ماذا بعد اطباق الحصار على قاعدة التنف الأمريكية!؟
تزامناً مع القصف الجوي الأمريكي لنقطة عسكرية سورية في ريف حمص الشرقي ، بعد تصدي وحدة عسكرية تابعة للجيش العربي السوري لثلاث عربات أمريكية كانت تتقدم باتجاه إحدى نقاط الجيش عند منطقة الهلبة جنوب شرق تدمر ” هذا التصدي وذلك القصف …يؤكد أن مرحلة الاشتباك العسكري المباشر بين السوري صاحب الأرض والأمريكي المحتل “قد بدأت فعلياً ومرشحة لمزيد من التطورات بالمقبل من الأيام ” ،وخصوصاً مع أطباق الجيش العربي السوري الحصار على القاعدة الأمريكية في منطقة التنف قرب الحدود السورية -العراقية بعد سيطرته على كامل الشريط الحدودي الممتد من البوكمال إلى التنف .
وهنا ، لايمكن بالمطلق انكار حقيقة ان تواجد الجيش العربي السوري ومحاصرته لكامل الشريط الحدودي الممتد من البوكمال إلى التنف ،بدأ يقض مضاجع الأمريكان وحلفائهم ،وهو بالتالي خسارة جديدة وكبيرة للأمريكان ومن معهم ، فـ اليوم من المتوقع أن تنتقل عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه إلى تصعيد وتيرة المعركة بمجموع مناطق الشرق السوري بعد عزل وتطويق كامل المنطقة التي يتواجد بها المحتل الأمريكي في جنوب شرق سورية تحديداً “التنف ومحيطها ” ،وصولاً إلى قطع الطريق على مشاريع الأمريكي التوسعية شرق وجنوب شرق سورية ،وقد بدأت فعلياً منذ بضعة ايام عمليات الجيش العربي السوري في عمق البادية السورية وحرر من خلالها الجيش العربي السوري مساحة تزيد على 4500 كم مربع من البادية السورية ، والعمليات لازالت مستمرة شرق تدمر في المنطقة بين سد عويرض وجنوب حميمة على امتداد جبهة بعرض 45 كم وعمق 60 كم، ولذلك اليوم نرى أن هناك حالة من الترقب الأمريكي لمسار معركة الجيش العربي السوري في عمق مناطق شرق وجنوب شرق سورية ، لأن مجموع عمليات هذه المعركة بدأ يمس ويهدد بشكل مباشر مشاريع وتواجد الأمريكي في عموم مناطق الشرق السوري .
وبالعودة ، إلى أطباق الجيش العربي السوري الحصار على القاعدة الأمريكية في منطقة التنف قرب الحدود السورية -العراقية بعد سيطرته على كامل الشريط الحدودي الممتد من البوكمال إلى التنف ، فـ هذا التطور وبزخمه العسكري وباهميته الاستراتيجية ،يعني الأطراف الدولية والاقليمية المنخرطة بالحرب على سورية ، فهناك أطراف عدة تأثرت مشاريعها في سورية بشكل كبير بعد هذا التطور العسكري ، فـ الأمريكان المنغمسون بالحرب على سورية تلقوا هزيمة “استراتيجية ” جديدة في جنوب شرق سورية ، وقد تكررت هزائمهم مؤخراً بمناطق عدة من مثلث الحدود العراقية – السورية وصولاً لعمليات الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الشعبية بعمق البادية السورية تزامناً مع توسع عمليات الجيش العربي السوري شرق وغرب دير الزور.
هنا وبالعودة إلى الميدان السوري وخططه العملياتيه على الارض ورغم التهديدات العسكرية الأمريكية ، وتزامناً مع عزل وتطويق التنف ومحيطها يستكمل الجيش العربي السوري وقوى المقاومة الشعبية خطط العمليات المتقدمة ببادية دير الزور وببادية حمص لتطهيرها من بقايا تنظيم داعش الإرهابي ،وصولاً إلى ريف دير الزور الشرقي والغربي ،وعند الحديث عن التهديدات الأمريكية ،فهناك قناعة كاملة لدى السوري أن المواجهة مع الأمريكي “اصبحت ضرورة ولم تعد خيار ” فهذه المواجهة والتي يعتبرها البعض مفاجئة بتوقيتها وبنتائجها المنتظرة ، ولكن هي بنظر دمشق مواجهة حتمية ولابد منها ،وخصوصاً بعد الحديث الأمريكي عن توسيع عملياته العسكرية بالشرق السوري بحجة محاربة بقايا تنظيم داعش ، فالأمريكي يسعى لتوسيع وزيادة مساحة نفوذه الجغرافية على الارض السورية وتوزيع مساحات النفوذ هذه على قوات غربية وخليجية ينتظر الأمريكي دخول بعضها إلى سورية لتوفير غطاء دولي أوسع لتواجد قواته الموجودة بمناطق شمال شرق وشرق سورية .
ختاماً ، واليوم وليس بعيداً من تطورات الميدان المتوقعة في عموم مناطق الشرق السوري ، فإنّ ما يهمنا من كل هذا هو واقع سورية المعاش في هذه المرحلة، والتي حسم فيها وبها الجيش العربي السوري ملفات عدة في جنوب شرق وشرق سورية ،ومن هنا نستنتج من خلال الأحداث والمواقف المتلاحقة لأحداث الحرب «المفروضة» على الدولة السورية، بأنّ الدولة السورية استطاعت أن تستوعب وتتكيّف وتتصدى طيلة سبعة أعوام مضت لحرب شاملة وبوجوه عدة ، وها هي اليوم تسير بخطوات سريعة نحو اعلان نصرها على هذه الحرب العالمية التي استهدفتها .