نقطة من بحر التهديدات “المصطنعة”
ان الحروب الاعلامية الامريكية التي تقوم بها هنا وهناك انما هي انعكاسات لواقع تدخلاتها في العديد من الدول مثل فنزويلا وتصريحات وزير خارجيتها بومبيو في احتمال التدخل العسكري اصبح وارداً والتهديد للجمهورية الاسلامية الايرانية واتهامها بدعم الارهاب ولا شك ان مثل هذه التصرفات تؤدي بالضرر على كل القيم الانسانية وخلاف لكل القوانيين والقرارات الدولية وتزيد من الازمات التي ابتليت بها الكثير من هذه العواصم واخرها التفجيرات الاخيرة التي حدثت في الفجيرة (الامارات ) لتزيد النار حطباً والتي لاشك تقف ورائها المخابرات الاسرائيلية والامريكية ( نقطة من بحر التهديدات المسطنعة) من اجل اشعال نار الفتنة في المنطقة وتوجه الاتهامات لبعض الدول فيها والتواجد الحربي من سفن و خواصات وناقلات طائرات الامريكية وتحرشاتها تجعل العالم على حافة حرب و تجرالى الهاوية والويلات اذا ما صارت حقيقة.
الواقع أن الإدارة الأمريكية الحالية تحاول تمرير ما أمكنها من قرارات عبر الضغط على دول الاتحاد الأوروبي وتهديد هذه الدول بالعقوبات، تلوالعقوبات وحتى الصين التي دخلت معها في صراع الماليات والضرائب على الواردات والتي تبلغ 300 الف مليار دولار ومحاولات التراضي رغم المحادثات المستمر بين الطرفين التي لم تصل الى نتيجة حتمية وروسيا ايضاً لم تنجوى منها ولكن لم تستطيع واشنطن الى هذه اللحظة قلب الموازين لمصلحتها لا عبر الأزمة السورية ولا التدخل في الشأن العراقي و اللبناني ولا حتى في الداخل الفلسطيني الذي أثبت تلاحماً منقطع النظير عندما تشتد الازمات مع الكيان الصهيوني. وقد اتخذت الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة دونالد ترامب الكثير من القرارات المجحفة بحق الشعوب المختلفة ومنها المسلمة وبالذات الشعب الفلسطيني والاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان رغم ان القرار لم يجد اي مطاوعة من البلدان الاخرى لانه خلاف قرارات الامم المتحدة ومجلس الامن الدوليين و لم تؤتِ أوكلها كما هو مخطط له ويعود الفضل في ذلك إلى تضافر الجهود الاقليمية وتعاون قيادات المقاومة وشعوب المنطقة لإحباط مثل هذه المشاريع .
لقد فشل الأمریكیون فی كل محاولاتهم وفي اكثر من موقع وخلال عدة مؤتمرات مثل وارسو، فالمؤتمر الذي استمرر ليومين أخرج الانقسامات الى العلن، إذ قرر حلفاء أميركا الأوروبيون المشاركة بمستوى تمثيلي متدنٍ وسط عدم ارتياح من الدعوات الصارمة التي وجهها الرئيس دونالد ترامب لخنق الاقتصاد الإيراني. مما اغاض البيت الابيض بحق ومنیوا بالهزیمة في ذلك الاجتماع ، الذی حاولوا من خلاله الضغط على إیران للخضوع لاراداتهم بالمواجهة الشكلية الحالية . بعد اعلان اكثر الدول بقائهم فی الاتفاق النووی ورغبتهم بعلاقات اقتصادیة وسیاسیة مع إیران. ما يعني فشل تمرير القرارات و يدل على أن قدرة واشنطن على التأثير وإن كانت ليست قوية كما كانت في بعض الامور و لم تعد قادرة على إجبار العديد من الدول حتى الحليفة منها على تمرير مثل هذه القرارات ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط التي ذاقت أغلبية دوله مرارة تصرفاتها الغير صائبة والمتهورة .
ان اي إفرازات خطيرة تؤدي الى رفع منسوب العداء بين ايران والولايات المتحدة في حالات كهذه فإيران لن تكف قط عن الدفاع عن مصالحها الوطنية ولن تقف مكتوفة الأيدي مقابل ما يخطط له اولئك .ولكن لماذا تخفي واشنطن حقيقة ابعاد الارهاب عن المنطقة ، كون لايران الدور المهم والاساسي فية . رغم ان الامر ليس أمرا جديدا يمكن انكاره من قبل احد وعن اعتراف الإدارة الأمريكية وبلسان المسؤولين الأمريكيين وإقرارهم خلال لقاءاتهم بالجهات الدبلوماسية الاخرى بأن الدعم الإيراني هو الذي أنقذ العاصمة بغداد وأربيل الذي تحدث عنها الرئيس مسعود البارزاني من السقوط بيد تنظيم “ داعش” الإرهابي. هذا يعني بالدور الكبير للجمهورية الإسلامية في إيران بمحاربة الإرهاب وحماية جيرانها والعالم من انتشاره ولقد كانت الدور الذي لعبه أحد كبار قادة الحرس الثوري وهو الجنرال قاسم سليماني وبعض القادة الاخرين للحشد الشعبي .في تقديم المشورة وتقديم مساعدات كبيرة في هذا الشأن حيث ساهمت هذه الخطوات في طرد هذه المجموعات من المناطق التي سيطرة عليها .
ولاسيما الاعتراف في زمن إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب ومساعديه الحاليين، سواء مستشار الأمن القومي جون بولتون أو وزير الخارجية مايك بومبيو، وبعض مستشاريه الآخرين ينكرون علنا ويعترفون سرا أو بينهم واطراف أخرى. باعتراف صريح من قبل السفير الإيطالي السابق في بغداد ماركو كارنيلوس، (سبوتنيك 2019/04/21) .ما يتضح بعد كل هذه الاعترافات : رضوخ واشنطن لإسرائيل واللوبيات الإسرائيلية حيث تكشف الأمور أنها على هذا النحو منذ وصول الرئيس دونالد ترامب وادارته لرئاسة السلطة . وعلينا ان نقول بأن اوروبا وأمريكا إن كانت لهما رغبة في التعاون الاقليمي مع ايران لحفظ امن المنطقة التي لا بد ان تمر بها يتوجب عليهما إحترام حق السيادة الايرانية وفهم هواجس ايران الأمنية المشروعة وإحترام العقيدة الدفاعية لهذا البلد. كما يتوجب عليهما خلق توازن في القوة بين ايران والسعودية بدلاً من صب الزيت على النار وتوسيع مدى العداء بينهما ورفع مستوى التنافس التسليحي في المنطقة.
ملاحظة/ المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة يعبر عن رأي المؤسسة.