الجولة الخارجية الأولى لهنية، ما بين المُعلن والمستور
مايو ٢٠١٧ تاريخٌ انتُخب فيه اسماعيل هنية رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس ومنذ ذلك الوقت لم تطأ أقدامه خارج القطاع المحاصر سوى لجمهورية مصر العربية التي كان يحتاج لقرار منها حتى يغادر في جولته الخارجية .
تعددت الذرائع التي كان بموجبها يُمنع من تلك الجولة ولكن في ظل غياب معلومات مؤكدة من الحركة عن سبب المنع سيبقى التفسير الأقرب إلى الواقع أنه أسلوب من الضغط على الحركة للقبول بشيء ما .
أياً تكن الأسباب فإن تحليق الطائرة برئيس المكتب السياسي لحماس تعني أن الحواجز قد زالت من امامه على الأقل لزمان ومكان محدد فمصر لا يختلف اثنان على تأثيرها في قطاع غزة والقضية الفلسطينية بشكل عام سواء كراعية لتفاهمات كسر الحصار أو كوسيطا ما بين السلطة وحركة حماس في ملف المصالحة والأهم أنها تربطها ملفات أمنية مع حركة حماس تتعلق بضبط الحدود والتعاون الأمني في سيناء، ولذلك فقد بحث الطرفان التطورات السياسية التي تشهدها القضية الفلسطينية في ظل القرارات الأمريكية والاسرائيلية المتسارعة، خاصة فيما يتعلق بالقدس واللاجئين والاستيطان وضم الأراضي وقضية الأسرى، الأمر الذي يعقد فرصة الوصول لحل قريب، كما تم بحث ملف المصالحة والانتخابات وإمكانية التوافق على موعد قريب، كلها محاور أعلن رسميا عن تناولها ولكن ما يمكن تسليط الضوء عليه هو ما رشح من حديث عن امكانية وجود تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال والاشارة من بعض المصادر أنه طرح التوصل لهذه الهدنة الطويلة قد يكون الوجه الآخر لتطبيق صفقة ترامب، وسواء أكان هذا الملف قد تم طرحه خلال زيارة القاهرة ما بين حركة حماس والجانب المصري أو لا فإن الثابت حتى الآن هو رفض فصائلي معلن من حركة الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية ومختلف الفصائل وهو ما لايمكن لحركة حماس أن تتجاوزه، أما خارج أسوار المحروسة وبعيدا عن تلك الملفات فقد حلق السيد اسماعيل هنية لتحط أقدامه أرض اسطنبول لينطلق من هناك في جولة هي الأولى منذ توليه منصبه، البداية كانت باستقبال واسع له من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس الذين من المتوقع أن يستغلوا وجود رئيس مكتبهم لعقد اجتماعات مكثفة فيما بينهم لبحث الأوضاع الراهنة لاسيما ما يتعلق بوحدة القرار داخل الحركة والثبات على الموقف في ظل ما تتعرض له الحركة من ضغوطات سواء مالية أو سياسية، أما المحطة التالية فستكون مشاركة هنية في منتدى كوالالمبور الذي سيعقد بالعاصمة الماليزية على هامش القمة الإسلامية المقرر عقدها في الـ18 من ديسمبر الجاري وتستمر حتى الـ21 من الشهر نفسه حيث سيجتمع فيها زعماء 5 دول وهي ماليزيا وتركيا وباكستان وإندونيسيا وقطر وهذه ستكون فرصة لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة وسبل تخفيف الحصار، وقد لا ينتهي الأمر في ماليزيا فمن المتوقع أن يحاول رئيس المكتب السياسي لحماس أن يستثمر وجوده خارج غزة لزيارة كل المحافل التي يمكن أن تشكل داعما للقضية الفلسطينية بشكل عام ولقطاع غزة بشكل خاص لاسيما في ظل استمرار الحصار لأكثر من ١٢ عاما .