وزير الخارجية القطري: لا بد من وجود علاقة صحية وبناءة مع إيران

ishraq

محمد بن عبد الرحمن آل ثاني

 

أعداد / القسم السياسي في قناة الاشراق 

أكد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بالقول انه لا بد من وجود علاقة صحية وبناءة مع إيران وندعو إلى علاقات أقوى معها ونشدد على أهمية التعايش مع طهران. هذا الحديث جاء في سياق كلمة له بمؤسسة "تشاتام هاوس" الدولية البحثية، اليوم الأربعاء في لندن، وأضاف أل ثاني بالقول إلى أن دول الحصار تضع العربة أمام الحصان، "وتطلب منا التخلي عن سيادتنا مقابل رفع حصارهم"، لافتاً إلى أن الدوحة هي من تتصدى للإرهاب وهي من تقوم بتنسيق المعلومات مع الحلفاء في الحرب ضد الإرهاب.
وأكد إيمان القيادة القطرية بأن الحملة برمتها والحصار مدفوع من قبل الإمارات والسعودية وقال آل ثاني:  إننا أكثر تقدمية من كثير من دول الخليج ونحن لم نتأثر بالربيع العربي لأننا في قطر نؤمن بالملكية التشاورية: وأضاف آل ثاني بالقول "دول الحصار الممثلة بالدول الأربع طلبت من تسليم سيادتنا لهم، كثمن لإنهاء الحصار، وقطر لن تفعل"، لافتاً إلى أنه، ومنذ 2014، لم يكن لأي من هذه الدول مطالب من قطر.

ضوء على جذور الأزمة القطرية مع جيرانها في الخليج

تميّزت السياسة الخارجية القطرية منذ عام 1995 بالدينامية والمرونة والقدرة على المناورة ومحاولة إيجاد علاقات متوازنة مع أكثر القوى الإقليمية والدولية. فبنت قطر علاقاتٍ متينةً مع الولايات المتحدة الأميركية، واستضافت في 'العُديد' إحدى أكبر القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، في الوقت الذي انفتحت فيه على القوى الإقليمية الأخرى على الرغم من التناقضات الكبيرة فيما بين هذه الدول. وقد انفتحت قطر على المبادرات والمؤتمرات الحوارية التي غدت جزءًا من أدوات السياسة الناعمة التي تستخدمها، وأطلقت ثورةً إعلاميةً عبر إنشاء قناة الجزيرة، وشرّعت من خلالها الباب أمام مناقشة قضايا كانت تعد 'تابوهات' في الفضاء السياسي العربي المغلق. فقد عملت الجزيرة على استضافة مثقفين وإعلاميين وناشطين من مختلف التيارات السياسية والفكرية الليبرالية والقومية واليسارية والإسلامية، وتناولت أكثر القضايا حساسية في العالم العربي .

ومنذ منتصف التسعينيات، مثلت التوجهات القطرية، وبخاصة في السياستين الخارجية والإعلامية، مصدر إزعاجٍ لبعض الحكومات، وكانت مادةً لعنوان تأزّمٍ دوري في العلاقات مع هذه الدول على امتداد العقدين الماضيين، وبصورة خاصة السعودية.

على النقيض من الموقف الرسمي لدول الخليج وعلى رأسها السعودية التي كان لها الدور السلبي في حروب الكيان الصهيوني على قطاع غزة وجنوب لبنان، كان لقطر دور أغاثي وداعم لفصائل المقاومة الإسلامية حماس وحزب الله في لبنان.
مثل ما قام به أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حين حلّ ضيفاً على جنوب لبنان عام 2010، و قام بجولة على القرى التي أسهمت قطر في إعمارها بعد العدوان الصهيوني في العام 2006 

صور من الارشيف حول العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006

ويشير أكثر المراقبين الى ان وصف أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في تصريحات نقلتها الوكالة القطرية الرسمية جماعة "حزب الله" اللبنانية بأنها "حركة مقاومة"، وأكد أنه "ليس من الحكمة" العداء مع إيران الراعي الأكبر لـ"حزب الله"؛ هي القشة التي قصمت ظهر البعير في مواقف دول الخليج التي رغبت دوماً في تأجيج العلاقة بين الجمهورية الإسلامية مع شعوب المنطقة.

مقاتلون من حزب الله في مسيرات النصر

تلك المواقف التي وقفت الى جانب الصهاينة في حربهم على لبنان عام 2006 ووصل بهم الأمر الى اصدار الفتاوي الدينية بحرمة الدعاء لحزب الله اللبناني وتأتي الفتوى الدينية متناسقة مع التصريحات السياسية المتكررة للحكومة السعودية والتي حملت فيه حزب الله المسؤولية الكاملة للعدوان الصهيوني على لبنان.
 
تجدّد الأزمة

ومع انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، استعادت السعودية والإمارات الثقة بالنفس، ونشأ تحالف بين ولي عهد أبو ظبي وولي ولي العهد في السعودية، لأسباب داخلية وخارجية. وعادت القيادتان إلى سياستهما الهجومية، وبدأت بالتعبئة ضد قطر في وسائل إعلام غربية وأميركية عديدة، وصولًا إلى قمة الرياض التي قدّمت مؤشرات على وجود أزمة مكبوتة في العلاقات مع قطر، كان أبرزها محاولة تهميش الحضور القطري وبعض دول مجلس التعاون والأردن، في مقابل التركيز على الحضور الإماراتي والمصري، قبل أن تنطلق هجمة إعلامية شرسة بعد يومين فقط على اختتام قمة الرياض
أخذت الهجمة الإعلامية على قطر شكلًا جديدًا غير مألوفٍ في التعامل البيني الخليجي في أوقات الأزمات؛ إذ لم تتوقّف الحملة عند فبركة أخبار وتلفيقها ضد قطر وسياساتها الخارجية، بل وصلت حدّ توجيه الشتائم للأسرة الحاكمة، وهذا تطورٌ غير مسبوقٍ في الخليج. ففي السابق كانت الخلافات الخليجية تتركز على قضايا وسياسات، وتتجنّب تناول الأسر الحاكمة، باعتبار هذا الأمر يفتح الباب واسعًا أمام الطعن في شرعية العائلات الحاكمة التي تقوم عليها أنظمة الخليج كلها.
اتخذ الهجوم الإعلامي الخليجي الأخير، وما استتبعه من قطعٍ للعلاقات الدبلوماسية، من سياسة قطر الخارجية ركيزةً أساسيةً لتحقيق أغراضه، وجاء على رأسها اتهامات لقطر بدعم الإرهاب، وتنمية علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانيَّة، إلى غير ذلك من الاتهامات التي تسقط بسهولة أمام أي تحليلٍ موضوعي.

يبدو واضحًا من الأزمة القائمة ومبرراتها الواهية أنّ المعركة تدور حول دور قطر الإقليمي وسياساتها الخارجية، وهي محاولة مكشوفة من الإمارات والسعودية لفرض سياسة خارجية معينة تلتزم قطر بها خاصة فيما يتصل بالعلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانيَّة. كما يبدو أن هذه الحملة تحظى بدعمٍ كبيرٍ من اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، والذي كشفت التسريبات الأخيرة للبريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشتطن عن حجم التنسيق بينه وبين أنصار إسرائيل في واشنطن لتشويه صورة قطر وتقديمها كدولة راعية للإرهاب

 

 

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP