19/06/2018
دولي 614 قراءة
تحليلات إسرائيلية: الطائرات الورقية الحارقة خيار إستراتيجي لحماس
صورة من الارشيف
اعتبر المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ستعتمد "إطلاق البالونات المتفجرة والطائرات الورقية الحارقة كخيار إستراتيجي" خلال الفترة المقبلة، فيما كشف أن القيادة العسكرية للاحتلال أوصت المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، تجنب الرد بقوة والحرص على عدم تجاوز الخط حتي لا يؤدي ذلك إلى تصعيد عسكري في القطاع، بات وشيكًا وتعددت أسبابه، رغم المؤشرات التي تدل على أن جميع الأطراف تسعى لتجنبه.
وقال هرئيل في مقال نشر على الموقع الإلكتروني لصحيفة "هآرتس"، إن القيادات العسكرية أوصت بعدم استهداف القيادات الميدانية لوحدة الطائرات الورقية الحارقة التي يتم إطلاقها من غزة باتجاه المناطق المحيطة بالقطاع، رغم الخسائر التي تسببها، حتى لا يتسبب ذلك بـ"فوضى عارمة" وتصعيد شامل قرب السياج الأمني المحيط بغزة.
وقال هرئيل إن التقديرات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن خيار الطائرات الحارقة بات خيارًا إستراتيجيا لفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وذلك للتكلفة الزهيدة وسهولة الاستخدام والتجهيز والتحضير لصنع الطائرات الورقية التي تربط بأجزاء حارقة وسريعة الاشتعال، ولما يحققه ذلك من خسائر مادية وأثر سلبي في نفوس سكان ما يعرف إسرائيليًا بـ"غلاف غزة".
وأضاف أن ذلك (إستراتيجية الطائرات والبالونات الحارقة)، تشكّل "بعدما أنهك قمع الاحتلال الإسرائيلي المشاركين في مسيرات العودة"، المدنية السلمية الحاشدة التي انطلقت في الثلاثين من آذار/ مارس الماضي، "وصعوبة مواصلة التحشيد لها"، بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل شهر رمضان ومناسبة العيد، وما اعتبره من "استنفاذ" للمناسبات الذكريات الوطنية الفلسطينية التي تساعد على التعبئة.
ويعتبر المحلل العسكري للصحيفة الإسرائيلية، أن خسائر الحرائق التي اندلعت جراء سقوط الطائرات الحارقة بمزارع "غلاف غزة"، وأتت على آلاف الدونومات الزراعية، تجاوزت الأضرار المادية والمبالغ المالية، والتي تقدر أسرائيليًا بعشرات ملايين الشواقل.
وبحسب هرئيل فإن الأثر المعنوي الذي يخلفه المنظر الكئيب للحقول المشتعلة والبساتين المتفحمة والغابات المحروقة، يترك أثرًا كبيرًا في نفوس سكان "غلاف غزة" ما ينعكس بصورة مكثفة في الإعلام الإسرائيلي ويترجم إلى تصريحات صحافية سياسية معارضة وبالتالي يشكل ضغطًا على الحكومة للرد على فصائل المقاومة في غزة وبمقدمتها حماس، ما يسرع طرح الحل العسكري الذي سيؤدي إلى تصعيد تسعى الأجهزة الأمنية إلى تجنيه.
وصعد الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا استهدافه بالغارات الجوية والمدفعية لما ادعى أنها مواقع تتخذها المقاومة لإعداد الطائرات الورقية الحارقة، بالإضافة إلى استهداف قادة الوحدة المسؤولة عنها. وصدر عن وزير الامن الإسرائيلي في أكثر من مناسبة أنه يبحث مع القيادة العسكرية الإسرائيلية سبل جديدة للتعامل معها، كونه يتم إطلاقها بصورة شبه يومية نحو البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في وقت سابق، أنه سيتعامل مع الطائرات الورقية التي تطلق من غزة بنفس الدرجة التي يتعامل بها مع إطلاق القذائف الصاروخية، فيما أجرى وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، اتصالات هاتفية وعقد اجتماعات مع القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال، لبحث ما اعتبرها "ظاهرة خطيرة".
وفي الوقت الذي نفذ فيه الاحتلال هجمات عدوانية استهدفت مواقع للقوى البحرية وأخرى لرصد المقاومة ومواقع ادعى أنها مستودعات لتخزين البالونات والطائرات الحارقة، قصفت طائرة استطلاع إسرائيلية، فجر أمس الأحد، مركبةً فارغة متوقفة قبالة مسجد شرق مدينة غزة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، ادعى الاحتلال أنها تابعة لـ"أحد مسؤولي" خلايا الطائرات الورقية والبالونات الحارقة.
وادعى هرئيل أن الجيش الإسرائيلي يسعى لتطوير أساليب جديدة للتعامل مع الطائرات الحارقة، أهمها رصدها ومتابعتها وإسقاطها قبل عبور فضاء السياج الأمني، داخل القطاع، إلا أن بالونات "الهيليوم" الحارقة تشكل تحديًا جديدة وصدعًا في إستراتيجية الاحتلال لمواجهتها، لصعوبة تعقبها.
وتتخوف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن "تدفع مواصلة إطلاق الطائرات الحارقة باتجاه مستوطنات ‘غلاف غزة‘ إلى مواجهة إسرائيل خطر التصعيد إثر توسيع حيز ردها الهجومي على مواقع في القطاع ما قد يدفع فصائل مقاومة أخرى (مدعومة من إيران - على حد تعبير هرئيل)، إلى إطلاق قذائف صاروخية ما قد يفجر الأوضاع عسكريًا ويجر إلى مواجهة مباشرة واسعة النطاق، ما قد يحول الأنظار الإسرائيلية عن المواجهة الأصعب والأهم والأولوية الأولى" وهي ردع وإبعاد ما تدعي إسرائيل أنه "قوات إيرانية وميليشيات موالية لها من المناطق الحدودية" مع الجولان السوري المحتل في "الجبهة الشمالية".
وقال هرئيل إن "التحركات العسكرية المحدودة ضد وحدات الطائرات الورقية لا تحقق النتائج المرجوة؛ وإن حماس، من خلال وسائل بسيطة، نجحت هذه المرة بإجبار إسرائيل على دفع ثمن أكبر من هذا الذي كان عليها دفعه في مواجهة فعاليات مسيرات العودة الكبرى"؛ رغم المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية وأدت إلى استشهاد 120 فلسطينيًا على الأقل وإصابة عشرات اللآف.
واعتبر هرئيل أنه "إلى حين نجاح حملة الإدارة الأميركية الجديدة لجمع تبرعات من دول خليجية تهدف إلى تحسين البنية التحتية والأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، يمكن أن تتصاعد التوترات بين إسرائيل وحماس إلى ما هو أكثر خطورة"، وأكد أن "هدف القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية واضح تماما، وهو إعادة الهدوء على ‘الجبهة الجبونية‘ (قطاع غزة)، وتركيز الاهتمام على ‘الجبهة الشمالية‘ (الجنوب السوري).