آفاق السلام في اليمن في ظل التعنت السعودي
اطلاق سراح عدد من اسرى الجيش واللجان الشعبية من قبل السعودية قد يكون الخطوة الاولى في اطار بناء الثقة التي يتوجب على الرياض تقديمها من اجل احلال السلام وايقاف عدوانها على اليمن لكن العملية المذكورة بإجماع اليمنيين عملية منقوصة وغير كافية.
تزايدت في الاونة الأخيرة الاخبار والتاكيدات عن وجود مفاوضات ومحادثات سرية بين الجانب اليمني والسعودي في سلطنة عمان من اجل الوصول الى تفاهمات لايقاف العدوان السعودي الاماراتي واحلال السلام وصاحب هذه الاخبار والتكهنات تصريحات سعودية وغير سعودية عن نية الرياض ايقاف الحرب وترك اليمنيين لتقرير مصيرهم وقد سبق هذا المحادثات تهدئة معلنة من الجانب اليمني وغير معلنة من الجانب السعودي في جميع الجبهات ويقاف الهجمات الصاروخية التي تستهدف العمق السعودي غير ان الجانب اليمني ظل يؤكد على استمرار التصعيد السعودي في الغارات الجوية وسقوط العديد من الضحايا المدنيين، وبقي يصر اليمن على ضرورة ايقاف غارات العدوان ورفع الحصار من أجل ايجاد ارضية قابلة للنقاش وجمع المتحاربين على طاولة واحدة وبشكل مباشر.
المفاوضات او المحادثات التي تجري في مسقط حسب العديد من المراقبين وان لم تكن علنية الا انها تعتبر تراجعا سعوديا عن التصعيد والتشدد الذي كانت تبديه السعودية واصرارها على عدم الجلوس للتفاوض مع حركة انصارالله وتنصلها من اي حوار او تفاهمات قد تفضي الى وقف العدوان وايجاد حلول سياسية للازمة الداخلية باليمن باعتبارها غير معنية باي مفاوضات او تفاهمات، الا ان صمود اليمنيين الطويل والضربات العسكرية الموجعة أجبرت الرياض على ما يبدو على مراجعة حساباتها والنزول عن الشجرة لتقرر في النهاية القبول بالجلوس مع الوفد الوطني اليمن والقبول بالمفاوضات المباشرة لايجاد حلول عملية في اطار وقف الحرب والمصالحة الداخلية.
السعودية وفي اطار عملية بناء الثقة والرد على المبادرات التي اطلقها انصارالله سابقا خاصة اطلاقهم للمئات من الاسرى من بينهم سعوديون تقدمت هي الاخرى ولو بعد تاخير كبير باطلاق عدد من الاسرى اليمنيين واعلانها قبولها برفع بعض القيود عن مطار صنعاء الدولي. وقد رحب الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الاعلى بهذه الخطوة داعياً إلى المزيد من هذه المبادرات الإيجابية، ومواصلة العمل على تحقيق التقدم في هذا الملف وغيره من الملفات الإنسانية كما شدد على الى ترحيب اليمن بأي مفاوضات جادة تفضي إلى إعلان وقف الحرب والدمار ورفع الحصار وإنهاء التواجد العسكري الأجنبي في الأراضي اليمنية مضيفا أن الاستمرار في الحرب والحصار سيفضيان بالمنطقة إلى مخاطر كبيرة سيكون من الصعب احتمالها محذرا من خطورة القفز على الواقع والمتغيرات والتحولات على المستوى المحلي والإقليمي.
ويرى العديد من اليمنيين ان السعودية وبدعم امريكي لازالت تراوغ في مواقفها وغير جادة في انتهاج عملية السلام ففي الوقت الذي يصرح مسؤولوها عن نيتهم ايقاف الحرب واختيار الدبلوماسية طريقة للوصول للحلول في اليمن وجلوسهم على طاولة المفاوضات في مسقط وغيرها بشكل مباشر او غير مباشر مع الوفد اليمني الا ان تصعيدها وغاراتها القاتلة لازالت مستمرة ولم تتوقف عن استهداف المدنيين في اليمن وفي احدث جريمة انسانية استشهد خمسة اشخاص جراء قصف مدفعي وصاروخي سعودي استهدف مديرية منبة الحدودية بمحافظة صعدة كما استشهدت طفلة وأصيب عدد من أفراد أسرتها بنيران مدفعية الغزاة والمرتزقة في محافظة الحديدة. وتمثل هذه الجرائم والعمليات مراوغة سعودية تثبت عدم جديتها في احلال السلام وتوقفها عن قتل اليمنيين والتدخل في بلادهم.