قبل 6 سنە
محمد نادر العمري
475 قراءة

تحرير درعا هو امتداد لانتصارات المقاومة..

ليس مصادفة أن يتم تحرير درعا مع ذكرى انتصار تموز، فمنذ 12 عام المسعى الأمريكي_الإسرائيلي من جراء حروبه في المنطقة هو إنشاء شرق أوسط جديد بإدارة إسرائيلية وبما يناسب المصالح الأمريكية ويحقق أجنداتها في المنطقة وهذا ماعبرت عنه كوندريزا رايس أثناء العدوان الإسرائيلي عام 2006، عندما قالت أن هناك مخاض تشهده منطقة الشرق الأوسط.
فشل هذا المخاض في رؤية النور ودفنه قبل ولادته نتيجة انتصار المقاومة، دفع الولايات المتحدة الأمريكية لاستبدل إستراتيجتها في الاعتماد على السياسة الناعمة من خلال دعم الاحتجاجات والفوضى داخل سوريا، وسعت لتنفيذ هذا المسار إلى اللجوء لتكتيكات المقاومة، من حيث تشكيل مجموعات مسلحة تخوض حرب العصابات ضد الجيش السوري وحفر الخنادق وامتلاك قدرة صاروخية ومدفعية سهلة التنقل والتخبأة.
هذا المسعى الأميركي الإسرائيلي، وصل لحائط مسدود ليس فقط لدخول الروس معركة ضد الإرهاب إلى جانب محور المقاومة وثبات الحلفاء وبخاصة طهران وحزب الله على مواقفهم إلى جانب دمشق في حرب تقرير المصير، بل لامتلاك الجيش السوري ومحور المقاومة عقيدة وهدف وقضية يدافعون عنها على عكس المرتزقة …. نعم مرتزقة تم توظيفهم بالمال ولم يمتلكوا عقيدة الموت … بل اعطوا صبغة طائفية لتبرير جرائمهم وبمظلة وغطاء سياسي من الدول الإقليمية في صراعها مع محور المقاومة…. داعش والنصرة وغيرها من المجموعات التي حملت اسماء دينية كان بغرض تشويه صورة حركات المقاومة في لبنان وفلسطين ووضعها في ذات الخانة والتصنيفات مع التنظيمات الإرهابية.
انتصار تموز 2018 في درعا هو امتداد لانتصار 2006 فالحلفاء هم ذاتهم والاعداء هم ذاتهم مع فارق وحيد، أن نصر تموز غير قواعد الاشتباك بين الحزب والكيان الاسرائيلي… بينما انتصار الحرب على الإرهاب في سوريا غير قواعد الاشتباك على مستوى النظام الإقليمي في ظل الانكفاء الأمريكي مقابل عودة روسيا للعب دور مناظر له وملئ الفراغ.
من الواضح أن المقاومة هي البديل الأمثل والوحيد للدفاع عن الحقوق والدفاع عن السيادة ومواجهة المخططات الإسرائيلية في ظل انحطاط العروبة المستباحة والمنتهكة من العرب ذاتهم الذين سارعوا للاعتراف بحق إسرائيل في إقامة دولتها المزعومة وحقها في الدفاع عن نفسها ضد حركات المقاومة، وهم في صدد تشكيل تكتل وتحالف عسكري وأمني واقتصادي مع الكيان لمواجهة إيران ومحور المقاومة، بعد أن طالبهم وزير أمن دولة الاحتلال “أفيغدور ليبرمان” الخروج من جحورهم العاجية.

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP