أهمّ من كتاب بولتون: اختصاصيَّة نفسيَّة قريبة لترامب تكشف أسرار العائلة
يميل البشر في العصر الحديث إلى التمييز بين ما يُعتبر "أموراً شخصيّة" والأداء المهنيّ للفرد. هذه إحدى المغالطات الشّائعة للعقل البشريّ، إذ كيف يمكنك أن تتوقَّع من شخص غير أخلاقيّ على المستوى الشخصيّ وفي دائرته الاجتماعيَّة، أن يكون كذلك على المستوى المهنيّ؟
"أكثر من اللازم ولا يكفي قط: كيف صنعت عائلتي أخطر رجل في العالم!".
(Too Much and Never Enough: How My Family Created the World’s Most Dangerous Man)
هو عنوان الكتاب الذي يصدر في الثامن والعشرين من شهر تموز/يوليو المقبل. المؤلفة هي ماري ترامب، ابنة شقيق الرئيس الأميركي فريد ترامب، المتخصصة في علم النفس العيادي، والتي تمتلك بالتأكيد دقة الملاحظة والمؤهلات اللازمة للإضاءة على ما لا يقف عنده الكثير من الناس غير المختصين في علم النفس.
يمثّل الكتاب ذروة نزاع قضائيّ قديم بين دونالد ترامب وأولاد شقيقه، بعدما استبعدهم ومنعهم من حقّهم في ميراث جدّهم، إذ تدور دعاوى قضائية بين الطرفين منذ العام 1999.
وفي وقتٍ ينشغل الإعلام العالمي في الحديث عن كتاب مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، فإن كتاب ماري ترامب قد يسبّب أضراراً بالغة للرئيس على أعتاب الانتخابات الرئاسية، ذلك أنَّ الرأي العام الأميركي معروف بتأثره بالقضايا الشخصية أكثر من اهتمامه بالسياسة.
ومن الأمثلة التي يذكرها الكتاب المرتقب عن سلوك ترامب، تعامله مع أبيه (جدّ المؤلفة)، حين أُصيب بمرض الألزهايمر في آخر 6 سنوات من عمره، فتتحدَّث المؤلفة عن "سخرية" دونالد ترامب من أبيه و"نبذه" له قبل وفاته.
وبحسب دار النشر، يحكي الكتاب "كابوس الصّدمات والعلاقات المدمّرة والمزيج المأساوي من الإهمال وسوء المعاملة"، الّذي يفسر الأعمال الداخلية لـ "واحدة من أقوى العائلات في العالم وأكثرها اختلالاً".
تجدر الإشارة إلى أنّ ماري ترامب كانت مصدر معلومات الصحافة الأميركية في سنوات سابقة حول ضرائب عائلة ترامب، وهو ما ستتحدَّث عنه في الكتاب أيضاً، بعد أن نال تحقيق شهير عن هذه المسألة جائزة "بوليتزر" للصحافة.
وكشف التحقيق الصّحافي يومها، والذي استند إلى وثائق سرَّبتها ماري ترامب، أنَّ دونالد ترامب تورَّط في عمليات تهرّب ضريبي تبلغ قيمتها 400 مليون دولار.
وسيكون الكتاب مُتاحاً على منصَّة "أمازون"، التي ذكرت أنَّ المؤلفة ستكشف كيف صار عمّها "الرجل الذي يهدد حالياً صحّة العالم والأمن الاقتصاديّ"، كما تُفرد فصولاً للحديث عن علاقة الرئيس المضطربة بوالده وشقيقه.
وقد ابتعدت ماري ترامب عن الأضواء منذ أن وصل عمّها إلى البيت الأبيض، لكن توقيت نشر الكتاب قبل أسابيع قليلة على مؤتمر الحزب الجمهوري المخصّص لسباق الرئاسة، يطرح علامات استفهام كبيرة حول رغبة واسعة في الولايات المتحدة لكسر ترامب وضمان عدم فوزه بولاية ثانية.
ويُظهر حساب ماري ترامب على "تويتر" أنَّها لم تكن من المسرورين بفوز عمّها بالرئاسة في العام 2016، وأظهرت دعماً واضحاً لمنافسته آنذاك هيلاري كلينتون. كما أنّها تدعم حركة الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في الوقت الراهن.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الاشراق وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً