قبل 6 سنە
ربى يوسف شاهين
466 قراءة

مَن يخطف الأضواء في سوريا... روسيا أمْ تركيا؟

 

من المعلوم يا سادة أن أدوات الحرب سابقاً بدائية، بالرّمح والسيف والخيْل، ومن ثم تطوّرت تلقائياً لتصبح بالدبابات والطائرات والبوارج، وحتى هنا هذا طبيعي، ولكن في سوريا أُضيف إليها القَتْل والذَبْح والحَرْق، ولا ننسى الأسلحة المحظورة واستخدام الكيماوي.
من المؤكّد بأنه وبعد الانتصارات الميدانية التي حقّقها الجيش السوري، كان لابدّ من أن تكون هذه الانتصارات واقعاً سياسياً، فللميدان الكلمة الفصل في أية مباحثات سياسية، وعليه كانت قمة سوتشي التي جمعت بوتين وأردوغان ترجمة حقيقة لسلسلة مُتكامِلة من الانتصارات العسكرية، هذه القمّة التي جاءت بمخرجاتها لتقديم الحل السياسي على العسكري، مع إعطاء تركيا فرصة ذهبية لتفكيك الفصائل المسلّحة وجذبها إلى مسار التسويات، إضافة إلى سحب السلاح الثقيل وتجميع الإرهابيين في شريطٍ جغرافي.
المُتابع قد يطرح عدداً من الأسئلة والتي تتمحور حول قُدرة تركيا على ترجمة الفرصة الروسية، إضافة إلى مدى استجابة الفصائل المسلّحة لمضمون الاتفاق والاستجابة للداعِم التركي، لكن السؤال الأهم، هل ستتمكّن تركيا من الإيفاء بالتزاماتها تُجاه ما تعهَّدت به؟، نعتقد وبناء على ما رَشحَ من قمّة سوتشي أن الحل العسكري قادم لكن تم تأجيله وفق مُقتضيات المسارين السياسي والعسكري، ولا ننسى بأن رغبة الدولة السورية تجنيب إدلب أي عمل عسكري إنْ كان هناك أفق للحل للمسار السياسي.
بالتالي ووفقاً لِما سبق، سيكون لتركيا دور في العملية السياسية في سوريا، وإن نكثت بوعودها فالخطة العسكرية جاهزة للتطبيق العمَلي، وبكل الأحوال مبدئياً قد تم سحب الذرائع من يد أميركا، وستتوقّف الماكينة الإعلامية الغربية عن بثِّ سمومها تجاه العملية العسكرية المُرتقَبة في إدلب، وفي هذا وضمن إطار الاستراتيجية الروسية السورية إعادة ترتيب الأوراق على المستويات كافة، ريثما يتم انتهاء المهلة الزمنية الممنوحة لتركيا، وضمن سوتشي أيضاً وفي إطار التفاهمات الروسية التركية، سيتم ترحيل 5000 إرهابي من منطقة التنف الخاضعة للأميركي إلى مناطق سيطرة درع الفرات شمال حلب، وحسب التسريبات أيضاً سيتم تفكيك مخيم الركبان والذي يُعتَبر الخزّان الرئيس للمسلّحين التابعين لجماعة داعش الإرهابية.
يبدو أن تفاهمات الروس والأتراك أزعجت الأميركي وأدواته في المنطقة،  فبعد اجتماع الرئيسين بوتين وأردوغان وبساعاتٍ قليلة، ردّت إسرائيل  ومعها ضمنياً (أميركا وبريطانيا وفرنسا)،على الاجتماع بـ 28صاروخاً، على مصنع للصناعات التقنية في اللاذقية، إضافة إلى بعض النقاط العسكرية السورية، والحجّة طبعاً "مواقع مشبوهة" إما تقوم بتخزين مواد سامة أو تصنعها، أو تقوم بتصنيع أسلحة بمساعدة الإيرانيين، وعلى الرغم من تحذيرات موسكو للولايات المتحدة وحلفائها من الخطوات الخطيرة الجديدة في سوريا، على خلفيّة تهديدات غربية بالردّ على استخدام دمشق للأسلحة الكيمائية في سوريا، كانت قد أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" في بيانٍ إلى أن الحكومة السورية تواجه في الأزمنة الأخيرة وابلاً من التهديدات، بزعم خطط دمشق لاستخدام السلاح الكيمائي في محافظة إدلب، وذلك رغم تأكيد الأمانة الفنية لمنظّمة حَظْر الأسلحة الكيميائية على إتلاف الترسانة الكيميائية السورية تحت إشراف دولي.
العدوان كان كارثياً بالنسبة "لإسرائيل"، حيث مع انقشاع غبار العدوان  تبيّن ان المصاب كبير، وأن المُضادّات الدفاعية السورية أسقطت الطائرة الروسية "إيل20"، بعد تمويه إسرائيلي مُتعمَّد . وفي تصريح للواء "إيغور كوناشينكوف" إن من غير الممكن ألا تكون وسائل مراقبة الطيران الإسرائيلية قد رأت الطائرة الروسية نظراً لأنها اتّجهت للهبوط من ارتفاع 5كم ورغم ذلك نفّذوا الاستفزاز عمداً".
الأيام القادمة ستكون حُبلى بالتطوّرات، سواء لجهة التفاهم الروسي التركي في سوتشي، والاستفزاز الإسرائيلي الذي كانت نتيجته إسقاط الطائرة الروسية، لننتظر التطوّرات القادمة.

d.h

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP