واشنطن واكاذيب السلام في اليمن
تزايدت في الاونة الاخيرة التصريحات الاميركية عن نية واشنطن اجراء محادثات او مفاوضات مع حركة انصارالله من اجل ايقاف ما اسمتها الحرب في اليمن وايجاد حلول سياسية للازمة الداخلية في البلاد لكن هل تريد واشنطن بالفعل سلام حقيقي في اليمن؟ ام مجرد شعارات انتخابية ولعب علي اوجاع اليمنيين؟
التصريحات الاميركية بشان نية واشنطن تبني عملية للسلام باليمن تكررت حيث اكدت فتح قنوات مع انصار الله لبحث هذا الموضوع وكان اخر هذه التصريحات ما اعلنه مساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأدنى ديفد شينكر الذي قال خلال زيارته للسعودية أنّ بلاده تُجري محادثات مع "الحوثيين بهدف إيجاد حل مقبول من الطرفين للنزاع" حسب توصيفه. وأوضح شينكر في تصريحات للصحفيين "أن تركيز الولايات المتحدة ينصب على إنهاء الحرب في اليمن" مضيفا "ان بلاده الان تعمل على إيجاد حل للنزاع يكون مقبولاً من الطرفين"
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أفادت في تقارير صحفية قبل ايام بأن الولايات المتحدة بصدد الإعداد لمحادثات مباشرة مع انصارالله كما ذكرت مصادر صحفية اميركية نقلا عن المبعوث الاممي الى اليمن مارتن غريفيث قوله ان واشنطن تبحث تقديم خطة سلام للحرب في اليمن وانها تدعم جهوده التي يبذلها لانهاء الحرب وايجاد حلول سياسية للازمة.
ويرى العديد من المراقبين ان التحرك الاميركي هذا ياتي بعد تكثّيف الجيش واللجان الشعبية اليمنية في الأشهر الأخيرة ضرباتهم الصاروخية وبطائرات مسيّرة ضد السعودية واستهدافهم مواقع حيوية واستراتيجية في العمق السعودي وقد ناقش الاميركان الوضع مع السعوديين خلال زيارة خالد بن سلمان الى واشنطن خلال الايام القليلة الماضية وذكرت مصادر اميركية ان ابن سلمان ابدى رغبه في ايقاف العدوان على اليمن وطلب من ادارة ترامب المساعدة في ذلك.
ويرى اليمنيون ان الولايات المتحدة الاميركية شريكة في الحرب بل هي من تقودها وان اعلان العدوان على بلادهم جاء من قبل السعوديين من داخل واشنطن عام 2015 ولن يتوقف العدوان الا من داخل واشنطن غير ان العديد من القوى السياسية وعلى راسهم انصارالله لا يثقون بالاميركان والمفاوضات معهم باعتبار واشنطن طرفا مهما ضمن الدول المشاركة بالعدوان كما ان واشنطن عملت طول الخمس السنوات الماضية على المراوغة السياسية والعمل على تشديد الحرب والحصار على اليمن لما لهذه الحرب من فؤائد اقتصادية وعسكرية لواشنطن من اجل تحقيق المزيد من الصفقات التجارية والاقتصادية مع السعودية والامارات.
التحرك الجديد من قبل ادارة ترامب ليس هو الاول من قبل واشنطن حيث أجرى مسؤولون أميركيون وفي مقدمتهم وزير الخارجية السابق جون كيري اتصالات سابقة مع الاطراف اليمنية وسعت ادارة الرئيس السابق باراك اوباما تسويق خطة لايقاف الحرب سميت في ذلك الوقت بخطة كيري لكنها سرعان ما انهارت ولم تصل الى طريق كما ان الاميركان لم يهتموا بها او يسعوا الى بلورتها واخراجها بشكل جيد وكانت النية الاميركية في ذلك الوقت تدعم استمرار الحرب والحصار.
وقد اعرب انصار الله عن تحفظهم وتشكيكهم حول المساعي الاميركية الجديدة وقال عضو الوفد المفاوض عبد الملك العجري إنه في حال ذهاب حكومة صنعاء إلى مفاوضات مع الولايات المتحدة، فإن ذلك سيكون باعتبارها جزءا من الحرب على اليمن مشددا ان اليمنيين في صنعاء ينظرون إلى الدعوات التي أطلقتها أميركا للحوار بنوع من الريبة، ويشكّون في جديتها، مشددا ان التصريحات الاميركية قد تكون لدوافع انتخابية او لخلط الاوراق في المنطقة وحمّل الولايات المتحدة المسؤولية القانونية والأخلاقية عن العدوان على اليمن وما يرتكب في حق اليمنيين من جرائم. مؤكد إن أميركا ترى في استمرار العدوان على اليمن مصدرا للتمويل من خلال صفقات السلاح.
وقد اطلق ناشطون يمنيون على منصات التواصل الاجتماعية حملة اعلامية تبين دور الولايات المتحدة الاميركية في حرب اليمن تحت وسم اميركا ضد السلام وشدد الناشطون ان التصريحات الاميركية مجرد مناورة ودعاية وتبييض لوجه اميركا وان واشنطن ضد السلام باليمن وليس معه مطالبين بتحرك دولي لاجبار السعودية وحليفتها اميركا بالسلام وانها الماساة اليمنية التي تعتبر هي الاكبر في العالم بحسب تقارير الامم المتحدة.