23/01/2018
دولي 597 قراءة
الجماعات الإرهابية ودورها في الشرق الأوسط الجديد
صورة من الارشيف
"كوندوليزا رايس" وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هي أول من تحدث عن الشرق الأوسط الجديد وأول من تابع تنفيذه على أوسع نطاق خلال العام 2006 وذلك بهدف تقسيم دول المنطقة إلى دويلات تقوم على أسس مذهبية وقومية وطائفية.
والملفت بالأمر إن رايس أطلقت هذا المشروع من تل أبيب ووضعت خطط الترويج له مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وذلك بالتزامن مع الحصار الإسرائيلي للبنان الذي حظي برعاية أنجلو – أمريكية.
المشروع يهدف بالدرجة الأولى إلى نشر الفوضى والإضطرابات في مختلف أنحاء المنطقة بحيث تمتد الفوضى من لبنان إلى إيران مروراً بفلسطين وسوريا والعراق ودول الخليج.
رايس وصفت الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان – التي بلغت ذروتها في ذلك الوقت – بأنها آلام المخاض لولادة الشرق الأوسط الجديد وينبغي التيقن من إننا نتجه حالياً نحو شرق أوسط جديد وسوف لن نعود إلى القديم.
وكانت القرعة قد وقعت على العراق المحتل من الولايات المتحدة ليكون أول الدول التي ينفذ فيها مشروع التقسيم ليأتي الدور بعدها على سوريا ومنها إلى الدول الأخرى.
الولايات المتحدة الأمريكية والغرب عموماً كانوا على قناعة تامة بأن القدرة العسكرية لن تكون هي المحرك في تقسيم المنطقة – كما هو مخطط لها – ولذا وقع الإختيار على الجماعات الإرهابية لتكون أداة تنفيذ هذا المشروع الكبير.
ومن هنا فإن الهدف الأساس من انتشار الجماعات الإرهابية أعد بعناية فائقة وبإشراف أجهزة مخابرات الدول الغربية، حيث تسعى هذه الأجهزة إلى تقسيم منطقة الشرق الأوسط وتدمير جيوش دولها من خلال انهاكها في حرب عصابات وشوارع لا يستطيع جيش نظامي التعامل معها.
وقد عمدت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة بتقديم الدعم الكامل للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط ومن خلال دول حليفة لها مثل تركيا والسعودية.
وقمة الإبداع الغربي في تصنيع الإرهاب تمثل في تنظيم داعش وهو التنظيم الوحشي الذي ترعرع في رحم القاعدة صنيعة وكالة المخابرات المركزية لقتال الجيش السوفياتي وحكومة كابل المتحالفة مع الكرملين.
ولما إنسحب الروس من أفغانستان لعبت القاعدة أدوارا عديدة يختلف المحللون بشأنها، البعض منهم اعتبرها مضرة بالمصالح الأمريكية وآخرون رأوا أنه رغم مظاهر العداء والمواجهة فإن القاعدة خدمت بعملياتها المختلفة المصالح والأهداف الأمريكية.
والواقع إن جميع تحركات وعمليات داعش أنتجت أوضاعا صبت في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل ومخططاتهما لتدمير جيوش دول المنطقة وخلق الدول الفاشلة وتقسيمها مما يضمن إستقرارا وأمنا طويلا للكيان الصهيوني وتمكين الشركات الغربية متعددة الجنسية من التحكم وبشكل مطلق في ثروات المنطقة وخاصة النفطية منها.
وفي هذا المجال فإن الغربيين والصهاينة عموماً يعترفون علناً بالمكاسب التي تحققت لهم من نشر داعش للفوضى في المنطقة حيث كتب المحلل الإسرائيلي يوسي ميلمان في صحيفة معاريف يقول: إن اسرائيل هي المستفيد الأكبر من انهيار العراق والحرب في سوريا ومن تهاوي الشرق الاوسط، حيث أن أعداءها يستنزفون بعضهم البعض ولا يوجد تقريبا اهتمام بمحاربة اسرائيل.