قبل 4 سنە
حكم أمهز
256 قراءة

محور المقاومة ينتقل من الدفاع الى الهجوم

 

كيفما قلبت الاجراءات الامريكية في الحظر والعقوبات والحصار والملاحقة، لا يمكن الا ان تسميها حروب تشنها الولايات المتحدة الامريكية وحلفاؤها دفعة واحدة ضد شعوب ايران ومحور المقاومة.
ربما تعتبر واشنطن هذه الحروب اقل كلفة عليها، في مواجهة اشرس خصم لها، الا ان الواقع قد يثبت عكس ذلك لاحقا.
فالحروب الاقتصادية والاعلامية والنفسية والالكترونية والامنية والتكفيرية وغيرها … تواجه من قبل المحور، بالقدر الممكن الذي استطاع حتى الان هزيمة الاهم من اهدافها، وعلى راسها، اسقاط النظامين الايراني والسوري، وتقسيم سوريا، واخضاع اليمن والعراق ولبنان لهيمنة الامريكيين وحلفائهم، وصولا الى سحق الحرب التكفيرية الارهابية التي حُركت ضد المحور..
ولكن بالرغم من ذلك فان المحور، يعاني استنزافا من هذه الحروب المكلفة، ويقدر ان مواصلتها، غير مضمونة النتائج في المراحل اللاحقة، بمعنى ان الاستنزاف يجري في مكان وزمان يجره اليه العدو، ويحاول اضعافه شيئا فشيئا، في اطار حرب استنزاف، تمهيدا للانقضاض عليه.
لذلك يبدو ان القرار اتخذ في محور المقاومة بتغيير قواعد اللعبة، وبدأ العمل وفق معادلة ان الحرب العسكرية اقل خطرا بنتائجها من حروب الاستنزاف الامريكية هذه، وانتقل المرحلة من دفاعية الى هجومية… برزت معالمها واهدافها بالتالي..
في المعالم، فان ارسال ايران الناقلات النفطية الى فنزويلا برغم المخاطرة الكبرى المحدقة بهذه العملية تشير بشكل واضح الى ان طهران كانت مستعدة لاي احتمال بما فيه احتمال الحرب العسكرية، نتيجة اي اعتداء كان قد يتجرأ الامريكي على القيام به ضد الناقلات.. وبحسب المعلومات، فان القيادة الايرانية درست قرارها بدقة، ووزعت المهام على اجهزتها المختصة، انه في حال تعرضت الناقلات لاي اعتداء، فان الرد جاهز ومتخذ ومحدد، لقوة القدس في الحرس الثوري الاسلامي حصة الاسد فيه.
الامر الاخر، هو ان وصول الى ايران الى ما يمكن تسميته بالحديقة الخلفية للولايات المتحدة اي فنزويلا الواقعة في امريكا اللاتينية، له ابعاده الامنية والعسكرية في اي معركة قد تحدث لاحقا بين واشنطن واطراف محور المقاومة.
القيادة الايرانية وحلفاؤها ، لن تتخلى عن دعم سوريا هو قرار اتخذ في مواجهة ما يسمى بــ”قانون قيصر” ، وهي لن تألو جهدا في ايصال المساعدات من مواد غذائية ودوائية الى الشعب اليمني المحاصر من قبل الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا واتباعهما في المنطقة وعلى راسهم السعودية. حیث يمنعون وصول سفن النفط والمواد الغذائية والدوائية الى الیمن بما يهدد حياة السكان خصوصا الاطفال الذين يعانون من امراض ونقصا في الحليب، والمرضى الذين بدأت امكانيات المستشفيات تعجز عن معالجتهم بسبب نقص المشتقات النفطية والادوية.
وبالتالي على ما يتوقع هو انه خلال فترة قصيرة، فان سفنا ايرانية محملة مواد غذائية ودوائية ستتوجه نحو سوريا واليمن… غير مكترثة لما قد تتعرض له من مخاطر من قبل امريكا..
الشعب اللبناني بدوره، يتعرض لعقوبات امريكية اصابت اقتصاده بمقتل، والهدف هو محاولة استخدام آلية تجويع اللبنانيين، كورقة ضغط ضد حزب الله الذي يشكل حجر عثرة امام المشاريع الامريكية في لبنان والمنطقة..
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، اكد ان هناك معادلات جاهزة للرد، وقال في نهاية المطاف إذا توهّم الأميركي أن “السلاح سيبقى صامتاً” مهما بلغت الأزمة الاقتصادية من مراتب، فهو واهم، لأن معادلة أمن الكيان في الميزان والميدان ستكون الوجهة التي تغيّر المعادلة.
وعندما نعلم ان توصيف السيد نصر الله هو المتحدث باسم محور المقاومة الذي بات ذو “موقف وجغرافيا واحدة ” كما اعلن سابقا، يمكن ان ندرك من خلال تهديده بان معادلة الحرب باتت على الابواب ان استمر الامريكي في تجويع شعوب المنطقة..
اذن الحروب الاقتصادية الامريكية ضد محور المقاومة، بلغت اوجها، مستغلة جائحة كورونا بتداعياتها، اي ان واشنطن لم تراع ازمة كورونا الانسانية بل استغلتها كورقة ضغط لتحقيق اهدافها بعد ان عجزت عن تحقيق هذه الاهداف عسكريا وامنيا وعقوباتيا وغيرها..
في المقابل، اهداف محور المقاومة بات محددة وتتمثل:
في التركيز على نقاط ضعط الامريكي في المنطقة وعلى راسها قواعده العسكرية الواقعة تحت مرمى الصواريخ التي ستهطل مطرا عليها ( بحسب ما يؤكد قادة المحور)

اخراج القوات الامريكية في المنطقة قرار للمحور، باعتبار هذه الوجود، سببا لعدم الاستقرار وزعزعة الامن واحداث الفتن بين دول المنطقة وعرقلة لتطورها ونموها وتقدمها.. وبالتالي فان الثأر للشهداء قاسم سليماني وابو مهدي المهندس ورفاقهما، حدد بطرد هذه القوات من المنطقة..

الكيان الصهيوني، نقطة ضعف امريكية اخرى، ومع اي حرب، سيكون الكيان تحت رحمة نيران المقاومة من كل الجهات..

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الاشراق وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً

 

 

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP