حَذارِ من توفير مبرر لأمريكا باستهدافنا بسبب بطولات مزعومة!
خلال الايام الماضية من تموز-يوليو للعام الحالي2020 شهدت الولايات المتحدة العديد من الحوادث المهمة التي لم تعلن أو لم تعرف واشنطن أسبابها، ومن بينها:
○ حريق بحاملة الطائرات Bonhomme Richard
○حريق بأكبر مصنع للصلب Arcelormittal في إنديانا
○ اشتعال محطة نيبسكو إنديانا للطاقة
○ احتراق مصنع الكميكس للبتروكيماويات بأتلانتا
○ اشتعال النار بمصنع سوكوب للصلب في أمبريدج.
○ انفجار قاعدة هونولولو لخفر السواحل.
○احتراق المنطقة الصناعية في سان فرانسيسكو ( 6 مباني كبيرة على الأقل)
○انفجار قطار لحمل المواد الكيميائية في أريزونا.
-انفجار خط أنابيب ومحطة غاز طبيعي في تكساس.
○انفجار وحريق في محطة كهرباء لاس فيغاس.
○ حريق خزان ويتفيلد
○ حريق في مصنع كيميائي في ميشيغان
○ حريقان في السفن الحربية JFK ، USS Kearsarge
بالإضافة الى:
○ تحطُّم 6 مقاتلات أميركيةخلال 60 يوما ومقتل طيارين
○ غرق مركبة برمائية ومقتل شخص واحد وفقد 8 أشخاص خلال مناورات عسكرية في سان دييغو.
حتى بلغ الأمر بالبعض إلى إطلاق عبارة [ الولايات "المحترقة" الامريكية ] على ( الولايات المتحدة الأمريكية ) من باب الفرح و الابتهاج و الشماتة بتلك الحرائق و الأحداث و الإصابات في أميركا.
وطبعا يمكن أن نتفهم بهجة وشماتة الشعوب المظلومة والمنهوبة بما يصيب ظالمها و ناهبها بسبب عنجهية البيت الأبيض وجرائم الإدارة الامريكيةضدنا، لكن هذا التشفّي والتبنّي يستبطن تداعياتٍ وأموراً ونتائج حقوقية و قانونية و حتى غرامات مالية على دولنا لو عبّرنا عن تأييدنا أو تبنينا لهذه الحوادث الغامضة الأسباب،سواءً عَبْر وزارة خارجيتنا أو دبلوماسيينا (حتى السابقون منهم) في تصريحاتهم لوسائل الإعلام.
لذلك ينبغي الحذر من التظاهر ببطولات مزيفة أو تبنّي بعض العمليات التخريبية و الحوادث العرضية و الطبيعية و إلصاقها بقضية استشهاد القائد الراحل الفريق سلي-ماني أو انبثاق قيادة العميد قا-آني مما يبرر و يساعد المعتدي الامريكي على تنفيذ أعماله الدنيئة ضدنا ،ويقنع الرأي العام بأن من يتباهى ويفخر بارتكاب هذه الأعمال والحرائق والتفجيرات ؛فعليه أن ينتظر النتائج، و منها هجمات أمريكا على منشآته و قتل شخصياته و اغتيال مسؤوليه على قاعدة [العين بالعين والسن بالسن] .
إن أكبر هدية نقدمها إلى السلطات الأمريكية المعتدية هي أن تحصل منّا على تصريح ، من مسؤول مدني أو عسكري أو دبلوماسي (سابق أو حالي) أو تلويح بمسؤولية الحرس الثوري أو الحشد أو الهاكرز عن وقوع تلك الحوادث في امريكا أو اصابة منشآت تابعة لها عندنا، لكي تتخذه واشنطن ذريعةً للإنتقام منا ورموزنا وضباطنا الكبار ومن حلفائنا ، باعتبار أن شماتة المسؤول أو الدبلوماسي الفلاني وتأييده، تعبّر عن تأييد صريح أو مبطّن لعمل تخريبي حصل في أمريكا أو تلويحٍ منّا بتبنّي المسؤولية عنه؛ إذن فهو يبرّر لواشنطن اتخاذ إجراء عدائي وعمل عنيف كردِّ فعل على المعتدي.
و لذلك علينا الحذر من توفير المبرر للإستكبار الأمريكي من استهداف بلداننا المسلمة ورموزنا ظلماً، بسبب تباهينا وشماتتنا وتبنّينا لحوادث لا دخل لنا فيها أساساً، ولكن تلويحنا بتأييدها وتبنيها يحمّلنا (من الناحيةالحقوقية) نتائج وتداعيات لاداعي لندفع ثمنها؛أموالاً ودماءً.
على سبيل المثال:
قضت محكمة أمريكية بإلزام الحكومة الإيرانية بدفع مبلغ 879 مليون دولار تعويضا لضحايا الهجوم على قاعدة عسكرية أمريكية في مدينة الخُبَر السعودية عام 1996. وأدى الهجوم إلى مقتل 19 عنصرا من القوات الجوية الأمريكية فيما حمّلت واشنطن إيران مسؤولية الهجوم بمساعدة جماعة "حزب الله" السعودية،واعتبرت طهران تتحمل نتائجها. ورحّبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالحكم على ايران التي ترفض دفع أيّ تعويضات في ضوءما يُزعَم عن تأييدالحزب لطهران ودعم طهران له !!!
وكمثال آخر:
قضت محكمة في مدينة نيويورك الأميركية بتغريم إيران 10 مليارات و700مليون دولار بدعوى تورطها في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001. ووِفق الحكم فإن الغرامة ستصرف لتعويض أسر ضحايا الهجمات وشركات التأمين المتضررة.وصدر الحكم الظالم بعد النظر في دعوى رفعها مدعون أميركيون قدموا فيها ((أدلة!!)) حول "مساعدة طهران للإرهابيين الذين نفذوا الهجمات"!، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإيرانية "تسنيم".وحسب القاضي الامريكي الذي نطق بالحكم الجائر فإن إيران فشلت في دفع التهم الموجهة إليها، وهي بالتالي تتحمل المسؤولية في تلك الهجمات، بذريعة صدور تصريحات مؤيدة وشامتة صدرت من رئيس مجلس النواب د.لاريجاني آنذاك.و سيكون من الصعوبة استيفاء الغرامة من إيران، إلا أن الأمريكان سيحاولون الحصول على جزء من الغرامة المقررة باستخدام قانون يتيح الاستفادة من الأرصدة المالية التي جمدتها الحكومة الأميركية لديها.
إذن؛يا زملائي لا داعي للتصريحات الإعلامية العنترية أو التبني لحوادث عرضية تحصل أثناء هبوط طائرة أمريكية أو اشتعال النيران في منشأة مدنية غربية لأسباب تقنية أو لدواعي غامضة و بأصابع خفية غير معروفة لكن تتخذها واشنطن ذريعة لإلقاء التبعة وتغريم المسلمين عن أعمال لم يقوموا بها بيد أن هذا وذاك يتباهى ويفخر بها دون داعٍ سوى بطولات مزعومة.
د.رعدهادي جبارة
باحث ودبلوماسي سابق