11/12/2025
دولي 38 قراءة
مقبرة القسّام في حيفا تتعرّض لـ”اعتداء”
.jpg)
الاشراق
الاشراق | متابعة.
يدين متولو وقف حيفا داخل أراضي 48، الاقتحام الذي نفذته الشرطة الإسرائيلية في مقبرة القسام التاريخية، المقامة على أنقاض بلدة الشيخ المهجرة قرب حيفا، بإسناد مباشر من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ورئيس لجنة الداخلية في الكنيست يتسحاق كرويزر، وكلاهما من حزب “قوة يهودية”.
ويؤكد “متولو الوقف” أن الإزالة القسرية للخيمة واللافتات وكاميرات المراقبة قرب ضريح الشيخ عز الدين القسام جاءت في إطار تحركات سياسية متصاعدة توظّف المقدسات الإسلامية للتحريض وكسب نقاط في الشارع عبر خطاب عدائي موجّه ضد المجتمع العربي ورموزه.
ويؤكد “الوقف الإسلامي” في حيفا أنّ الاعتداء يرتبط مباشرة بمسارٍ بدأ منذ أغسطس/ آب 2025، حين دعا بن غفير وكرويزر في الكنيست إلى هدم ضريح القسام ونقله. ويقول إنّ التطابق بين خطاب التحريض السياسي داخل اللجنة وبين التنفيذ الميداني على الأرض يكشف أن الأمر لا يتعلق بإجراء إداري، بل بخطّة ممنهجة تستهدف تحويل المقبرة إلى ساحة صراع سياسي يخدم طموحات حزب “قوة يهودية” ويستغل حرمة المكان لتحقيق مكاسب على حساب المقدسات والذاكرة التاريخية. إن مقبرة القسام، التي تضم ضريح الشيخ القسام وشخصيات دينية ووطنية وشهداء من الجليل منذ ما قبل النكبة، تواجه منذ عقود سلسلة طويلة من الاعتداءات والمصادرات ومحاولات الطمس.
وتابع بيان الوقف “يشكل هذا الاعتداء الجديد حلقة جديدة في هذا الاستهداف، ويجري ضمن بيئة سياسية تحرّض علنًا على المس بالمقبرة وعلى كل رمز يحمل قيمة تاريخية أو وطنية لدى أبناء المنطقة”.
ويحذر متولو وقف حيفا من أن استمرار الاقتحامات، تحت غطاء “تعزيز السيادة”، يهدف فعليًا إلى خلق واقع جديد في المقبرة، يبدأ بإزالة خيمة وينتهي بالمس بضريح الشيخ نفسه، كما دعا إليه بن غفير صراحة.
ويؤكد عضو هيئة متولي أوقاف حيفا، المحامي خالد دغش أن هذا النهج لا يهدد المكان فحسب بل يمس بحق المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد في الحفاظ على مقدساته وتاريخه وهويته، ويحوّل أجهزة الدولة إلى أدوات في صراع سياسي يقوم على الاستفزاز وإشعال التوتر.
ويضيف “إزاء هذا التطور الخطير، يناشد متولو وقف حيفا جميع الأطر الدينية والمجتمعية والوطنية وكل المؤسسات العربية في حيفا والجليل، التكاتف والتحرك المشترك لحماية المقبرة ومواجهة مساعي التحريض واستغلال المقدسات لأغراض سياسية.
ويوضح الوقف أنه سيواصل العمل القانوني والميداني بلا تردد، لكنه يؤكد أن حماية المقبرة مسؤولية جماعية تتجاوز إطار الوقف وحده. كما يؤكد دغش أن “مقبرة القسام ليست مجرد موقع ديني، بل جزء أساس من ذاكرة المكان وروايته التاريخية.
وخلص للقول إن “الاعتداءات المتكررة تهدف لطمس هذه الذاكرة، ونحن نتابع ما يجري بقلق شديد ونعمل على حماية المقبرة بكل المسارات القانونية والمجتمعية المتاحة، لأنها شاهد حي لن نقبل المساس به”.
وتابع “نقوم حاليا بدراسة قانونية لتبعات الاعتداء على المقبرة ومصادرة الخيمة واللافتة والألواح الشمسية وغيرها من العتاد الذي تم مصادرته خلال حملة الوزير على المقبرة مع الأخذ بالحسبان التهديد بالاستمرار باستهداف المقبرة وقبر الشيخ بالذات ولهذا ندعو الى التحرك كل من موقعه لصد الاعتداءات المرتقبة القادمة”.
يشار إلى أن مقبرة القسام في حيفا قد منحت اسمها لدفن المجاهد عز الدين القسام فيها عقب استشهاده في مواجهة مع قوات للاستعمار البريطاني قريبا من بلدة يعبد في الضفة الغربية في 19/ 11/ 1935 وتعرض القبر لعدة اعتداءات وانتهاكات من قبل متطرفين يهود في الماضي، فيما تواجه المقبرة خطر التدمير بذريعة التطوير، ويرى فلسطينيو الداخل أن هذا جزء من طمس الهوية العربية الفلسطينية للمكان وتهويده.