قبل 4 سنە
ديمة ناصيف
443 قراءة

"قسد" تصعّد في وجه دمشق وتستنفر واشنطن وتستبق قانون "قيصر"

 

نشرت الإدارة الذاتية الكوردية، شمال سوريا، بياناً حمّلت فيه دمشق المسؤولية عن "استمرار العنف ونبذ الحوار والتوافق السوري"، بالتزامن مع توسع التداعيات الاقتصادية لحصار واشنطن وعقوباتها، التي تهدف إلى إجبار دمشق على قبول العملية السياسية.

وتابع البيان: "مع اقتراب سريان مفعول قانون قيصر (قانون أميركي يفرض عقوبات على الحكومة السورية) بشكل خاص، سيكون لذلك تأثير في كل المناطق السورية، بما فيها مناطق الإدارة الذاتية، التي هي جزء من سوريا، لكون التعاملات مع الداخل السوري قائمة، وتتأثر كل القطاعات بهذه العقوبات".

وبحسب البيان، فإنّ هذا الوضع "يخلق تبعات سلبيّة على المناطق الكوردية، ويخلق مشاكل كبيرة، وخصوصاً في ظلّ تحوّل مناطقنا إلى نقطة مهمة من أجل مقاومة الإرهاب وتنظيم داعش".

تستبق "قسد" ببيانها موعد تطبيق قانون "قيصر"، الذي يدخل حيّز التنفيذ منتصف حزيران/يونيو المقبل، بإعادة طرح أوراقها من جديد على المجتمع الدولي؛ لا حوار أو تفاهم مع دمشق، من أجل انتزاع اعتراف غير معلن بها ككيان مستقل لا علاقة له بالدولة السورية، من خلال استثناء أراضيها، إضافة إلى إعادة طرح ورقة داعش (هاجس الغرب)، الذي سينشط من جديد إن لم يتم استثناء هذه الأراضي من تبعات القانون، بحسب الرؤية الكردية.

تعتصم "قسد" بحبل الغرب وواشنطن، من أجل إيجاد آلية تساعدها على الإبقاء على موارد اقتصادية تمكّنها من الاستمرار في إدارة مناطق سيطرتها، بعد أن اختبرت صعوبة تأمين ذلك خلال فترة إغلاق المعابر مع العراق والدولة السورية، بسبب الإجراءات الاحترازية لاحتواء انتشار كورونا.

وتريد "قسد" أبعد من التطمينات الأميركية بأنَّ قانون "قيصر" لن يطال المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية، كما تحدث مسؤول أميركي قبل أيام "بأن الهدف من القانون هو الضغط على الرئيس الأسد ليتوقف عن الحل العسكري، والاقتناع بأن لا سبيل للتقدم إلا بالحل السياسي والقرار 2254، وهو لن يشمل مناطق لا تسيطر عليها دمشق، وبالتالي لن تتأثر بهذه العقوبات".

ويبدو في خطوة توحيد الأحزاب السياسية الكوردية، حيث اجتمع 25 حزباً كوردياً تحت اسم "أحزاب الوحدة الوطنية الكوردية" قبل يومين، أرضية سياسية لمشروع تقوده واشنطن وباريس، لدفع الأحزاب الكوردية إلى التنسيق مع الإدارة الذاتية، تمهيداً لتوحيدها وضمها إلى منصات المعارضة السورية، ما يستأنف سجالاً كوردياً برفض الانضواء تحت مظلة هذه المنصات، وفي الوقت ذاته إصرار الكورد على حصر الحوار معهم فقط باعتيارهم كياناً سياسياً مستقلاً، للحفاظ على مكاسبهم الميدانية وإنشاء إقليم فيدرالي .

المساعي الأميركية بتوحيد الكورد قد تصطدم أيضاً بعجز الإدارة الذاتية عن فكّ ارتباطها بقيادات "جبل قنديل" العسكرية، المهددة بعملية عسكرية تركية بتسهيل من حكومة شمال العراق.

وهنا، لا يمكن قراءة المبادرة الأميركية بتوحيد الجسم الكوردي شمال سوريا، بمعزل عن محاولات واشنطن المستمرة للتقريب بين الإدارة الذاتية وأنقرة، لتشكيل جبهة على طرفي الحدود تواجه التوسع الروسي والنفوذ الإيراني، وذلك من خلال إلغاء حصرية تمثيل الكورد ضمن "قسد" ومجلسها السياسي.

هذه المرة، عملت واشنطن بقوة للضغط على قيادات "قسد"، كي لا تكون مبادرتها مجرد مناورة سياسية لتحصيل تمثيل ضمن المعارضة التي أقصي منها الكورد طويلاً من دون تقديم تنازلات.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الاشراق وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً

Copyright © 2017 Al Eshraq TV all rights reserved Created by AVESTA GROUP