25/12/2017
دولي 1758 قراءة
«البنتاغون» يحاول إخفاء أدلة اغتصاب معتقلين في سجن «أبو غريب»
سجن أبو غريب هو معتقل التعذيب الأمريكي ذو السمعة السيئة عالميا في العراق
كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن تفاصيل وقائع الاغتصاب التي ارتكبها الجنود الأمريكيين في سجن أبو غريب؛ إبان الغزو الأمريكي للعراق؛ لافتة إلى أن مصادر إعلامية عالمية متعددة ذكرت أن «البنتاغون» يعمل على إخفاء شريط فيديو فاضح، لم يعلن عنه مطلقا ضمن تقارير التعذيب الأخيرة المنشورة.
ونقلت الصحيفة عن الصحفي الشهير «سيمور هيرش» أنه تم التقاط مشاهد الفيديو في سجن أبو غريب، وهو معتقل التعذيب الأمريكي ذو السمعة السيئة عالميا في العراق والذي احتل العناوين الرئيسة في الصحف والنشرات الإخبارية قبل نحو عقد من الزمن، عقب الكشف عن الأساليب اللاإنسانية المستخدمة فيه من قبل الجنود الأمريكيين؛ فيما يبدو أن الأدلة التي نشرت قبل عقد من الزمن لم تكن سوى لقطات بسيطة من أفلام كثيرة، موضحا أن الكشف عن بقية الأفلام ما هو إلا مسألة وقت.
وخلال إلقائه خطابا في الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية عقب إصدار تقرير التعذيب في مجلس الشيوخ، قدم «هيرش» نظرة على ما يحتويه شريط «البنتاغون» السري؛ قائلا في خطابه: «بعض أسوأ الأمور التي حدثت لا تعلمون عنها شيئا، كان هناك نساء؛ موضحا أن البعض ربما قرأ أنهن كن يقمن بتمرير رسائل واتصالات لأزواجهن هذا في أبو غريب، كانت النساء تمرر رسائل كتبن فيها: أرجوك، تعال واقتلني، بسبب ما حدث.
وأضاف: «وأساسا ما حدث هو أن هؤلاء النساء اعتقلن مع صبيان في سن المراهقة بل وأطفال؛ حيث كان الجنود يجبرونهم على اللواط تحت تسجيل الكاميرات وأسوأ ما في هذه الفيديوهات تسجيلات صوتية تملكها حكومتكم لأصوات الصبيان وهم يصرخون؛ وكانوا في حالة رعب كامل»؛ مؤكدا أن تلك التسجيلات ستفضح.
وتابع «هيرش»: «من المستحيل أن تقول لنفسك كيف وصلنا هنا؟ من نحن؟ ومن هم هؤلاء الأشخاص الذين أرسلونا هنا؟ غطيت مجزرة ماي لاي -وهى تلك المجزرة التي وقعت خلال حرب فيتنام على يد الأمريكيين- وكنت مضطربا مما شاهدته تماما مثلما يفعل أي شخص عاقل حيال ما حدث، انتهى الأمر في النهاية بكتابة جملة قلت فيها إن مرتكبي جرائم القتل هذه ضحايا تماما مثل الأشخاص الذين قتلوهم بسبب الندوب التي يملكونها؛ باستطاعتي أن أخبركم بعض القصص الشخصية التي رواها أشخاص كانوا ضمن تلك الوحدات وشهدوا ذلك».
وأردف: «باستطاعتي أن أطلعكم على الشكاوى المكتوبة والموجهة لأعلى الضباط، ولذلك نحن نتعامل مع كمية هائلة ضخمة من المخالفات الجنائية التي تمت التغطية عليها من قبل القيادة العليا هناك وما يعلوها ويجب علينا أن نصل لهم وسنفعل أنتم تعلمون أن هناك ما يكفي وهو موجود في الخارج ولا يستطيعون استحسانه لذلك ستكون سنة انتخابية مثيرة للاهتمام»؛ مشيرا إلى أن النساء اللاتي كن يشهدن على عمليات الاغتصاب هذه؛ كن في الواقع أمهاتهم؛ وفق قوله.
وفي خطاب في يونيو/حزيران الماضي، في مدينة شيكاغو نقل عن «هيرش» قوله: «لم تشهدوا ولو قليلا من الشهر أمورا فظيعة تفعل بأطفال النساء المسجونات بينما الكاميرات تسجل».
ونقلت الصحيفة عن أحد المعتقلين ويدعى «قاسم حلاس» الذي كان شاهدا على بعض تلك الجرائم قوله: «رأيت فلانا يمارس الجنس مع شاب يبلغ من العمر نحو 15-18 عاما؛ وكان الشاب يتألم بشدة فيما غطى الجنود جميع الأبواب بملاءات؛ وعندما سمعت الصراخ تسلقت الباب فأعلاه لم يكن مغطى ورأيت فلانا الذي يرتدي لباسا عسكريا يعتدي على الشاب اليافع، فيما لم أستطع رؤية وجه الشاب لأن وجهه لم يكن موجها نحو الباب وكانت الجندية الأنثى تلتقط صورا».
وارتكبت القوات الأمريكية انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان أثناء غزوها للعراق، ما أثار موجة عالية من الإدانة والسخط في مختلف أنحاء العالم حيث تضمنت الانتهاكات طقوسا سادية ممتهنة لكرامة الإنسان ومنافية لكل القيم والمبادئ