قبل 4 سنە
بصائر صادق
380 قراءة

كمْ أنتم اوفياءُ لدماءِ الشهداء أيها العجمُ

لم يدُر بخلدِ وفدُ إيرانَ الديبلوماسي الذي ترأسه الدكتور جواد ظريف وزيرُ خارجيةِ الجمهورية الإسلامية الايرانية  ان يطلبَ من نظيرهِ السيد فؤاد حسين وزير خارجية العراق التوقَف لكاملِ الموكب في مستهلِ زيارته  لبغداد قربَ موضع استشهاد قائدي النصر وثلةٌ مؤمنةٌ من رفاقهم على يدِ الإدارة الامريكية التي مارست في غارتها المشؤومة فجر الثالث من كانون الثاني "عربدةً" لم تستطع الاممُ المتحدة من ان تغيرَ من طبيعتها الإرهابية كما جرت العادة بتجميلِ جرائم الولايات المتحدة العديدة واضطرت هذه المرة بأن تعلَن على الملأ بأنما اقترفته "واشطن"جريمةٌ و خرقٌ فاضح للقانون الدولي و الشرعةُ الأممية وعرفها .

 وقفة السيد ظريف وقراءةٌ الفاتحةِ المباركة لم تستغرق سوى دقائق، لكن رمزيَة هذا الفعل غيرُ المسبوق في العرف الديبلوماسي ستبقى كثيراً بعده ، أذ أسست لثنائيةٍ طرفيها الشهادة والعرفان.

العرفانُ بدورِ  قادةٍ تجاوزت هويتهم العابرةُ للأطر الضيقة نحو المفهوم الاشمل لنصرةِ الإنسانية نيابة عن العالم اجمع قبلَ أي عنوانٍ آخر  .
لمْ يكن قائدا النصر يفكرانِ بهويةِ من دافعوا عنهم  اباَن"داعش"الإرهابي...نُصرتهم تسامتْ وشملت هويةَ الانسان الذي كرمه الله عز وجل وأكرمه بنماذج ينُدرُ ان تجودَ بها الأوطان كالشهيدين رضوان الله عليهما.

ايمانُ الفقيدينِ بإنسانيةِ هدفهيما جعلت كنائس العراَق وسوريا وبقايا مناطق العالم تنافسُ مساجدها بالصلاةِ والاكف   المرفوعة للسماء طلباً للرحمة والصبرِ على استشهاد "الفريق سليماني" والحاج "المهندس" الذين استوطنت افئدتهم هواجسُ تأمينِ ترا َب هذه الأرض من دنسِ
الإرهاب ومموليه.

ما اسسهُ السيدْ ظريف من وضع بصمة وتقليدٍ محمود بقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء لهَو بحق خطوةٌ تحسبُ له بما يمتلكُ من بعدِ نظر وكيف لا وهو يمثُل رأسا لديبلوماسية الإيرانية التي "عر ّت" اباطيلَ البيت اللا ابيض .

هذه الخطوة ستُلزم زوارَ بغدادَ بالوقوف عندَ تلك البقعةِ التي شهدت ارتقاءَ الشهداء وعندَ كل وفدٍ سيمرُ من هناك ، سُتعاد ذكرى القادْة. وستدورُ عجلةُ استذكارِ ما استشهدوا لأجله.

وسيبقى طيفُ "سليماني" والمهندس" يرفرفُ حول الاكفِ المرفوعة بالصلاة عندَ مطارِ بغداد الدولي .

زوارُ بغداَد "العرب" و الأجانب" ممن ارتضوا لنفسهم ان يعادوهُ و يعادوا تجربتهُ الديمقراطيةَ الفتية و هم اذ سيقفونَ مجبرين عندَ تلكَ البقعة الطاهرة , بعَد ان سنّ السيد "ظريف" سُنتهُ المحمودة الحسنة لعنوان الشهادة بأن تكون زيارةُ "اُلمرتقى" واجبةً لكل وفدٍ ديبلوماسي, هل سيعرفون مدى الخطأ الذي كانوا فيه باستعدائهم ليسَ العراقَ فحسب و انما احرارُ العالمِ اجمع ؟

شكراً سيد "ظريف" لما اظهرتهُ للعالم كيف أنَ الامةَ تُكرمُ ابطالها.

شكراً سيد "ظريف" للبروتوكول الذي اسسته لمن بعدك.

شكراً سيد "ظريف" لمن اعطيتَ غيركَ درساً في أصولِ الديبلوماسية وما عبرت من سلوكًا حضاري لمكانة وعظمة وقدسية عطاء الشهادة وان الأمة التي لاتقدر عظمة الشهادة ومكانتها أمة عاجزة لا حياة لها.

بصائر صادق

مراسل وكالة تنوع

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP