المرجعية ومواقع التواصل.. ضوابط وحدود
المرجعية الدينية كعادتها في التوجيه تسلط الضوء على بعض السلبيات في المجتمع ، وتضع الحلول المناسبة، وهي بذلك تستشعر المسؤولية تجاه المجتمع العراقي ، الذي دخل في نفق مظلم أسمه شبكات التواصل.
دون أي ضوابط شرعية لاستخدامها، فجعلتها منصة إتهام وتسقيط لنشر الأكاذيب والأخبار الملفقة الى جانب الصور المفبركة والتي لايراعي ناشرها حرمة للشخصيات أو للناس دون وجه حق، بل وتعدى ذلك الى نشر الأخبار المفبركة ضد المجتمع العراقي عموماً، وتصويره على أنه مجتمع منقسم والسعي لترويج الطائفية بين أبناء البلد الواحد، والافكار الظلامية والفكر البعثي الفاسد الذي أحرق الحرث والنسل في البلاد.
خلال خطبة صلاة الجمعة من الصحن الحسيني المطهر بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي، دعت المرجعية الى الاستخدام الامثل لمنظومة النشر الالكتروني كالفيس بوك وتويتر وغيرها،خصوصاً وأنها سلاح ذو حدين، ومع انتشار هذه الوسائل واهميتها فانها قد تتحول الى نقمة لها ضرر كبير على الامن الاجتماعي والوطني، كما ان المرجعية الدينية وضعت معايير الاستفادة من المنظومة الالكترونية هو التفكير والتأني والتدبر بعاقبة ما ينشره الفرد، وما ينعكس من ضرر من هذا النشر، لانه قد يضر بالآخرين ولايمكن حذفه بعد أن ينتشر الى الملايين وبعدها لا ينفع الندم.. لذلك على المتدين الواعي ان يضع الضوابط لنفسه في عملية النشر، وان يتامل جيداً فيما ينشر، وهل هذا النشر فيه ضرر لشخصيات أو مكونات او مذاهب؟
أشارت الخطبة بوضوح الى ضرورة التاكد من المعلومة قبل نشرها، وان كانت نافعة وفيها خدمة للمجتمع فلابأس بنشرها، لان النشر غير المنضبط كالرصاصة الطائفية أو القنبلة التي أخطات الهدف قد تقتل الاخ والصديق والمحب وقد تهتك حرمات الناس، وتؤذي مجتمعا بأكمله وتقتل العشيرة والاهل أو الامة باكلمها، لان مثل هذه المواقع مليئة بالآراء والتحليلات ربما قد يكون مصدرها مجهولا وبعناوين براقة وربما من اناس ضالين وفاسدين.
كما أكدت على القارئ والمتابع ان يتاكد ويتثبت الاخبار ومدى صدقيتها وهل هي حق ام باطل، وعدم الاضرار بالآخرين من خلال هذا النشر والابتعاد عن الكذب والبهتان على الآخرين، كما انه ليس حجة شرعية في المحاججة العلمية، وقد يؤدي هذا النشر الى الفتنة بين المجتمع عموماً .
المرجعية الدينية اكدت كذلك على ضرورة عدم نشر أي شي ياتي صحيحاً، فبعض الاحيان قد يؤدي نشر الاخبار رغم صحتها الى إحداث فتنة بين الناس وخصوصاً الطوائف والاديان والقوميات، ما يعكس الخطر على تماسك المجتمع عموماً، لان قد تكون بعض المعلومات والصور صحيحة ولكن نشرها إذا أدى الى فتن ينبغي التوقف عن النشر، لانها تسبب ضرراً بليغاً بمكونات المجتمع العراقي.
أكدت المرجعية ضرورة أن يكون الفرد نافعاً في مواقع التواصل الاجتماعي الى وسائل سب وشتم لجميع هذه المكونات، والحذر من عملية الابتزاز التي يمارسها البعض على مواقع التواصل لايقاف نزعاته الشريرة ونزواته الشيطانية، مما يؤدي الى هتك أعراض الناس وخصوصياتهم.
التاكيدات التي جاءت من قبل المرجعية الدينية العليا تطلق جرس الانذار في ضرورة أن تستشعر الحكومة مسؤوليتها امام مثل هذه السلبيات، وتأخذ دورها في حفظ كيان المجتمع من التمزق، والوقوف بوجه هذه الخروقات الخطيرة، كما ينبغي على جميع مؤسسات المجتمع المدني أن يكون لها الدور الرئيسي في الوقوف بوجه هذه المواقع ومتابعة أصحابها وملاحقتهم قانونياً، ونشر التوجيهات الطرقية والتأكيد على ضرورة عدم تصديق الاخبار الكاذبة، والدقة في عملية النشر، وأن الحفاظ على مكونات المجتمع العراقي هو خط احمر لاينبغي تجاوزه، والحفاظ على حرمات الناس وخصوصياتهم وتماسك المجتمع عموماً .