22/12/2018
دولي 568 قراءة
دير شبيغل تعتذر عن كذب أحد عامليها لـ7 سنوات
من الارشيف
خصصت مجلة دير شبيغل الألمانية صفحتها الأولى ،السبت، للاعتذار عن اختلاق صحفي كان يعمل بها قصصا ولفق أخبارا، فيما طالب السفير الأميركي بألمانيا المجلة بإجراء تحقيق شامل حول الواقعة.
واستقال الصحفي كلاس ريلوتيوس (33 عاما) بعدما أقر بأنه اختلق قصصا وشخصيات في أكثر من 12 قصة صحفية نشرت في النسخ الإلكترونية والورقية للمجلة الأسبوعية التي تعدّ من أهمّ المطبوعات الألمانية.
وعنونت المجلة صفحتها الأولى بعنوان "أنقل المعلومة كما هي"، في إشارة إلى شعارها الذي وضعه مؤسسها رادولف أوغستين، والذي يعلو مدخل مقرها الرئيسي في هامبورغ. وقالت المجلة إنها كانت "محظوظة بأن أحد موظفينا نجح في اكتشاف الأمر".
وفي مقال لهيئة تحريرها، قالت دير شبيغل إنّ الفضيحة التي تتضمن مواضيع من بينها الأيتام السوريون وناج من المحرقة تعد من "أسوأ الأمور التي يمكن أن تحدث لفريق تحرير صحافي".
واعتذرت عن ارتكابها هذا الخطأ وتعهدت بـ "القيام بكل شيء لتعزيز مصداقيتنا مجددا".
من جهته، طالب السفير الأميركي لدى ألمانيا ريتشارد غرينيل، الجمعة، المجلة بإجراء تحقيق شامل بعد قصة التلفيق.
وكتب غرينيل رسالة إلى رئيس التحرير الجديد للصحيفة شتيفن كلوزمان، قائلا إن الكشف أثار "قلقا عميقا" لدى الولايات المتحدة، وذلك نظرا لأن العديد من قصص الصحفي كانت تركز على موضوعات أميركية. وتابع غرينيل "من الواضح أننا كنا ضحايا لحملة من التحيز المؤسسي".
ولم يكتف السفير بذلك، بل طالب بإجراء تحقيق "شامل من قبل منظمة خارجية ومستقلة لتحدد بشكل دقيق مدى انتهاك دير شبيغل للمعايير الصحفية والتغييرات اللازمة في العمليات الداخلية بالمجلة".
ورفضت المجلة الألمانية اتهامات غرينيل بالتحيز، وقال رئيس التحرير المؤقت للمجلة ديرك كوربيوفيت "عندما ننتقد الرئيس الأميركي، هذا لا يعني أننا ضد أميركا، ولكننا ننتقد سياسات الرجل الموجود في البيت الأبيض".
وتلقّى ريلوتيوس مطلع كانون الأول جائزة مراسل السنة عن مقال حول شباب سوريين ساهموا في انطلاق تظاهرات 2011 ضد النظام.
ويكتب ريلوتيوس في المجلة منذ سبع سنوات وحاز جوائز عدة تقديرا للصحافة الاستقصائية التي يضطلع بها، من بينها صحفي العام من محطة "سي أن أن" في 2014.
اختلاق
وبعدما وجّه له صحفي تعاون معه في مقال عن روايات من الحدود الأميركية المكسيكية، اتهامات في هذا الصدد، أقرّ ريلوتيوس بأنه اختلق تصريحات ومشاهد.
وحاول زميله خوان مورينو طيلة أسابيع تنبيه المسؤولين والزملاء إلى حقيقة ما يفعله ريلوتيوس، إلا أن أحدا لم يصدقه، بل صار يعاني من مضايقات عديدة، واتهامات له بمضايقة زميله الذي اعترف نهاية المطاف بما كان يقوم به، معلنا أنه اضطر إلى ذلك لأنه كان يخاف من الفشل، ومن ضياع النجاحات التي حققها.
ويقدّر عدد المقالات التي لفّقها بـ 14، بينها واحد عن يمني أمضى 14 عاما في غوانتانامو من دون أي سبب وجيه، وآخر عن لاعب كرة القدم الأميركية كولن كابرنيك الذي آثر الركوع عند بث النشيد الوطني خلال المباريات تنديدا بأعمال العنف العنصرية الطابع. وكان الصحفي قد ادّعى أنه قابل والديه.
وتأسست دير شبيغل عام 1947، وتبيع شهريا نحو 725 ألف نسخة مطبوعة، وتعد من أشهر المجلات في العالم.
ويصف أنصار حزب "بديل لألمانيا" اليميني المتطرف وسائل الإعلام الرئيسية بـ "الإعلام الكاذب". واستغل اليمين المتطرف في ألمانيا القضية ليعتبرها "دليلا على الاختلال الوظيفي لوسائل الإعلام الجيدة".
A.K