تهديم [البقيع] إرهاب [حضاري]!
إِنَّ [الحزب الوهابي] هو الممثِّل [الشَّرعي] والمولُود الطَّبيعي للأَمويَّة التي اعتمدت ثلاثة أُسُس لتشييدِ بنيانها على شفا جُرُفٍ هارٍ بعد استشهاد أَمير الْمُؤْمِنِينَ (ع) والتي هي:
أ/ تسخيرُ الدِّين لصالح السُّلطة وتسخيرُ السُّلطة لتشويهِ الدِّين!.
ب/ الإِرهابُ باسم الدِّين لقمعِ الرَّأي الآخر وبكلِّ قساوةٍ ووحشيَّةٍ!.
ج/ الحقد الدَّفين ضدَّ مدرسة أَهل البيت (ع).
ومنذُ الإِعلان عن التَّحالف المشبوه بين الحزب الوهابي و [آل سَعود] برعايةٍ بريطانيَّةٍ! منذ [٣٠٠] عام تقريباً عندما بايعَ إِبن سَعود إِبن عبد الوهاب على [الدَّم والهَدم] مارس الوهابيُّون وبحمايةِ نظام القبيلةِ الإِرهابي الفاسد هذه الأُسس بشَكلٍ واسعٍ جدّاً! فكان قرارهُم المشؤُوم بهدمِ مقبرة [بقيعِ الغَرقد] في [٨ شوَّال ١٣٤٤ للهجرة] وتحديداً مراقد أَئمَّة أَهل البيت (ع) الأَربعة وهم كلّاً من؛ الإِمامُ الحسن المُجتبى الزَّكيِّ السِّبط (ع).
الإِمامُ علي بن الحُسين زَين العابدين السجَّاد (ع). الإِم مُ محمَّد بن عليٍّ الباقر (ع). الإِمامُ جعفر بن محمَّد الصَّادق (ع).
٢/ كلُّ أُمم العالَم وشعوب الأَرض تحتفي بتاريخِها وحضارتِها ومدنيَّتِها، وتقيمُ لعُظمائِها التَّماثيل والأَضرِحة والمشاهِد والمراقِد على مرِّ التَّاريخ لاستذكارِ مواقفهِم وعلومهِم ودورهِم في حياة أُممهِم وما تركوهُ من تاريخٍ ناصعٍ لشعوبهِم!.
ولا يشذُّ المسلمُون عن ذلك فأَين ما تذهب في عواصمِ العالَم الإِسلامي وخاصَّةً حواضرُهم العلميَّة والثقافيَّة ترى مِثْلَ هَذِهِ المشاهد للكثيرِ من أَئمَّتهِم وفلاسفتهِم وشعرائهِم وقادتهِم السياسيِّين والعسكريِّين! إِلَّا [الحزب الوهابي] الذي شذَّ عن إِجماع الأُمَّة عندما تبنَّى [الهدم] أَحد قواعد حركتهِ [الإِصلاحيَّة] المشؤُومةِ المزعومةِ! التي أَنتجت في نِهاية المطاف كلَّ جماعات العُنف والإِرهاب في العالم بمُختلفِ عناوينهِم ومسمَّياتهِم عندما غذَّاها وأَلهمها بعقيدتهِ الفاسدة كما خلُصَ إِلى هَذِهِ النَّتيجةِ حتَّى الكونغرس الأَميركي!.
لقد مارسَ الإِرهابيُّون هَذِهِ القاعدة والقواعد الأُخرى التي يعتمدها [الحزب الوهابي] بشكلٍ واسعٍ ومُرعبٍ فعمدُوا إِلى تدميرِ كلِّ ما يرمِز إِلى التَّاريخ والمدنيَّة والحَضارة في كلِّ بلدٍ ومدينةٍ إِستولَوا عليها خلال السَّنوات الأَربع الأَخيرة! والتي لم تمسُّها يد التَّخريبِ والهدمِ على مدى قرونٍ متماديَةٍ من الزَّمن مرَّت عليها حكومات وخلفاء وأُمراء وأَئمَّة عديدُونَ جدّاً!.
٣/ إِنَّ ما قدَّمهُ الإِمام جعفر بن محمَّد الصَّادق (ع) مثلاً [وهوَ أُستاذ مؤسِّسي المذاهب السنيَّة الأَربعة بأَجمعِهِم] للبشريَّة فضلاً عن المسلمين، من علومٍ ومعارفَ بشتَّى الإِختصاصات والمجالاتِ لم يقدِّم معشارهُ عُلماء وفُقهاء وفلاسفة المُسلمين مُجتمعينَ! فهل من الإِنصافِ أَن ترتفعَ القِباب والمآذن على قبُورِ تلامذتهِ ويُهدمُ قبرهُ؟! هل مِن الإِنصاف أَن يكونَ بوِسع من يشاء زيارة مراقد تلامذتهِ ويُمنعُ أَيّاً كانَ من زيارةِ قبرهِ في البقيعِ؟!.
إِنَّ على كلِّ أَتباع المذاهب السنِّيَّة الأَربعة وخاصَّةً علماءَهم وفقهاءَهم وحواضرهُم العلميَّة أَن يمارسُوا كلَّ أَنواع الضَّغط لإِقناع السُّلطات في الرِّياض للتَّراجع عن قرارِ الهدمِ على الأَقلِّ من باب الوفاء لأُستاذ أَئمَّتهم ومؤَسِّسي مذاهبهِم! فذلكَ من الإِنصاف وفي الحديثِ الشَّريف عن رَسُولِ الله (ص) {مَنْ لا إِنْصافَ لَهُ لا دِينَ لَهُ}.
٤/ إِنَّ هدم [البقيع الغَرقد] هو بمثابةِ الإِرهاب ضدَّ الحَضارة والمدنيَّة والتَّاريخ ينبغي على كلِّ محبيِّ السَّلام الحريصينَ على المدنيَّة والحَضارة أَن يُمارسُوا كلَّ أَنواع الضُّغوط السياسيَّة والإِعلاميَّة والديبلوماسيَّة والقضائيَّة والقانونيَّة من أَجلِ إِجبار [الرِّياض] للقبُول بإِعادة بناء ما تمَّ هدمهُ في [البقيع] خاصةً وأَنَّ [وليَّ العهد] يَقُولُ أَنَّهُ يسعى لإِعادةِ الإِسلام الوسطي والمُعتدل إِلى البلادِ! فلماذا لا يعيدُ النَّظر بقرارِ الهدمِ الذي يمثِّلُ علامةً تاريخيَّةً بارزةً من علامات التطرُّف والتزمُّت في تاريخِ البلادِ وسُلطةِ [آل سَعود] ليفسحَ المجالُ أَمامَ إِعادة بناءِ المراقد المقدَّسة لأَئِمَّة المُسلمين من أَهْلِ الْبَيْتِ (ع) في [البقيعِ الغرقد] والذي يمثِّلُ [الهدْم] الجرحَ النَّازف في قلُوبِ المسلمِينَ على مدى قرنٍ من الزَّمنِ تقريباً؟!.