قبل 5 سنە
اسامة الشيخ
262 قراءة

هل ينبغي على السودان التعويل على وعود واشنطن؟!

كشف رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك عقب عودته من واشنطن الاسبوع المنصرم ، عن وضع الولايات المتحدة الأمريكية 7 شروط، عند بدء التفاوض بخصوص إزالة أسم السودان من قائمة الإرهاب، لافتًا إلى أن المسألة تتعلق الآن بقضية واحدة فقط.

حمدوك قال انه تم الاتفاق حول المسألة المتعلقة بتوصيل الإغاثة، حقوق الإنسان، الحريات الدينية، العلاقة مع كوريا الشمالية، البدء بشكل جاد في علمية السلام بالسودان.

واضاف انه تبقى امران، الاول هو التعاون في مجال مكافحة الارهاب والثاني هو دفع تعويضات لضحايا امريكيين لقوا حتفهم في انفجار سفارتي بلادهم في نيروبي ودار السلام في العام 1998.

بخصوص الموضوع الاول قال حمدوك ان رئيس جهاز المخابرات السودانية الذي رافقه خلال زيارته لواشنطن ابوبكر دمبلاب عقد اجتماعا مهما مع وكالة الاستخبارات الاميركية وتوصل الى نتائج مرضية اما بخصوص الموضوع الثاني اي دفع التعويضات فلازالت هناك مشاورات واجراءات يجب ان تتخذ.

موضوع التعاون في مجال مكافحة الارهاب او مسمار جحا كما يحلو لي ان اسميه دائما هو الذريعة التي طالما اعتمدت عليها الادارات الاميركية المتعاقبة للتدخل في شؤون الدول الاخرى ونهب ثرواتها والامثلة على ذلك كثيرة بدء بافغانستان مرورا بالعراق والان سوريا ثم محاولة زعزعة الاستقرار في فنزويلا وبعض دول اميركا اللاتينية .

العلاقات بين الدول دائما ما تبنى على مبدأ المصالح المشتركة الان ان الولايات المتحدة ولاسيما في عهد الرئيس الامريكي دونالد ترامب والذي تبنى شعار "امريكا اولا" خلال حملته الانتخابية، اضافة الى خلفيته التجارية وماشاهدناه خلال تعامله مع اكثر حلفائه في المنطقة وعلى رأسهم العربية السعودية لايبشر بخير. فهو يمارس سياسات ابتزازية الى ابعد حد اي ان قاعدة المصالح المشتركة التي تستند عليها العلاقات الدولية عرجاء بالنسبة لترامب فهو لايقدم شيء بلامقابل ، ومقابل في الغالب الاعم يعادل عشرات اضعاف الخدمات التي سيقدمها .

هنا اريد ان اشير الى انه لايجب الاعتماد على الادارة الاميركية فقد اثبتت التجارب انها غير مأمونة وقد ادارات ظهرها لكل حلفائها في المنطقة واكراد سوريا خير مثال على ذلك فقد استخدمتهم الادارة الاميركية كورقة ضغط لمدة وحينما استنفدت هذه الورقة صلاحيتها رمت بها في القمامة وتركتهم لمصيرهم المحتوم .

بالنسبة للوضع في السودان فالازمة الاقتصادية خانقة والعقوبات الاميركية اثقلت كاهل الحكومة والمواطن والموارد رغم كثرتها لايمكن استغلالها بشكل جيد فالاسواق والبنوك العالمية موصدة في وجه السودانيين ، حكومة حمدوك وجدت نفسها في موقف حرج ومضطرة للعمل على رفع هذه العقوبات الجائرة ولكن يجب عليها توخي الحيطة والحذر اللازمين وعدم الركون الى وعود وردية من نظام رأسمالي لايعرف سوى لغة الارقام . فالولايات المتحدة تعرف جيدا بموقع السودان الاستراتيجي، وهى ترى دائما أن العلاقات مع السودان تشكل لها بوابة في العلاقات مع العديد من الدول الإفريقية والدول العربية المطلة على البحر الأحمر، اضافة الى ان واشنطن تسعى بشكل دائما لتقليص النفوذ الصيني بشقيه الاقتصادي والسياسي في هذا البلد وهي الان في موقع فرض الشروط والسودان في موقع ضعف مايعني انه ربما اصبح في المستقبل القريب احد ساحات المعركة التجارية المشتعلة بين واشنطن وبكين

اذا اخذنا بالاعتبار عدم التزام الادارة الاميركية الحالية بالاتفاقات والمعاهدات الدولية وخروجها غير المبرر من اتفاقية المناخ والاتفاق النووي مع ايران نرى انه لايمكن التعويل كثيرا على واشنطن في حل مشاكل هذا البلد المثقل بالجراح وكان الاجدر بحكومة الثورة ان تعيد حساباتها ولا تلقى كل البيض في سلة واشنطن والاهتمام اكثر بالعلاقات مع دول الجوار الافريقي والعربي ومحيطها الاسلامي.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP