوى من الدم.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP