لماذا يتجاهل ترامب جرحى جنوده في عين الأسد؟!
يبدو ان الضربات الصاروخية التي وجهتها الجمهورية الاسلامية في ايران الى قاعدة عين الاسد الامريكية في غرب العراق انتقاما لجريمة الاغتيال الجبانة التي استهدفت قائد فيلق القدس الفريق الشهيد قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي الشهيد ابو مهدي المهندس، لم تلحق خسائر هائلة بالقاعدة ومن فيها فحسب بل دكت ايضا هيبة امريكا دكا واسقطت ورقة التوت التي كان يستر بها زعماء امريكا تفاهتهم.
تفاهة من يزعمون انهم زعماء اقوى بلد على كوكب الارض بانت وبشكل مخز، عندما ظهر الرئيس الامريكي دونالد ترامب محاطا بكبار قادة امريكا العسكريين والسياسيين وكأن على رؤوسهم الطير، فوجوههم صفراء بعد ان انحسر الدم فيها، وهو يعلن عن تلقي الولايات المتحدة الامريكية ضربات صاروخية في اكبر قاعدة لها في العراق، محاولا تبرير ابتلاعه الضربة عبر تسويق كذبة كبرى تفيد بانها لم تسفر الا عن اضرار مادية ضئيلة لا تستحق الذكر.
اما ايران التي تعرف ماذا فعلت، فقد اكدت منذ اللحظة الاولى انها دكت بالصواريخ قاعدة "عين الاسد" الامريكية واسفر القصف الصاروخي عن وقوع اضرار مادية هائلة وسقوط اعداد كبيرة من القتلى والجرحى، وانه تم مشاهدة طائرات تهبط وتقلع من القاعدة بعد الضربة وهي تنقل المصابين والقتلى من القاعدة.
كان بامكان امريكا ان تكشف حقيقة ما وقع في القاعدة الى العالم عبر السماح للصحفيين بالدخول اليها بهدف تاكيد ما قاله ترامب وتفنيد ما اعلنته ايران، الا ان اتخاذ اجراء من هذا النوع كان سيكشف زيف وكذب ترامب وحقيقة ما اعلنته ايران، فتم منع اي صحفي او وسيلة اعلامية الاقتراب من القاعدة الا بعد مرور وقت طويل، حيث كانت كاميرا شبكة "سي ان ان" الامريكية اول كاميرا تدخل القاعدة ويسمح لها بالتصوير في جزء منها فقط وبعد ازالة الكثير من اثار القصف ، ورغم ذلك صعق العالم من حجم الدمار الذي لحق بالقاعدة كما ظهر على شاشة سي ان ان.
يبدو ان الامريكيين نسوا كل "مبادىء وقيم الحضارة الغربية" التي اوجعوا رؤوسنا بها، في نقل المعلومة بشفافية من قبل الحكومة والصحافة، ووضعوها جانبا، وعادوا الى طبعهم القديم، فبدأوا بكذبة اطلقها كبيرهم والتي اكدت وبشكل لافت على عدم سقوط اي جريح او قتيل، الا انهم وبعد ان انكشف حجم الدمار الهائل الذي نزل بالقاعدة، كان من الصعب تمرير كذبة ترامب بعدم وقوع اصابات، فبدأت الحقائق تنشر بالتقسيط، فأقرت وزارة الدفاع الامريكية باصابة 11 عسكريا امريكا بارتجاج دماغي تم نقلهم الى المانيا والكويت لتلقي العلاج.
يبدو ان العدد 11 هو ايضا كان كذبة، كما ان اصابة الجميع بارتجاج دماغي هي ايضا كذبة، فقد كشفت صحيفة القبس الكويتية ان حوالي 16 عسكريا اميركيا اصيبوا في الهجوم، ونقلوا للعلاج في مستشفى بمنطقة عريفجان جنوبي الكويت، وان اصاباتهم تتراوح بين الخطيرة والمتوسطة، لافتة الى اصابة عدد منهم بحروق شديدة في انحاء متفرقة من الجسم ومنهم من اخترقت اجسادهم مقذوفات و شظايا.
المعروف عن الرئيس الامريكي الثرثار انه يتحدث في كل شيء مهما كان تافها، الا انه يتجنب وبشكل لافت الحديث عما تتناقله وزارة دفاعه عن سقوط جرحى من جنوده في قاعدة عين الاسد واصابات بعضهم خطيرة، فهو يعتقد انه بذلك يواري كذبته عن الاخرين، في تصرف اشبه ما يكون بتصرف النعامه التي تدفن راسها في الرمال ظنا منها انه لم يعد يراها احد.
من المؤكد ان ما كشفته صحيفة القبس الكويتية عن الجرحى الامريكيين ليس كشفا لكل الحقيقة، فهناك جانب كبير واكثر خطورة مازالت تحاول امريكا اخفاءه في مستشفيات الكويت والمانيا والعراق، الا انها ستبقى عاجزة عن اخفاء الاهانة الكبرى التي وجهتها ايران اليها عندما اذلت كبرياءها ومرغت هيبتها في الوحل، وهي ذلة يتصاغر امامها حتى مقتل العشرات بل والمئات من الجنود الامريكيين في قاعدة عين الاسد.